أولمبياد 2024 يهدد بمحو أحد أشهر الرموز الثقافية في باريس

بائعو الكتب على ضفاف نهر السين في باريس يحذّرون من محو أحد رموز العاصمة، بسبب طلب السلطات منهم نقل أكشاكهم التاريخية إلى مكان آخر خلال إقامة الأولمبياد العام القادم.

  • من التموقع أن يحضر حفل الافتتاح الذي سيُقام على نهر السين 600 ألف شخص على الأقل
    من التموقع أن يحضر حفل الافتتاح الذي سيُقام على نهر السين 600 ألف شخص على الأقل

قال بائعو الكتب على ضفاف نهر السين إنّ دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس، العام المقبل، تهدِّد بمحو أحد رموز العاصمة، وذلك بعدما أبلغتهم السلطات المحلية بضرورة إزالة أكشاكهم بسبب إقامة حفل افتتاح دورة الألعاب الصيفية، وذلك لأسباب أمنية.

ووفقاً لسلطات المدينة، صار يتعين تفكيك ونقل نحو 570 من الأكشاك القديمة المشهورة التي تصطف على ضفاف النهر في العاصمة، وهو ما يعني انتقال ما يقرب من 60% من باعة الكتب.

وقال رئيس جمعية بائعي الكتب في باريس، جيروم كاليه: "يأتي الناس لرؤيتنا مثلما يأتون لرؤية برج إيفل ونوتردام. يريدون إخفاءنا خلال حفلٍ من المفترض أن يمثّل باريس".

وقالت شرطة باريس في بيان، إنّها أبلغت بائعي الكتب بأنّ أكشاكهم داخل محيط الحماية الخاص بحفل الافتتاح، وبأن هناك حاجة لإزالتها "لأسباب أمنية واضحة".

ويتوقع منظمو دورة الألعاب الأولمبية أن يحضر حفل الافتتاح 600 ألف شخص على الأقل، الذي سيُقام على نهر السين، حيث سيُبحر فيه الرياضيون والوفود. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتمتع فيها الجمهور بحرية حضور حفل الافتتاح، والمرة الأولى التي لا يقام فيها داخل ملعب.

وتضع الحكومة الفرنسية خططاً لتأمين هذا الحدث، الذي سيُنشر خلاله 35 ألف عنصر أمني وعسكري. لكنَّ ألبرت عابد، وهو أحد باعة الكتب، يشعر أنّه وزملاءه مستبعَدون من هذه الاحتفالات، ويقول إنّه قلق من تضرر كشكه الخشبي الذي يعود بناؤه إلى ما قبل 100 عام في هذه العملية.

وأضاف البائع الذي يعمل منذ 10 سنوات في كشكه الواقع على ضفاف النهر، والذي يضمّ ما بين 100 إلى 150 كتاباً، أنّ الأكشاك "هشة جداً... لن تتحمّل أكشاكنا هذه العملية، ولن تتحمل معنويات بائعي الكتب ذلك".

وقالت سلطات باريس في بيان إنّها اجتمعت مع بائعي الكتب هذا الشهر، وعرضت عليهم دفع تكاليف إزالة الأكشاك وأي أعمال إصلاح في حالة حدوث أضرار، فيما وصفته "بالتجديد". وبيّنت السلطات أنّ "هذا التجديد جزء من تراث دورة الألعاب، وسيساعد في دعم طلب الاعتراف بباعة الكتب على نهر السين، وإدراجهم على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي".

ولم يتّضح ما إذا كان بائعو الكتب قد أُبلغوا بضرورة الانتقال طوال مدة دورة الألعاب الأولمبية، أم خلال حفل الافتتاح فقط. لكنّ السلطات دعتهم إلى الانتقال إلى "قرية لبيع الكتب"، تمّ إنشاؤها خصيصاً في "حي أدبي بالقرب من نهر السين"، خلال مدة إقامة الأولمبياد.

غير أنّ رئيس جمعية بائعي الكتب في باريس يرى أنّ اقتراح نقل البائعين إلى ساحة الباستيل غير قابل للتطبيق، وقال إنّه لم يتمّ عرض أي تعويض آخر، وأكّد أنّه "لن يذهب أحد إلى هذه السوق".