العدوان الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه

العدوان الإسرائيلي الغاشِم الأخير على الأراضي العربية السورية مساء الخميس الموافق 29 تشرين الثاني 2018 لم يحقّق أهدافه السياسية الخبيثة، وأهمها الإيقاع بين سوريا وروسيا.

مصادر مُطّلعة: الطائرات الإسرائيلية لم تجرؤ على دخول الأجواء السورية، بل كانت تطلق هذه الصواريخ من على بُعد

إذ أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ادّعت من خلال تحليلات بعض كتّابها بأن الغارة تمّت على الأراضي السورية بعد لقاءات أمنية إسرائيلية روسية، أي أن هذه الاعتداءات ترتكبها "إسرائيل" بالتنسيق مع روسيا، وهذا بالطبع لم يتم، وما تم هو أن "إسرائيل" تحلم وتتمنّى أن يبدأ العالم العربي وخاصة أحراره، في الشكّ بدور روسيا في سوريا، وأن ما تقوله روسيا عن تزايد القوّة الدفاعية الجوية السورية عبر منظومات "300 – S" الروسية ليس صحيحاً، وأن "إسرائيل" مستمرة في اعتداءاتها على الأراضي السورية بذريعة منع إيران من التموضع بالقرب من "إسرائيل" حتى لا تهدّد أمنها ووجودها!

هذا العدوان فشل عسكرياً أيضاً لأنه استمر، وعلى ذمّة وسائل الإعلام الإسرائيلية، على مدى ساعة وربع الساعة، وهذا يعني أنه كانت هناك مقاومة من قِبَل الدفاعات الجوية السورية، وأن غالبية الصواريخ التي تم إطلاقها على سوريا قد تصدّت لها الدفاعات الجوية السورية، وأن الصواريخ الإسرائيلية لم تحقّق أهدافها. ولذلك اضطرت "إسرائيل" لمواصلة العدوان وإطلاق المزيد من هذه الصواريخ، التي لم تصل إلى أهدافها، ما يعني ذلك أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت وبجدارة لهذا العدوان الذي هدف إلى فحص إمكانيات هذه الدفاعات الجوية، واختبار قدرة منظومة "أس 300" الدفاعية في التصدّي لهذا العدوان الغاشِم والجبان.

لم تعلن "إسرائيل" بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ بأنها اقترفت هذا العدوان بل سرّبت أخباره لوسائل الإعلام العبرية، ولبعض الوسائل العالمية، خشية ردّ فعل روسي سوري حاسِم وقوي عليها. ولم تكشف "إسرائيل" ووسائلها الإعلامية العبرية النقاب من أين أطلقت الصواريخ الإسرائيلية إذ أن مصادر مُطّلعة قالت وأكّدت إن الطائرات الإسرائيلية لم تجرؤ على دخول الأجواء السورية، بل كانت تطلق هذه الصواريخ من على بُعد، وبالتحديد من أجواء الجولان السوري المحتل خشية أن تسقط طائرة إسرائيلية أو أكثر فوق الأراضي السورية ويتم أسْر طيّاريها. وفضّلت أن تكون هذه الطائرات بأمان، حتى ولو أصيبت إحداها فإنها لن تسقط في الأراضي السورية، ويتم التعتيم على هذا الحادث كاملاً، خاصة إذا هبط طيّاروها بالمظلّة وبسلام على أراضٍ تحت احتلالها!

لا ترغب "إسرائيل" في عودة الاستقرار إلى سوريا، ولذلك تقوم بهذه الاعتداءات. وكذلك تريد قيادتها استغلال هذه التصرّفات الرعناء في المعركة الانتخابية التي بدأت فعلياً، وكذلك يحاول رئيس وزراء هذا الكيان استغلال مثل هذه الغارات في صراعاته الداخلية مع الشرطة والنيابة العامة والقضاء في محاولة صعبة لتبرئة نفسه من تهم فساد عديدة وخطيرة!

مهما حاولت "إسرائيل" النيْل من سوريا وسيادتها فإنها ستفشل حتماً لأن سوريا قوية بشعبها وجيشها وقيادتها وصمودها، ولأنها استطاعت الانتصار على أبشع أنواع الإرهاب في العالم مدعوماً من أكثر من ثمانين دولة... وحتماً ستضع سوريا حدّاً لهذه الاعتداءات على سيادة أراضيها في الوقت المناسب، وهو آتٍ لا محالة.