ماذا يعني أن تستخدم روسيا الاراضي الإيرانية في الحرب السورية؟

سماح السلطات الايرانية للحليف الروسي باستخدام اراضيها عسكرياً، يدحض كل الكلام الغربي عن تنافس بين الدولتين في سوريا، ويؤشر إلى عمق التفاهم بين الطرفين، ويفتح الباب أمام كشف المزيد من أوجه التعاون الاستراتيجي.

القوات الجوية الايرانية تمتلك العديد من القواعد الجوية الاخرى الواقعة ضمن نطاق تحليق الطائرات الروسية باتجاه سوريا
يتابع الاميركيون الحركة في قاعدة "الشهيد نوجه" الجوية في محافظة همدان شمال شرق ايران، نظراً لموقع القاعدة.

ويعتقد الاميركيون أن القاعدة المذكورة مناسبة جداً كنقطة انطلاق لمساندة العمليات القتالية في الشرق الأوسط.

عند بدء روسيا عملياتها في سوريا، راقبت المؤسسة العسكرية الأميركية المسارات المحتملة لتحليق المقاتلات والقاذفات الروسية، وكانت القاعدة الايرانية في قائمة الاحتمالات، حتى تشرين الثاني الماضي، حين رصدت أقمار صناعية أميركية صوراً، لما قالت إنها مقاتلة سوخوي 34 روسية في قاعدة "الشهيد نوجه" بهمدان.

في كانون الثاني الماضي، أشار تقرير آخر صادر عن معهد "اميركان انتربرايز"، إلى أن طائرة نقل عسكرية روسية حطت في القاعدة الايرانية في الفترة نفسها.

يمتد مدرج القاعدة المذكورة بطول 4500 متر تقريباً، مع كافة المنشآت اللازمة لدعم العمليات القتالية على مدار العام، على عكس قاعدة "حميميم" التي يجري العمل على تجهيزها لاستضافة هكذا نوع من القاذفات.

وتكمن الأهمية الرئيسية لاستخدام القاعدة الايرانية في كونها تزيد من فعالية القاذفات الروسية بتخفيض كلفة الطلعات الجوية، نظراً لكونها توفر في مصروف وقود الطائرات، وتتيح بالتالي زيادة عدد القنابل على متنها. كما أن بمقدور القاعدة الايرانية توفير خدمة التزويد بالوقود لسلاح الجو الروسي، وإمكانية صيانة الاعطال في حالات الطوارئ.

في السابق، كانت القاذفات الروسية تقلع من قاعدة "موزدوك" الجوية جنوبي روسيا، فتقطع ما يقارب 2150 كيلومتراً لتصل إلى مشارف سوريا، في حين تحتاج الآن لقطع 900 كيلومتر فقط انطلاقاً من إيران، لتصل الى سوريا؛ أي ان استخدام القاعدة الايرانية يقلص زمن التحليق بنسبة 60 في المئة تقريباً.

تجدر الاشارة إلى أن القوات الجوية الايرانية تمتلك العديد من القواعد الجوية الاخرى الواقعة ضمن نطاق تحليق الطائرات الروسية باتجاه سوريا، لكن أهمية قاعدة "الشهيد نوجه" تكمن في كونها مخصصة للاستخدام العسكري بالكامل، وفي موقعها على بعد 50 كيلومتراً من أقرب تجمع مدني.

سماح السلطات الايرانية للحليف الروسي باستخدام اراضيها عسكرياً، يدحض كل الكلام الغربي عن تنافس بين الدولتين في سوريا، ويؤشر إلى عمق التفاهم بين الطرفين، ويفتح الباب أمام كشف المزيد من أوجه التعاون الاستراتيجي. كما يؤكد الشكوك الاميركية السابقة حول قيام مقاتلات إيرانية بمرافقة قاذفات روسية في الاجواء الايرانية منذ عشرة أشهر.

من وجهة نظر استراتيجية أيضاً، يشير إعلان وزارة الدفاع الروسية عن هذا الحدث، إلى إمكانية توسيع "الكوريدور" الجوي الروسي نحو سوريا انطلاقاً من الاراضي الايرانية متى ما استدعت الحاجة.