تقديرات عسكرية لعام 2019 تنذر بحرب وجيزة بين غزّة و"إسرائيل"

في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع بين غزّة وإسرائيل حالة من التوتّر ، والتي قد تؤدّي إلى حرب وجيزة خلال الأيام المقبلة ،على أثر الرفض الإسرائيلي المتواصل برفع الحصار عن قطاع غزّة وتحقيق مطالب المقاومة الفلسطينية.

هل مؤشّرات الحرب بين غزة و "إسرائيل" بدأت بالاقتراب؟

على خلفية المناورات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في المناطق الجنوبية من عمليات إنزال وتفعيل صافرات الإنذار في الداخل الإسرائيلي ، وتعليم سكان المستوطنات المُحاذية لقطاع غزّة كيفيّة الهروب إلى الملاجئ في حال إطلاق أي صاروخ من قطاع غزة، وعلى صعيد الجبهة الداخلية من الجانب الإسرائيلي من حيث مطالب المستوطنين المتكرّرة بشنّ حرب على قطاع غزّة وإنهاء حركة حماس أو بالأحرى القضاء على الترسانة العسكرية لحركة حماس، أما بالنسبة لقطاع غزّة ، فنجد الاستعداد المتلازم للمقاومة الفلسطينية ، من خلال عمليات التدريب المتوالية وعميلة إطلاق الصواريخ التجريبية التي باتت تصبح بقدرات عسكرية قوية مما كانت عليه من قبل ، آخرها التصعيد الأخير الذي دام 24 ساعة ، قد فوجئت إسرائيل بالقوّة التدميرية للصواريخ المُطلَقة من قطاع غزّة.
على صعيد الداخل الإسرائيلي
قال المحلّل العسكري الإسرائيلي عاموس هرائيل لصحيفة هارتس العبرية "إن تقديرات الاستخبارات العسكرية لسنة 2019، تشير إلى وجود إنذارات استراتيجية من تدهور الحلبة الفلسطينية، وتغيّرات في القوى الداخلية في السلطة الفلسطينية بالضفة، وتهديدات أمنية تجاه إسرائيل من قطاع غزّة."
وعلّق هرائيل على زيارة رئيس الأركان الجديد وتفقده للفرقة الميدانية الجنوبية مع قطاع غزّة ، محدّثاً" ليس من باب المصادفة، أن يجري رئيس الأركان الجديد، أول جولة ميدانية له، في منطقة فرقة غزّة، حتى أنه صادق على خطة لتحسين الاستعدادات لسيناريوهات مختلفة بشأن قطاع غزّة. ولهذه الخطة تم تخصيص ميزانيات عسكرية، على حساب أولويات أخرى على جبهات أخرى."
وتابع "هرائيل" لهارتس "خطة رئيس الأركان الجديدة حول غزّة، تم تفسيرها على أنها استعداد للحرب في قطاع غزّة، لكن السؤال المهم هو: ماذا تريد إسرائيل من قطاع غزّة وما هي الأهداف والإنجازات التي تريد تحقيقها بغزّة؟ والى أي حد مستعدّة للمخاطرة من أجل تحقيق هذه الأهداف؟
وفي سياق ذي صلة ، قال المحلّل العسكري في القناة العبرية الثانية نير دبوري "إن قرار رئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي بتعيين قائد المنطقة الشمالية السابق قائداً جديداً للذراع البرية، يدلّل على أنه لن يتنازل عن الحرب البرية في أية معركة ستندلع سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية."

الانتخابات الإسرائيلية وقطاع غزّة


على مقربة قصيرة من انتخابات إسرائيلية ، باتت على الأبواب ، لاسيما عن الدور الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه الانتخابات ، وكيف له أن يغضّ البصر عن تِهم الفساد الموجهة إليه وأن يكون السيّد الأول المحقّق لمطالب المستوطنين التي تدعو إلى شن حرب على قطاع غزّة وإنهاء حركة حماس ، بعدما فشل ليبرمان وزير الدفاع الأسبق لجيش الاحتلال بإنهاء قيادة حماس خلال24ساعة والتي كانت وعوده بشأن ذلك للمستوطنين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتاريخ 2فبراير2019 "إن إسرائيل ستشن هجوماً في قطاع غزّة؛ حال لم يتم الحفاظ على الهدوء على الحدود الجنوبية." وتابع"لن نتردّد في العمل أثناء الحملة الانتخابية". وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت آحرنوت".

مسيرات العودة وإسرائيل.


على قرب من شهر للذكرى الأولى لإنطلاق مسيرات العودة ، تشهد الساحة بين غزّة وإسرائيل حالة من التوتّر ، إيذاء الدعوات المتكرّرة لها والتهديدات المتوالية من جيش الاحتلال الإسرائيلي ، حيث تشير التقديرات العسكرية إلى أنها ستكون الجمعة الأكثر دموية واكثر توتّراً على الإطلاق.
فيما ، قال موقع والا العبري "إن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الفعاليات الشعبية من المتوقّع أن تتصاعد خاصة في الذكرى الأولى لانطلاق "مسيرات العودة" في غزّة."
وصرّح عضو المكتب السياسي في حركة حماس ، فتحي حماد مساء الثلاثاء "سنقتحم الحدود إذا لم يعد العدو إلى رشده وتطبيق التفاهمات، نفذ صبرنا والأدوات الخشنة لمسيرات العودة في تصاعد."
وكانت مسيرات العودة ، قد انطلقت بتاريخ 30مارس 2018 ،حيث دعت إليها الهيئة التنسيقية العليا لمسيرات العودة على الحدود مع إسرائيل ، في إطار حراك سلمي مطالب برفع الحصار عن قطاع غزّة ، كما ووقع أكثر من268شهيدأ واكثر من 17259إصابة نتيجة استعمال القوّة المُفرطة اتجاه المتظاهرين السلميين وإطلاق الرصاص الحيّ والمتفجّر.
التصعيد المتفاوت بين المقاومة وإسرائيل
يذكر أن إسرائيل قد شنّت منذ العام 2018 إلى العام 2019 أكثر من 870هجوماً من بينها غارات وقصف مدفعي ، فيما تشير التقديرات العسكرية إلى أن المقاومة الفلسطينية قد أطلقت أكثر من 500صاروخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من بينها صواريخ أدخِلت للخدمة من جديد ، وأنها تمتاز بقوّة تدميرية وتُحدِث أضراراً جسيمة ، حسب حركة الجهاد الإسلامي.


حال من التأهّب في غزّة وإسرائيل، في الوقت الذي يجري فيه كل من المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي مناورات تدريبية عسكرية أدت إلى تصعيد متفاوت بين الطرفين وإطلاق صواريخ تجريبية من قِبَل المقاومة في عرض البحر... فهل مؤشّرات الحرب بدأت بالاقتراب؟