النهاية غير المتوقّعة لمشاورات السبعين يوماً في الكويت "1"

انتهت مشاورات السلام اليمنية في الكويت كما اصطُلح على تسميتها أممياً من دون أن تحقّق أحلام اليمنيين بإنهاء مأساة عام وخمسة أشهر من الحرب، وهي نهاية لم تخطر على بال أكثر الناس تشاؤماً لأسباب عدّة.

المشاورات اليمنية اليمنية في الكويت لم تتوصل إلى حل ينهي مأساة اليمنيين
على طريقة المشاورات اليمنية في سويسرا بجولتيها في "جنيف" و"بييل" منتصف وأواخر العام الماضي، انتهت مشاورات السلام اليمنية في الكويت كما اصطُلح على تسميتها أممياً من دون أن تحقّق أحلام اليمنيين بإنهاء مأساة عام وخمسة أشهر من الحرب، وهي نهاية لم تخطر على بال أكثر الناس تشاؤماً لأسباب عدّة، أبرزها المُقدّمات أو المؤشّرات الإيجابية السابقة لهذه الجولة من المشاورات التي نظر إليها السواد الأغلب من اليمنيين كجولة أخيرة وفاصلة بين زمنين، ذلك أن المقدّمات تنبئ عن النتائج كما يقال.

مؤشرات يمكن تلخيصها بمكان المشاورات المتمثّل بالكويت الدولة العضو في "التحالف العربي" بقيادة السعودية. وهنا لا يمكن إغفال تلك اللقاءات السريّة في بدايتها بين قيادات أنصار الله ومسؤولين سعوديين في ظهران الجنوب، باعتبارها إحدى المقدّمات المهمّة وما أفضت إليه من اتفاق تهدئة على الحدود بين الجانبين، وتشكيل لجان تهدئة وتواصل ومراقبة لتثبيت وقف إطلاق النار في ست جبهات يمنية داخلية، وجميعها أسباب رفعت بشكل مبالغ فيه ربما من منسوب التفاؤل بنجاح مشاورات الكويت في وضع حدّ للعدوان الخارجي والحرب الداخلية، ضاعف منها بروز رغبة دولية وإقليمية غير مسبوقة لإنهاء النزاع في وعلى اليمن، لا سيما بعد فشل العدوان الخارجي في تحقيق أهدافه على الأرض، بل وإسهام هذا العدوان أو "التدخّل" في إشاعة الفوضى على نِطاق واسع في المناطق والمحافظات اليمنية، وخاصة تلك المحافظات "المحرّرة" كما  تطلق عليها حكومة الرئيس منصور عبد ربه هادي تسميتها، وهي المناطق التي باتت مرتعاً آمناً لتنظيمي "داعش" والقاعدة.

كل ذلك ذهب أدراج الرياح رغم الفترة الأطول لهذه المشاورات التي خيّبت ظنّ الجميع بوصولها إلى طريق مسدود لم يختلف في ظاهره عن الجولتين السابقتين.

قد تبدو وجهة النظر هذه صحيحة وواقعيّة في الظاهر على الأقل، فمشاورات السبعين يوماً لم تنهِ أعمالها بعد كل هذه الفترة الزمنية باتفاق بين طرفيها كما كان متوقّعاً.. والأسوأ من ذلك أنها انتهت من دون أن تتجاوز مربّعها الأول، بينما كانت قد تجاوزته في الغرف المغلقة، وصولاً إلى صيغة اتفاق شامل كما أشارت إلى ذلك تصريحات وأحاديث أحد أطرافها وفد "أنصار الله"، إلى جانب تصريحات المسؤولين الكويتيين حول تجاوز طرفي الخلاف شوطاً كبيراً باتجاه التوصّل إلى اتفاق سياسي شامل.

هذه التصريحات تقاطعت مع معلومات مؤكدة حصلت عليها ونشرتها الميادين عن مصادر دبلوماسية أجنبية وعربية رفيعة، أكّدت في مجملها اقتراب الإعلان عن اتفاق وشيك بين الأطراف المعنية.. فما هو هذا الاتفاق الذي أوشك على النفاذ؟ وأي الأطراف عرقلته، ولماذا؟ وما هو موقف المجتمع الدولي من هذه العرقلة؟ ولماذا التقى أمين عام الأمم المتحدة بطرفي المشاورات؟ وماهي الرسالة التي حرص بان كي مون على إيصالها لطرفي المشاورات في لقائه العابر بهم؟ وماهو دور السعودية في تعثّر المشاورات؟