تشييع داستن هوفمان على الشاشة: كأنه مات فعلاً!

خطيرٌ هذا الممثل سواء كان حياً أوميتاً على الشاشة. داستن هوفمان في عمره الحقيقي 87 عاماً يظهر لأول مرة منذ 3 سنوات في دورٍ تمثيلي يموت فيه أمام الكاميرا فنصدّق ونُدمع ثم نصفق لأنه يمثل وحسب.

  • ملصق فيلم داستن هوفمان الجديد
    ملصق فيلم داستن هوفمان الجديد

إنّه دوره الجديد في فيلم as they made us النجم داستن هوفمان يقف أمام الكاميرا لأول مرة منذ العام 2019 حين صوّر into the labyrinth للمخرج دوناتو كاريزي ومعه توني سارفيللو. هذه المرّة أدارته ممثلة تُخرج أول شريط طويل لها، إنّها ماييم بياليك، صاحبة شريط قصير واحد thankful ومع ذلك قال لها هوفمان: نعم.

الممثل الصعب جداً والذي لطالما انسحب مخرجون كبار من مشاريع معه لأنه يمارس "أستاذية" خاصة عليهم، قبل مشروع الفيلم الذي كتبته الممثلة بياليك مع جوناثان كوين، وكانت جملة واحدة منه" تعاملي معي كعجوز ولا تتعبيني".

ربما اعتقد كثيرون أنّ هوفمان لن يبذل جهداً كبيراً مع دور لرجل عجوز مريض لايستطيع القيام بكل ما يريده من دون مساعدة زوجته باربرا (كانديس بيرغن – 76 عاماً) أو ابنته الفائقة الحنان أبيغيل (ديانا آغرون – 36 عاماً) المطلقة ولها ابن وحيد، لكن الواقع فرض أمراً مهماً كون الممثل ليس مسيطراً على أطرافه بحكم السن المتقدمة لذا وجب اعتماد حالة استثنائية في الأداء.

  • الكاراكتر قريب من دور هوفمان في rain man مع توم كروز
    الكاراكتر قريب من دور هوفمان في rain man مع توم كروز

نعم هو ثقيل الخطى، يحتاج لمن يسنده حتى لا يفقد توازنه، وقد وصفته باربرا ببرج بيزا بـ "المائل" حين كاد يقع وهو بجانب الطبيب في المستشفى، بينما يحتاج لمن يقلّبه في سريره حتى يكون مرتاحاً، لكن الواقع أن شكل أوجين (هوفمان) في فراشه تُقنع الناظر أنه إزاء عجوزٍ لا يقدر على شيء في وقت تبلغت العائلة أنّ وضعه ميؤوس منه وأمامه أشهر قليلة يعيشها على هذا المنوال.

كل هذا في جانب، ولحظة موته الفعلي أمام الكاميرا لها ميّزة وقيمة خاصة جداً له كممثل. الكاميرا المقرّبة ترصد وجهه ولوقت غير قصير تصورنا معه أنّ اللقطة كناية عن صورة فوتوغرافية وليست لقطة بكاميرا فيديو، فالوجه بدا ببساطة لميتٍ، لا حياة ولا نبض ولا دم يُعطيه بعض الحياة لتأكيد موته من حياته، لكنه ميت والحركة لابنته من حوله أكّدت أنّ اللقطة حية لكن صاحبها ميت.

  • مخرجة الفيلم ماييم بياليك في أول تجربة لها مع فيلم طويل
    مخرجة الفيلم ماييم بياليك في أول تجربة لها مع فيلم طويل

أوجين له امرأة محبة، وابنة تختزل كل عواطف النساء، بينما الابن سيء في علاقته بوالدته لأنه ترك عائلته 20 عاماً من دون سؤال، ولا مشاعر بينه وبين أبيه الذي انتفض وصفعه على وجهه بقوة لأنه خاطب والدته بأسلوب سيء، كان موقفاً مؤثراً جداً لأننا لم ندر من أين أتى هذا العجوز بطاقة شبابية جبّارة أزاحت الشاب من مكانه.

لقد أمتعنا هوفمان بأدائه الشيّق العادي والذي يتميز بعدم إعتماد مقدمات لأي فعل سيقوم به، كل ما يفعله مفاجئ، ومؤثر.

هذا الفيلم شجّع هوفمان على قبول عرض آخر للتصوير بعنوان: sam and kate إخراج دارين لوغالو، ومعه هنري توماس وسيسي سباسيك. وهو ذكّرنا بما قدّمه عام 1988 عندما صوّر rain man  في دور رجلٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة، بإدارة المخرج باري ليفنسون، بمشاركة توم كروز.