كيف جرت التحضيرات لهزيمة النصرة بسرعة؟

لم يكن اختيار توقيت عملية الجرود في فليطة السورية وعرسال اللبنانية، أمراً مفاجئا وليس خارج سياق العمليات العسكرية التي لم تتوقف في سوريا منذ سبع سنوات. الجيش السوري والمقاومة أعادا وصل ما انقطع بقرار سياسي لبناني منذ ثلاثة أعوام في معارك الجرود على طرفي الحدود لاستكمال إقفالها واستئصال النصرة وداعش منها.

التحضير للعملية استغرق أشهراً في الاستطلاع والإعداد القتالي والمعلوماتي والتسليحي. وهو مايفسر إنهاء العملية بهذه السرعة. 48 ساعة فقط لهزيمة النصرة في جرود فليطة، وهي مفتاح جرود عرسال اللبنانية "التي دخلت منها النصرة إلى لبنان لاعباً عسكرياً وسياسياً"والقلمون السوري، لم تكن أم المعارك التي توعدت بها النصرة.

 السيطرة على قمة ضهر الهوة القريبة من جرود فليطة، فتحت الفصل الأخير لاسقاط جرود عرسال كلها. الإعلان المسبق عن المعركة لم يغير من مجرى المعارك بل  على العكس زرع الفوضى في صفوف المجموعات المسلّحة التي تشكل النصرة عمودها الفقري والتي كانت على علم أن المعركة قادمة، ولم تستطع تفادي الهزيمة وهزيمة سريعة. خلال يومين من القتال فقدت كامل جرود فليطة وأغلق  عليها الجيش السوري والمقاومة إمكانية الهروب إلى عرسال أو المخيمات التي أغلقها الجيش اللبناني بطوق أمني وتحقق تحقق في الموجة الأولى للهجوم وتم عزل جرود فليطة عن جرود عرسال.

إذا استكمل الجيش السوري هذه العملية بالهجوم على معاقل داعش في جرود الجراجير وقارة، فسيكون كامل الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا ولبنان ومعابره تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه. وسيتم قطع كل خطوط الإمداد التي يستخدمها المسلحون في هذه المنطقة. وهي ستشكل ضربة كبيرة للمجموعات المسلّحة وخاصة النصرة التي تلعب دوراً أساسياً في معظم الجبهات السورية. والتمهيد للمعركة لم يكن فقط بالتحضير العسكري. فالمصالحات في مناطق الغوطتين وريف دمشق التي أعادت سلطة الدولة وأخرجت كل المجموعات المسلحة التي كان يمكنها تقديم الدعم والمؤازرة لمسلحي التلي. الجيش السوري والمقاومة واصلا عملية تقطيع أوصال المجموعات المسلحة قبل الصعود إلى الجبال.

في كفير يابوس، ويابوس، على الحدود اللبنانية السورية، استأصل الجيش السوري مجموعات وخلايا نائمة، كانت تعد لقطع الطريق الاستراتيجي بيروت-دمشق.

المقاومة في مثلث القنيطرة، درعا، دمشق، استعادت السيطرة على الطرق المؤدية إلى من القنيطرة، درعا،نحو دمشق. المعركة جزء من الهجوم المستمر للجيش السوري والمقاومة لمنع محاصرة سوريا بأكملها من كل الجهات من حدودها مع الأردن فالعراق فلبنان وتركيا. 

معركة جرود القلمون.. منعت إغلاق بوابات سوريا الغربية، واستكمال محاصرتها من كامل جهاتها الأربع كما كان مخططاً لاستخدام وجود هذه الفصائل المسلحة في القلمون.. وخلال الأعوام الفاصلة بين مراحل معركة الجرود استعاد الجيش السوري والمقاومة الأسوار الجبلية الممتدة من سفوح جبل الشيخ نحو الزبداني، وأغلق طريق الإمداد من القلمون الشرقي بعد حصاره ما تبقى من معاقل المسلحين في الناصرية وجيرود، وتوسع في أرياف حمص الشرقية والجنوبية فالبادية السورية الأردنية نحو الحدود العراقية.

في استكمال معارك جبال القلمون، يخوض الجيش السوري والمقاومة واحدة من أقسى المعارك الجبلية، وهي معركة يستكمل فيها إغلاق كل الممرات وخطوط الإمداد نحو لبنان، والأهم أنها معركة تحدد مستقبل تمدد داعش (الذي لايزال يحتفظ بمواقع في جرود قارة والجراجير السوريتين وجرود القاع ورأس بعلبك اللبنانيتين) نحو لبنان، بعد هزائمه المتكررة من الموصل إلى الرقة بانتظار الجرود القلمونية.