غزة و"إسرائيل" مواجهة على الأبواب

التفاهمات بين حماس وإسرائيل تشهد حالاً من التراجع في ظل المماطلة الإسرائيلية، في تنفيذ التفاهمات، على خلفية عدم إرسال المنحة القطرية لقطاع غزة ووضع شروط عليها وخرق التفاهمات، وإطلاق النار على عنصر من كتائب القسّام، على حدود قطاع غزة.

لايزال التوتّر بين حركة حماس وإسرائيل قائماً حتى اللحظة بينما هناك تفاهمات بين الطرفين باءت بالفشل

لا يزال التوتّر بين حركة حماس وإسرائيل قائماً حتى اللحظة، بينما هناك تفاهُمات بين الطرفين إلا أنها باءت بالفشل، ويأتي ذلك تزامناً مع استشهاد عنصر من كتائب القسَّام، على إثر إطلاق النار عليه من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزَّة.

وصرَّح فتحي حماد، مساء يوم الجمعة  " أن  إسرائيل لديها أسبوع واحد فقط لتنفيذ التفاهُمات  وإنهاء الحصار  وأن لدينا وسائل خشنة ننتظر الموافقة عليها إذا لم تنفِّذ إسرائيل التفاهُمات".

وأضاف "سننتقم لدماء الشهيد محمود الأدهم برغم الاعتذار، أكرّرها للوسطاء وللجميع نموت في غزَّة ولن نسمح أن يستمر ذلك".

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست صباح الجمعة الماضي "إنه لا يوجد أدنى شك، في أن الحرب القادمة بين إسرائيل وقطاع غزَّة، ليست بعيدة، وستكون أكثر دموية وتدميراً من أية حرب قادمة، موضحة أن في الحرب الأخيرة بين الإثنين في عملية الحافة الواقية حرب (2014) فقدت إسرائيل 68 جندياً وستة مدنيين. بينما 2500 فلسطيني قد قتلوا، نصفهم تقريباً من المدنيين والنصف الآخر من المقاتلين".

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الدفاع قالوا، إن أية حرب مستقبلية مع "أعداء إسرائيل"، سواء كانت مع حماس أو حزب الله في الشمال، ستعني أن يحقّق الجيش الإسرائيلي فوزاً واضحاً وحاسماً حتى يفكّر الجانب الآخر مرتين قبل الذهاب إلى حرب في المستقبل، مشيرة إلى أن رئيس أركان  جيش الدفاع "كوتشافي" أعطى تل أبيب الأولوية للجبهة الجنوبية باعتبارها الأكثر احتمالاً للانفجار" مضيفة أن "كوتشافي" وافق بالفعل على خطط القتال التشغيلية وأنشأ مؤخراً وحدة إدارية للتعامل مع تشكيل قائمة من الأهداف المحتملة في الجيب الساحلي عندما تندلع الحرب التالية".

ونقلت "بوست" عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم "إن إسرائيل، على مدار الخمس سنوات من حرب الحافة الواقية تعافت واستطاعت التخطيط للحرب القادمة، حيث ذادت قوّتها من حيث التدريب والذخيرة، وتمّت إعادة تخزين السلاح أربعة أضعاف عن الحرب الأخيرة، والمخابرات العسكرية لديها المئات من الأهداف جاهزة".

لواء جولاني إلى الجبهة الجنوبية

الاستدعاء من قِبَل القيادة في الجيش الإسرائيل للواء جولاني على طول حدود قطاع غزَّة يُعتبر من التطوّرات، في الصراع بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ، ويفتح المجال واسعاً أمام حال الصراع بين الطرفين،  في ظل التصعيد المتواصل بينهما.

كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، مساء يوم الإثنين الموافق لتاريخ 8/يوليو  "أن قيادة الجيش الإسرائيلي قرّرت نشر لواء جولاني، على حدود قطاع غزَّة بدلاً من لواء "الناحال".

وأشارت "الصحيفة" إلى  أنه منذ الأيام القليلة الماضية وخلال الأسبوع القادم سيكمل لواء جولاني الانتشار على طول حدود قطاع غزَّة بدلاً من لواء الناحال. مُضيفة أنه سيتم نشر اللواء على الحدود وداخل كيبوتسات ومستوطنات الغلاف ، مشيرة إلى أن عملية النشر بدأت فعلياً وستنتهي خلال الأيام القادمة.

يعتبر لواء جولاني لواء مشاة وهو رقم 1 في إسرائيل، تم تأسيسه عندما قسم لواء جفعاتي،  وهو من أهم، وأقوى ألوية النخبة في إسرائيل، شارك في  عدّة حروب على قطاع غزَّة ، من بينها حرب 2008 وحرب 2014  وفي خلال الانتفاضة الثانية قاد اللواء عملية الدرع الواقية،، واستولى على رام الله ونابلس وشارك  أيضاً في المعارك ضد مخيم جنين.

حال التوتّر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، جعلت الأمور على حافة الهاوية ومن الممكن أن يشهد قطاع غزَّة خلال الأيام القادمة حال تصعيد  قد تؤدي إلى حرب ودخول بري للجيش، وهذه هي الرسالة التي أوصلها نتنياهو ولم يوضح تفاصيلها في حال لم تنجح التفاهمات التي ترعاها كل من مصر، والأمم المتحدة وقطر بين قطاع غزَّة وإسرائيل.

مناورات عسكرية

أنهى الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس  مناورة تدريبية للواء المدرّع (401) وهو من أحد الأولية النظامية المقاتلة في الجيش، بما في ذلك عدد من قادة الكتائب والسرايا  وبالإضافة إلى أركان اللواء الأخرى.

وحسب القناة السابعة العبرية " أن الحديث يدور عن مناورة تدريبية خاصة بقادة اللواء تحاكي سيناريو الدخول البري إلى قطاع غزَّة في حال نشبت حرب جديدة مع غزَّة".

وتأتي المناورة الإسرائيلية ،تزامناً مع المناورة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بالشراكة مع الأجهزة الأمنية في قطاع غزَّة، التي تحاكي حدثاً أمنياً ،على خلفية التهديدات الإسرائيلية المتتالية.

وقال المتحدث باسم  الداخلية  في قطاع غزَّة إياد البزم ، إن الوزارة تنفّذ مناورة طارئة تُحاكي التعامل مع تهديد أمني مُفاجئ، موضحاً أن "المناورة تأتي في إطار فحص جهوزية القوات والأجهزة الأمنية".

وعقَّب وزير الطاقة الإسرائيلي والعضو في الكابنيت  يوفال شتاينتس، إن المناورة التي أجرتها حركة حماس مساء أمس الثلاثاء (الماضي) في قطاع غزَّة ؛ إشارة إيجابية لأنها تعني، أن الحركة تستعد لقيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باحتلال قطاع غزّة.

يُذكَر أن التفاهمات بين حماس وإسرائيل تشهد حالاً من التراجع في ظل المماطلة الإسرائيلية، في تنفيذ التفاهمات ،على خلفية عدم إرسال المنحة القطرية لقطاع غزَّة ووضع شروط عليها وخرق التفاهمات، وإطلاق النار على عنصر من كتائب القسّام، على حدود قطاع غزَّة.