الحروب المفتعلة وشيطنة الآخر.. !!؟

إن الغرب بالتأكيد ليس غبياً.. والغرب أيضاً حين يقرر تسديد السعودية ومن لحق بها فاتورة الحرب على سوريا وليبيا واليمن، لا يؤمن بالحرية لهم ولا بالديمقراطية، لأن الديمقراطية إن طبقت ترجع على أدعيائها بالوكالة.. لقد تكلم ترامب في بداية حملته عن السعودية كلاماً مشيناً ومسجلاً، ووعدها بدفع الجزية مقابل حمايتها، والحماية هنا غير واضحة لأن لا أحد أصلاً يريد للسعودية حرباً ضروساً، بل إن داخلها المسكون بالخطأ التاريخي الذي حشرت نفسها فيه مند البداية هو الذي يملي عليها هذا الخوف..؟

الفايننشال تايمز: السعودية تلعب بالمنطقة كلها وربما العالم في حربها ضد قطر
العالم العربي إذن، يعيش العاصفة، عاصفة الدم، وعاصفة الانحراف، المشكلة أشد من أي توصيف، سواء على مستوى الاحتمالات، أولاً على مستوى الاحتكام للظنون، الغرب يجر أذياله من جديد بحثاً عن مساحة فيه يرتكز عليها كمنطلق لمفهوم جديد للاستعمار، و"الناتو" هو الوسيلة الأهم اليوم، والولايات المتحدة الأميركية تواجه العالم بسياسة الإرهاب، إرهاب الدولة، وهي تؤكد لحظة بلحظة أنها ضمن منظومة الإرهاب، إرهاب الدولة في الشرق الأوسط، ومن دون عناء للبحث عن الأدلة في أرشيف الوثائق السرية، بل وحتى في الوثائق التي نشرها" وكيليكس" إذ ما تقوم به من عداء متصل أو من تحريض ضد الدول والأنظمة أكثر من شاهد مادي وأكثر من حجة مسجلة ضدها على أوراق التاريخ.. لكن إن كان الخصم واضحاً ومصرحاً بأفعاله وآرائه فإن المواجهة تأخذ طابع التصدي برؤية تأخذ وجودها من زاويتي الجغرافيا والتاريخ بسياسة قائمة على أضلع هذا التزاوج بين ما هو من التاريخ وما هو من الجغرافية فمن ( مهارات السياسة هي أن يتم تحويل الأزمات إلى طاقة تجديد وإحياء.. وأن يتم تحويل كل سلاح عليك إلى سلاح معك وبيدك.. السياسة السورية تثير الأعصاب أحيانا بغموضها والتزامها الصمت،  لكن هذا الصمت الذي استعمل ضدها كان سلاحا بيدها أيضاً.. وأستطيع بكل ثقة أن أقول إن كل الأسلحة والأوراق التي استخدمها محور الغرب والناتو قد تم تعديل مساره ليتجه بالاتجاه المعاكس.. المسألة مسألة وقت فقط وقدرة على الصبر.. ) أما إن كان من داخل البيت ومن أدعياء الأوصياء على العالم السنّي فإن ذلك كمن يحاول ترصيف خطاياه فوق اليابسة كبديل لخطايا الآخرين.. أكيد حين  تنتهي اللعبة في أي حرب بالفشل تبدأ الحروب الجانبية قصد تمرير الفشل ولو لشهور على  ظهور أحد الشركاء المساهمين فيها، وهذا هو العجز الفعلي الذي تم بموجه حصار قطر وكأنها القادر المقتدر على صناعة الأزمات، دون غيرها ممن هم أيضاً على جدار النفخ فيها صبحاً مساءً، ويصورون أنفسهم ملائكة، أو حماة الدين على الأقل. فهل قطر وحدها في  كل ما أصاب الأمة العربية مما عرف زوراً بالربيع العربي، حتى يأتي الانقلاب عليها ممن هم ضمن شركة المساهمة في كل كبيرة وصغيرة فيما أصاب الأمة العربية..  !!لماذا إذن قطر وليس السعودية أو الإمارات وما يجري في اليمن بسببهما تجاوز حد الإبادة الجماعية لشعب عربي مسلم مسالم..؟ !!. إن محاولة الانقلاب ضد قطر ربما قد لا تبدو لدى الكثير من المحللين أن هناك بقعة رمادية في الزحف السيئ والمشين من الثلاثي الخليجي برابعه مصر ضد قطر.. وربما أيضاً، هناك تأويلات خاطئة، وجاء الخطأ فيها مقصوداً قصد التشويش على ما هو أهم.  وبالتالي هل أعدّ فعلاً وصدقاً الانقلاب الخليجي ضد  الخليجي القطري بمباركة مصر وأميركا، ومن هم إطرافه الأساسين.. ومن أفسد اللعبة أو كما قال السفير الأميركي  فورد " انتهت اللعبة" وخسر الكل.. لقد انتهت اللعبة بالفشل وربما بأثر سيء على أصحابها.. حرب على سوريا فاشلة، وحرب طائفية على إيران فاشلة أيضاً.. وحرب في  اليمن فاشلة، إذن، انقلاب فاشل وكان من المفروض حسب تقديرات أجهزة المخابرات السعودية والمصرية المقدم للسلطات في البلدين أنه سيتم خلال يومين فقط عزل الأمير تميم عن السلطة!!، ولن يكون الانقلاب الخارجي الداخلي إلا انقلاباً أبيضاً.. تقارير المخابرات هذه بالغت في تقدير الأمور وأبلغ بمحتواها حتى مكتب الرئيس" دونالد ترامب.. "مفادها  فرض حصار شامل على قطر في رمضان  يؤدي إلى إفراغ السوق القطرية - وقد حدث ذلك فعلاً في اليوم الأول- من كل ما له صلة بالحياة فتنتشر الفوضى، وتقوم أطراف داخلية بمساعدة السعودية والإمارات في نفس اليوم بإعلان الانقلاب وتعيين بديل عن تميم، أي من هو عبد  طائع  لسياستهما، وقد يكون وقتها أمير قطر في أميركا بدعوة من ترامب أعدت مسبقاً وبالمناسبة، وبالتالي يبقى هناك ولن يرجع إلى بلده بحكم أنه صار معزولاً.. لكن هناك أطرافاً أخرى يهمها ما يجري في الشرق الأوسط وخاصة من أميركا في عهد ترامب، ظلت تراقب الوضع  في دول الخليج بحساسية مند مجيء ترامب وتعلم حصراً كل ما يدور في الدهاليز  طالما أن الخليج صار البقرة الحلوب، وطالما توفرت لحكامه ثروة مالية لم تتوفر حتى لأربع إمبراطوريات ظهرت في التاريخ  بتعبير حسنين هيكل..  قضية التحضير للانقلاب، تبدو لحد ألآن واضحة وإن لم يعلن عنها صراحة، غير ان هناك أطرافاً ثلاثة من خارج المشهد كانوا على علم بها مسبقاً. وتبدو أنها هي وراء إفساد الخطة، اثنان تعمل وتنظر مع كل الأطراف في مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على مصالحها ورفض أي استيلاء أميركي على غاز قطر بتسويقه عبر أراضي  سورية بقوة خارطة الشرق الجديد  المفترضة من الحرب على سوريا، وإن أمكن لها لاحقاً، وفقاً لرؤية هذه الحرب الاقتصادية- حرب الغاز – وهي الحرب البديلة اليوم عن كل الحروب السابقة، أما الدولة الثالثة فهي تملك أدواتها في المنطقة للحفاظ على أمنها القومي من الربيع الدموي، فضلاً عن استثمارات خليجية فيها لا تسمح لها بالوقوف إلى جانب أي فلتأن امني في المنطقة، قد يقود إلى إفلاس الكل فيها  لصالح أميركا، والدول الثلاث. أكيد أبلغت تميم باللعبة وحثته على عدم الخروج من الإمارة، وقد أشار هو بما يمكن فهمه كذلك بأنه لم يلب دعوة ترامب بالذهاب لأميركا  لأن بلده في حالة حصار شامل، وربما يبقونه هناك... يؤكد رأينا هذا ما أكده موقع "غلوبال ريسيرش" الكندي من أن "الأمير القطري تميم بن حمد فوّت الفرصة على السعودية والرئيس الأميركي دونالد  ترامب في إحداث انقلاب داخلي ضده"، موضحاً أن الدعوة التي وجهت للأمير تميم من أجل زيارة واشنطن كان الهدف منها استغلال تواجده في أميركا وتنفيذ إنقلاب ضده، لكن رفض تميم لهذه الدعوة أفشل هذا المخطط.  هذا المنطق الانقلابي الذي هو بالأساس منطق السعودية، يبدو جلياً أن مصر تستعمله للابتزاز المالي بالسعي ظاهرياً وراء الخطة السعودية، ومع أن الصراع بينهما قائم وقد صل إعلامياً إلى حد الشتم والاتهام بالخيانة من الجانبين. لكن فيما يبدو مؤكداً أن لا أحد منهما بإمكانه الاستغناء عن الأخر. 
مصر في حاجة إلى المال الخليجي السعودي، وقد استفادت منه بما يفوق ثلاثين مليار دولار، ولكنها ما زالت  تتوق للمزيد منه، والسعودية في حاجة إلى قوة مصر العسكرية والبشرية في مواجهة ما تراه خطراً من إيران.. !! غير أن المؤامرة على قطر لا تعني أن الأطراف الأخرى في التحالف بمنأى عن ذلك، ما لم يدخلوا بيت الطاعة السعودي فالسعودية بفكرها المتعالي وأحيانا ًالشعوبي، والذي تقوم علية رؤيتها للعرب والمسلمين من خارج أمرائها لا تؤمن بقطر ولا بغيرها  خارج الوصاية والتي تشبهه أحياناً وصاية فرعون موسى على ضمائر الناس.. لكن وفي ظل الانحصار الذي تعاني منه السعودية بسبب جرائمها في اليمن وسوريا والعراق وتفقيسها للإرهاب الديني  بناء على أحادية المذهبية الدينية والطائفية اللتان تؤمنان بهما حد إشعال الحروب ضد الكل لتبدو اليوم على حافة الحافات، بل وفي طريق السقوط في الهاوية، تقول صحيفة" فاينناشل تايمز" البريطانية إن "لعبة القوة الخطيرة التي تمارس في الخليج اليوم سيكون لها انعكاسات كارثية، حيث تحارب السعودية وحلفاؤها دولة قطر في محاولة عدوانية لخنق سياساتها، وتنطلق أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم باستثناء البيت الأبيض الذي تدعم تغريدات الرئيس دونالد ترامب السعوديين".

 

في سياق متصل بالأزمة كشف "معهد واشنطن للدراسات" أن واشنطن تعرضت إلى ضغوطات متزايدة من دول خليجية لتخفيض الوجود العسكري الأميركي في قطر أو سحبه، وهو الذي عمل حتى الآن كحماية أمنية هامة للقطريين. وقالت معدة التقرير لوري بلوتكين تحت عنوان "ترامب، قطر، والرمال المتحركة في الخليج"، إن ميزان القوى بدأ يتغيّر بسرعة وبشكل كبير في منطقة الخليج، منذ انعقاد قمة الرياض في 20 و21  مايو، الأمر الذي يخلق وقائع سياسية جديدة"، لكن من الخاسر في هذه المرحلة..؟ السعودية بوزيريها للدفاع والخارجية، وهما أقرب إلى من كان يعرف بدراويش بغداد، أم قطر التي انفتحت على إيران وتركيا في تحد للوصاية السعودية..؟ بالتأكيد لما فشل الانقلاب يعني أن السعودية خسرت، ولذلك جاء ت الشروط التعجيزية من الرباعي وهي غير قابلة للتحقق حتى لو قبلت بها قطر، ولن تأخذها قطر مأخذ الجد. وربما حتى التفكير فيها تراه مضيعة للوقت، وهي في الواقع بمثابة انقلاب ثانٍ ولكن بمظهر سياسي مكشوف للعالم بخلاف السابق.. هنا  يمكن لقطر إما الاستجابة بالتدرج لروح دول المقاومة أو محورها، وإعادة بالتالي إلى صياغة سياستها خارج منظومة التعاون الخليجي، وأكيد إن تمّ ذلك ستتبعها مسقط وربما لكويت إن لم تجنح إلى الحياد، وينتهي مجلس التعاون كأن لم يكن وتبدو السعودية في حلف آخر يعوض التحالف الخليجي - لأنها لا تثق فيه - بتحالف مصري إمارتي إسرائيلي.. وهذا هو المخطط له مند انقلاب السعودية على المقاومة الإسلامية في غزة ولبنان وتصنيفهما في خانة الإرهاب.. !هذا التوجه أفصح عنه  الوزير الكويتي  للإعلام سابقاً في حصة  "لعبة الأمم 21/6/2017 " بقوله إذا أحست دول الخليج بعمل ما تجاهها من إيران ستتجه لإسرائيل لحمايتها"؟ ! أما هل تنشأ حرب خليجية - خليجية فأمر لا يمكن تصوره مع محمد بن سلمان  رغم معروف بتهوره السياسي بل وحسب "الفينناشل تايمز" ابن سلمان لا مثيل له في "الغباء"، وللأسف "حفر قبره بيده"، وقد تدفع به أميركا إلى المحرقة  طالما هو نتاجها السيئ، ما يهمه الوصول إلى الحكم ملكاً متوجاً.

 

في وثيقة سرية سعودية مسربة، كشفت عن اتفاق كامل بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب نص الاتفاق على تعهد بن سلمان بتنفيذ البرنامج الانتخابي لترامب، وما أطلقه من وعود خلال حملته الانتخابية مقابل تعهد ترامب بدعم تثبيت بن سلمان كملك للسعودية وتحويل قانون جاستا ضد قطر.

إن السعودية بعد لعبتها بالإرهاب هي اليوم تلعب بالمنطقة كلها وربما العالم في حربها ضد قطر، تقول صحيفة" فاينناشل تايمز" البريطانية إن لعبة القوة الخطيرة التي تمارس في الخليج اليوم سيكون لها انعكاسات كارثية، حيث تحارب السعودية وحلفاؤها دولة فقطر في محاولة عدوانية لخنق سياساتها، وتنطلق أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم باستثناء البيت الأبيض الذي تدعم تغريدات الرئيس ترامب السعوديين..

إن الغرب بالتأكيد ليس غبياً.. والغرب أيضاً حين يقرر تسديد السعودية ومن لحق بها فاتورة الحرب على سوريا وليبيا واليمن، لا يؤمن بالحرية لهم ولا بالديمقراطية، لأن الديمقراطية إن طبقت ترجع على أدعيائها بالوكالة.. لقد تكلم ترامب في بداية حملته عن السعودية كلاماً مشيناً ومسجلاً، ووعدها بدفع الجزية مقابل حمايتها، والحماية هنا غير واضحة لأن لا أحد أصلاً يريد للسعودية حرباً ضروساً، بل إن داخلها المسكون بالخطأ التاريخي الذي حشرت نفسها فيه مند البداية هو الذي يملي عليها هذا الخوف..؟ من هنا بات الخوف لديها من إيران  وليس من إسرائيل.. مع الأسف ورطت العالم في حروب طائفية، وباسم المذهبية الدينية ترفض أي رأي لا يلتقي ونظرتها السيئة للدين، وقد سخرت لذلك أكثر من سبعين مليار دولار لتسويقه وقنوات فضائية ظاهرها ديني وباطنها سياسي منحرف، وبدعاة أغلبهم يبحث من وراء ذلك عن الثراء الفاحش والزواج المتواصل وربما دون انقطاع.. حالة محمد لعريفي، بل أنها أوقعت العالم الإسلامي في الجزء الفقير منه في تبعيتها بالرشاوى لحكامه وحتى تسخير الحج مجاناً للبعض فيها، لا حباً فيهم، ولكن قصد تسخيرهم وقت الحاجة للدفاع عن سيئاتها بالتهريج السياسي.