• 

"19 ب"، فيلم خاص جداً، من نوع سينما المؤلف، كتبه وأخرجه المصري أحمد عبد الله السيد، الذي اشتغل على شخصية واحدة قوية، تتحرك حولها شخصيات متناقضة الغايات والدوافع، وعلى الرغم ممّا يبدو عليها من ضعف ووهن وشيخوخة، إلا أنّها في وقت الجد تتحول إلى النقيض، وتبدو أقوى من كل الذين يحاولون التطاول عليها.

الممثل القدير سيد رجب كان الخيار الموفق لمخرج الفيلم أحمد عبد الله السيد، الذي عرفه في ورش العمل المسرحية، وأحب أسلوبه في تقمص الشخصيات المتناقضة، وحفظ عن ظهر قلب قدراته، وها هو يجد الإطار المناسب للتعاون معه من خلال شخصية الحارس الأمين لمبنى قديم في منطقة بمصر الجديدة، تحولت مع الوقت ومع غياب مالكيها عنها إلى عقار يملكه هو، لكن مع تدخل أحد شباب الحي – أحمد خالد صالح – للفوز بأي شيء من هذه الفيلا، تظهر قوة الحارس الذي يتعامل مع الشاب بأسلوب بين الجد واللعب، حتى يُقصيه عن أطماعه ممهداً لعودة أحد المالكين لكي يشهد على تضحيات هذا الرجل الوفي.

• 

لا شك في أن الدور يُحسب في جدول النماذج الرائعة للفنان سيد رجب، أو سيد التعبير من داخله، من قلبه وأحاسيسه الأخرى، لتظهر أكثر من مرة ردات فعل متناقضة، لكنها تصب في خانة الغضب والتحذير من استعمال القوة. لكن هذا الواقع لا يُلغي قدرات الشاب أحمد خالد صالح، الذي لعب شخصية مماثلة مع محمد عادل إمام في شريط "عمهم"، وهو ما يؤشر إلى أن الممثل القوي يسنده رديف له في القوة، يرفعه إلى حيث الإجادة.

وتتوازن الصور بين عديد الممثلين في الفيلم، خصوصاً ناهد السباعي – حفيدة الفنان فريد شوقي من ابنته ناهد – وفدوى عابد ومجدي عطوان، وعبر الإنتاج في ثاني تعاون له مع أفلام "كلينيك – محمد حفظي"، والتعاون مع مدير التصوير الشاب مصطفى الكاشف – نجل المخرج الراحل رضوان الكاشف، بينما المخرج السيد يتابع نهجه في سينما المؤلف عموماً، وقد نجح في معظم تجاربه، مثل "ميكروفون"، "فرش وغطا"، "هليوبوليس"، "ديكور"، و"ليل خارجي".

• 

كما هو مكتوب نص العمل، فهو لا يحتاج إلى الكثير من الشخصيات والأكسسوارات، لكن الفيلم احتاج إلى عدد من الحيوانات الأليفة التي تتخذ من الفيلا وجوارها أماكن لها، وقد فاز المخرج بـ 12 حيواناً بين قطط وكلاب، تُركت تتصرف على سجيتها بدل توجيهها خلال التصوير، وكانت النتيجة إيجابية.

حظي الفيلم برضى ومباركة لجنة الاختيار في مهرجان القاهرة، ورئيسه الفنان حسين فهمي، ومديره الفني المخرج أمير رمسيس.