هل سينجح "ولاية سيناء" في تطيّيف المجتمع المصري؟

استهداف الكنائس المصرية على يد فرع تنظيم داعش في مصر " ولاية سيناء" لم يكن مفاجئاً لمتابعي شؤون الجماعات المتطرفة في مصر، لا سيما وأن التنظيم ما فتئ منذ سنتين وأكثر يحرص في كل إصدار جديد له على تهديد الأقباط والتوعد باستهداف كل ما يمتّ لوجودهم ودينهم وأملاكهم بصلة.

استهداف المكونات الدينية يزيد من عمليات الاحتقان ويؤجج الصراعات
وما التفجيران اللذان ضربا كنيستين في طنطا والإسكندرية في التاسع من نيسان 2017 وراح ضحيتهما 43 قتيلا و119 مصابا إلا تأكيداً جديداً عن نيّة وتصميم وقدرة التنظيم على تهجير مسيحيي مصر والتنكيل بهم متى ما وجد إلى ذلك سبيلاً.


لم يتأخر "ولاية سيناء" وقتا طويلا قبل أن يتبنى الهجومين ويكشف عن منفذيهما، فـَ "أبو إسحاق المصري"، هو من فجّر سترته الناسفة في كنيسة مار جرجس بطنطا، فيما فجر "أبو البراء المصري" سترته الناسفة في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. تبع ذلك تهديد آخر لمن سماهم بالمرتدين في إشارة إلى الأقباط، قائلا إن "الفاتورة بيننا وبينهم كبيرة جدا. سيدفعونها من دماء أبنائهم أنهارا".


يعلم تنظيم "ولاية سيناء" أن إسقاط هيبة الدولة يكون بالدفع نحو تطييف المجتمع دينياً، فاستهداف المكونات الدينية يزيد من عمليات الاحتقان ويؤجج الصراعات. لذا كان ضرب المسيحيين أمراً مقصوداً في مواجهة الدولة المصرية والتعجيل بجرّ البلاد إلى دوامة من الاقتتال الداخلي.



في هذا السياق، يمكن أن نفهم لماذا عمل التنظيم على تخويف الأقباط في أماكن سيطرتهم حيث فرّت 40 أسرة مسيحية من مدينة العريش المصرية إلى مدينة الإسماعيلية، بعد أن قتل التنظيم سبعة منهم خلال فبراير/شباط الجاري في حوادث متفرقة في شمال سيناء، متعمداً حرق البيوت المهجورة وتدمير الممتلكات العائدة لهم.