"رائحة التفاح": رواية عن فترة تأسيس قواعد اللغة العربية

الروائي والأستاذ الجامعي محمود حسن الجاسم يتناول، في رواية صدرت حديثاً، الفترة الزمنية التي شهدت تأسيس قواعد اللغة العربية، من خلال حكاية نسّاخ عاصر سيبويه.

  • صدرت الرواية عن دار
    صدرت الرواية عن دار "التنوير"

صدر حديثاً عن دار "التنوير" للنشر والتوزيع رواية "رائحة التفاح"، للكاتب والأستاذ الجامعي السوري محمود حسن الجاسم.

بطل هذه الرواية هو النسّاخ رستم، الذي عاش في مرحلة تأسيس قواعد اللغة العربية، وعاصر سيبويه تلميذاً وصديقاً.

تسير الرواية في ثلاثة خطوط متوازية، أولها قصة عشق رستم للجارية المغنية زمرّد، وقصة حياة الخليل بن أحمد الفراهيدي، ثم الإضاءة أخيراً على الدور الذي لعبه سيبويه في تأسيس علم اللغة.

يطلّ الجاسم في "رائحة التفاح" على تاريخ تلك الفترة السياسي والاجتماعي، وعلى مدارس اللغة العربية التي انتشرت آنذاك في كلٍّ من البصرة وبغداد والكوفة، والتي قدّمت أبرز علماء اللغة. 

إقرأ أيضاً: بين الدراسات والأعراف.. ما هي حقيقة فوائد خل التفاح؟

نقرأ من أجواء الرواية المقطع التالي:

"وشرد بألم. نسى الحكاية، ورحل في عالمه الخاص، وبدت العبرة في عينيه. قلتُ مخففاً: الحزن لا يجدي يا أبا بشر، هذه سنة الحياة. قال: وكيف لا أحزن على معلمي؟ كيف لا؟ وقد زرع في قلبي حب العربية، وسقاه بعلمه الجم، وتوسّم فيّ النبوغ! ما زلت أذكر، يا رستم، حين تركت حلقة حمّاد بن سلمة خائباً تائهاً بائساً، أتنقّل من حلقةٍ إلى أخرى، أكرر قوله تعالى: إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين، حتى هداني الله، فلزمت مجلس الخليل، ووجدت ضالتي. ميزني، رحمه الله، وقربني وخصني باهتمامه، وكلما ضاقت عليّ أمدني بقوة الإيمان والصبر والاهتمام. ’مرحباً بزائرٍ لا يُمل‘، ما أجملها حين أسمعها منه! يكررها متهللاً أمام التلامذة جميعاً كلما أقبلت. ما أصعب عبء الثقة! وما أقسى فراق الأحبة!" 

يُذكر أنَّ محمود حسن الجاسم هو أستاذ جامعي في اللغة العربية، وله مؤلفات تحليلية ونقدية وروائية، نذكر منها رواية "نزوح مريم" الصادرة عن دار "التنوير" أيضاً، وقد وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة "بوكر" العربية في العام 2016.