زيارة تاريخية تؤكّد خبرة وذكاء وحكنة الرئيس الأسد

هذه الرسائل التي حملها الرئيس الأسد عبر هذه الزيارة المميّزة لطهران أوضحت وأبرزت أن القيادة السورية الشرعية بقبطانها الرئيس الأسد تتحلّى وتتميّز بالحكمة والحنكة، وبالصبر والهدوء، وتعالج الأمور مهما كانت صعبة ومعقّدة بكل جهد جاد ممزوج بالذكاء والخبرة الكبيرة والأعصاب الهادئة.

من اللقاء بين المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس السوري بشار الأسد

زيارة الرئيس الدكتور بشّار الأسد للعاصمة الإيرانية طهران يوم الإثنين الموافق 25 شباط 2019 ليست عادية، بل هي أكثر من مهمة وتاريخية إلى حد كبير، لأن الرئيس الأسد، وعبر هذه الزيارة الأولى له للعاصمة الإيرانية بعد مرور 8 سنوات من المؤامرة الكونية على الدولة السورية التي هدفت إلى تمزيقها وتقسيمها والقضاء على وجودها تحت يافطات مزّيفة وخادعة، وجّه عدّة رسائل واضحة المعالم، فجاءت الرسالة الأولى لتقديم الشكر لإيران لمساعدتها الدولة السورية في مواجهة والتصدّي للإرهاب الدولي الذي دعمته أكثر من ثمانين دولة في العالم، وليقول لإيران والعالم إن الدولة الإسلامية الإيرانية أتت إلى سوريا بناءً على طلب شرعي ورسمي، وكذلك فإن إيران لم تأت للتموضع والتفرّج ودعم الإرهاب، بل جاءت حقاً وحقيقة لمكافحة ومحاربة الإرهاب بكل ما لديها من خبرات وامكانيات، ووقفت إلى جانب الشعب السوري وقيادته بصورة صادقة، وأن تواجد إيران في سوريا هو قرار سوري صرف، لا يستطيع أحد التدخل فيه أو فرض إملاءاته عليه.

والرسالة الأولى تتضمّن ضمناً رسالة ثانية واضحة المعالم أيضاً لكل مَن قد يراهن على نتائج عكسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين بتنياهو، والذي تم بعد يومين من زيارة الرئيس الأسد لطهران، لأن روسيا لن تقبل بمطالب إسرائيل بالتدخل في الشأن السوري، وأن تواجد الخبرات الإيرانية في سوريا هي لمواجهة الإرهاب، والعمل على دعم الشعب السوري في العودة إلى حال الاستقرار التي كان يعيشها، وتحسدها عليه شعوب المنطقة. وأن زيارة نتنياهو لموسكو حتماً فاشلة لأن التحالف الإيراني السوري قوي جداً.

أما الرسالة الثالثة الواضحة التي حملتها هذه الزيارة التاريخية فتكمن في تعزيز التنسيق والتعاون المشتركين بين الدولتين في عدّة قضايا أساسية ومهمة، ومن أهمها وضع مخطّطات وتصوّرات لإخراج كل القوات المحتلة للأراضي السورية خلال هذه المؤامرة الكونية الفاشلة، وكذلك لإعادة الاستقرار السياسي الشامل، والبدء في مسيرة الإعمار. كما أن القيادتين السورية والإيرانية لم تبعدا عن طاولة البحث والتنسيق موضوع مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة المستمرة على سوريا، والرد عليها في الوقت والمكان المناسبين، وهذا البحث الجاد يؤكّد من جديد أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية لن تؤثر على العلاقة الإيرانية السورية بل تعزّزها وتقوّيها، وأن هذه الاعتداءات قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها بإبعاد الخطر الأمني عن إسرائيل، بل هي بالعكس تقرب وتقوي هذا الخطر الذي ستتضح نتائجه عاجلاً أم آجلاً.

هذه الرسائل التي حملها الرئيس الأسد عبر هذه الزيارة المميّزة لطهران أوضحت وأبرزت أن القيادة السورية الشرعية بقبطانها الرئيس الأسد تتحلّى وتتميّز بالحكمة والحنكة، وبالصبر والهدوء، وتعالج الأمور مهما كانت صعبة ومعقّدة بكل جهد جاد ممزوج بالذكاء والخبرة الكبيرة والأعصاب الهادئة.

هذه الزيارة ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لأنها تعبّر عن بدء مرحلة الاستقرار في سوريا بعد هذا الانتصار على مؤامرة عالمية، والقضاء على عناصرها الإرهابيين المرتزقة الذين يواجهون اليوم مصيراً مذلاً وقاتلاً بعد أن تخلّت عنهم الدول التي شجعتهم على ممارسة الإرهاب، وها هي تتركهم وترفض استقبالهم حتى في دولهم وأوطانهم التي أرسلوا منها إلى سوريا التي انتصرت وستنتصر دائماً على كل المؤامرات كما أكّدته وتؤكّده كتب التاريخ القديمة والحديثة.