• 

هو  لطفي بوشناق الفنان العربي التونسي المخضرم الأصيل... واللهِ.

الإنسان لا يقاس بعمره ولا بعدد أيام حياته، بل بومضات عزمه،و هنيهات بصماته، وكنه إنجازاته... فكيف إذا كان فناناً متألقاً وطنياً عروبياً مؤثراً في نفوس الملايين.

"نكون أو لا نكون".... هذا هو لسان حال بوشناق في حديثه مع "الميادين نت"، فلنقاتل جميعاً على شتى الجبهات، عسكرياً، ميدانياً، سياسياً، ثقافياً، فنياً، تربوياً وتوعوياً.... 

"تبقى فلسطين بالعالي وأغلى من أي غالي" يقول بوشناق في أغنيته "سهول فلسطين" (2019)، وهذا ما ترجمه الفنان بالفعل، لا قولاً عبر الغناء والمواقف الإنسانية القومية العروبية فحسب.... فماذا فعل؟

فقد استقبل العرب من المحيط إلى الخليج قرار بوشناق بالتخلي عن لقب سفير النوايا  الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة، بالترحاب والحبور، احتجاجاً على الصمت الرهيب لهذه المنظمة أمام ما يحدث في حق المدنيين الأبرياء الفلسطينيين.

وبلغاتٍ ثلاث: العربية والفرنسية والإنكليزية، أعلن الفنان لطفي بوشناق تخليه عن لقب سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة، احتجاجاً على الصمت الرهيب لهذه المنظمة أمام ما يحدث بحق المدنيين الأبرياء الفلسطينيين".

قرار بوشناق يذكّر بما فعله الفنان العربي السوري دريد لحام عندما تخلى عن لقبه كسفير "يونيسف" للنوايا الحسنة، بعد اعتراض المنظمة الأممية على زيارته عام 2005 وعائلته إلى الجنوب اللبناني المحرر (عام 2000)، ورميهم الحجارة على مواقع الاحتلال.

اقرأ أيضاً: دريد لحّام للميادين نت: نحتاج إلى "غوّار" في واقعنا وهذا ما أقوله لـ "القيصر" ترامب..

لا يشرفني أن أكون سفيراً... وما يعنيني موقفي أمام الله والتاريخ

في حديثنا مع لطفي بوشناق لا تحتاج إلى طرح أسئلة بصدد ما يقترفه العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وغزة، "يفر" الدم العربي الصادق من وجنتيه، يفور بوجدٍ وتهدّج "هذه الكارثة وهذه المجازر عارٌ على جبين الإنسانية، والأمم المتحدة لم تأخذ موقفاً تجاه هذه المظلمة من قتل وتشريد الأطفال والأبرياء".

وتعلو نبرة صوته....  "الحياة موقف والإنسان موقف وإذا لم يكن لديك موقف فلا وجود لك،  نعم لقد سقطت ورقة التوت، وهذه  محرقة هولوكوست عام 2023، فما يجري كشَف حقيقة الأشياء وأزال الأقنعة، نعم  لا يشرفني أن أكون سفيراً، وما يعنيني موقفي أمام الله والتاريخ". 

وبكل شفافية يضيف: "أنا أبسط عباد الله وأخجل أن  أقول إنني قدمت شيئاً  لهذه القضية".

وهو إذ يعوّل على التحركات العربية والعالمية وردّات الفعل التي تجري في العالم بعد "انكشاف الحقيقة" وارتكاب المجازر، يقول إن على كل فرد محاسبة نفسه".

وحول دور الفنانين وغيرهم في رفد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية  يقول هي مسألة " نكون أو لا نكون"، هي قناعات شخصية فقط، والحمد لله فإن الشرفاء موجودون بين الفنانين والمثقفين والرياضيين والإعلاميين والسياسيين"... 

"خليك صامد يا فلسطيني" 

يصدح صوت ابن تونس بالأغنية التي قدمها لفلسطين عام 2014، فيسترسل في الغناء "قول لأبطال غزة (خليك صامد  يا فلسطيني رد باماني ورد بيقيني، خلي الحق طريقو القوة والعدل العدل ..... خليك صامد يا فلسطيني".. (الأغنية مرفقة).

ويردف ليقول "أقول للفلسطينيين لو فتحت الحدود مع الأراضي المحتلة، فإن أمة العرب تضج بالشرفاء وهذا ما رأيناه وشاهدناه عبر التظاهرات، وعزم الكثيرين للتوجه إلى قبلتهم فلسطين، هنالك الملايين ستأتي لمساندتكم، لكن "مكره أخاك لا بطل"، نحن بدورنا نساند القضية بكل شيء بدءاً بالكلمة، ونقول لكم نحن معكم  بالقلب ".

ما يجري نزع القناع عن القوى العظمى التي تنادي بالديمقراطية

وينظر الفنان المخضرم إلى ما يجري أيضاً من منظار آخر، فيقول " الشهداء في جنان الخلد، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى، صحيح أن ما يجري كارثة ومجزرة وعار على جبين الإنسانية والعالم،  وفي الوقت نفسه، رب ضارة نافعة، فإخواننا في فلسطين يدفعون الثمن الغالي، ومن يدري يمكن أن تكون هذه فرصة رفعت القناع عن المرتكبين، وأظهرت حقيقة هؤلاء وأيضاً القوى العظمى التي تنادي بالحرية والديمقراطية".

• 

النصر آتٍ لا ريب فيه....  وما أُخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة

ويعلنها قائلاً إن ما يحصل في المنطقة خطير، من جرّاء هذه الكارثة والعنجهية". ورغم كل ذلك، يؤكد أن "النصر آت لا ريب بإذن الله، وما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

في الختام، لا بد من كلمة حول ما يجري في لبنان، وخاصة على الحدود مع فلسطين المحتلة، فيخاطب بوشناق هذا البلد بكلمة قائلاً: "حمى الله  لبنان العزيز الغالي ونصره، ويبقي عليه الستر، ويوحد الصفوف فيه".