غوغل بعُمر الـ21.. يافعٌ مُشاكِس

يبدو أن غوغل شاب شقّي إذ أثارت خططه لاستخدام بروتوكول الإنترنت المُشفَّر الجديد مخاوِف حول الاحتكار، حيث يعتقد مُحقّقو الكونغرس أنّه سيُعطي الشركة ميزة تنافُسيّة غير عادِلة

احتفت مواقع التواصُل مُهنّئة العملاق اليافِع غوغل ببلوغه الـ21 عاماً منذ أسابيع، ويبدو أن غوغل شاب شقّي إذ أثارت خططه لاستخدام بروتوكول الإنترنت المُشفَّر الجديد مخاوِف حول الاحتكار، حيث يعتقد مُحقّقو الكونغرس أنّه سيُعطي الشركة ميزة تنافُسيّة غير عادِلة. ويخشى المُحقّقون من أن يستخدم غوغل بيانات يتمّ جمعها من خلال البروتوكول الجديد لأغراضٍ تجاريّة.
ويهدف المعيار الجديد إلى تحسين خصوصيّة الإنترنت وأمنه عن طريق تشفير حركة المرور، ما يعوق قدرة المُتسلّلين على مُحاكاة مواقع الويب. البروتوكول الجديد يمكن أن يُغيِّر المُنافسة على الإنترنت، إذ أنّه يعزل شركات الكابلات والشبكات اللاسلكية عن الكثير من بيانات المُستخدمين القيِّمة لتصفّح الإنترنت، وهو ما من شأنه أن يُعطي غوغل احتكاراً لبيانات المُستخدِم.

الاهتمام برَغبات المُستخدِم

ولحَرْفِ النظر عن هذه الاتّهامات كان غوغل ذكياً في إطلاق مزايا جديدة، ليكون بذلك شاباً ذا 21 عاماً يُثير إعجاب المُستخدمين مُتجاهِلاً الكونغرس الهَرِم! فقد أعلنت الشركة عن إطلاق خدمة لمُحبّي الترفيه حيث أطلقت خدمة ألألعاب الخاصّة بها. وتُتيح الخدمة الجديدة التي أُطلِقَ عليها إسم "غوغل بلاي باس" لمُستخدمي "أندرويد" الوصول إلى أكثر من 350 تطبيقاً ولعبة وما يُميِّزها أنها خالية من الإعلانات والمُشتريات داخل التطبيق والمدفوعات المُقدَّمة لضمان الاستمتاع من دون أيّ إزعاج.

النُخَب لها نصيب من الاهتمام

وإذا ما راعت في المُميّزة الأولى الطبقة الشعبية المُحبّة للترفيه فقد راعت أيضاً رغبات الطبقة النخبوية الجادَّة إذ أعلنت عن تدشين النسخة الداكِنة من منصَّة البريد الإلكتروني "جيميل" على كل من تطبيقيّ iOS و"أندرويد". ما شكَّل استخداماً أفضل لروَّاد جيميل كرجال الأعمال والأساتذة والنُخَب.

مزايا فارِهة

ولم تكتف بهذا فحسب بل عملت على تحسين خدماتها الإضافية حيث أنّها تُخطّط لإضافةِ خيارٍ يُتيح للمُستخدمين ضَبْط حساسيّة مساعدها "غوغل أسيستانت" Google Assistant على صوتهم (يُشغّل بعبارات كـ"هاي غوغل")، ما يمنحهم المزيد من التحكّم لتقليل عمليات تشغيل المُساعِد غير المقصودة.

متى ستنتهي اللعبة؟

لعبة حَرْف الأنظار عن التّهم من خلال إطلاق مزايا جديدة ليست فكرة غوغل وحده فقد لجأت إليها شركة فيسبوك سابقاً، عقب الفضائح التي طالت الشركة خلال الفترة الأخيرة، من فضيحة كامبريدج أنالتيكا، وصولاً هذا الشهر إلى فضيحة الاستماع إلى مُقتطفاتٍ من مُحادثاتٍ صوتيّةٍ لمُستخدميه ونَسْخِها، حيث أطلق موقع التواصُل الاجتماعي خلال شهر واحد ميزتين جديدتين تقدّمان إلى المُستخدِم خدمات لها أن تُرضي شيئاً من سَخْطه بعد أخطاء الشركة في مجال الأمن والخصوصية، فإلى أيّ مدى ستنحج هذه الخطّة في تقبّل المُستخدِم لاختراقات مواقع التواصُل في مقابل الحصول على المزيد من الرفاهية خلال استخدامها؟