روميو لحود أفنى حياته في خدمة المسرح الغنائي

هامة موسيقية مسرحية كبيرة خسرها لبنان بعد 60 عاماً من العطاء الفني النموذجي: الفنان المخضرم روميو لحود توفي عن 92 عاماً بعدما أفنى حياته في خدمة المسرح الغنائي، تاركاً إرثاً خاصاً في هذا المجال.

  • روميو لحود أفنى حياته في خدمة المسرح الغنائي
    روميو لحود أفنى حياته في خدمة المسرح الغنائي

برحيل الفنان روميو لحود – 92 عاماً، تُطوى صفحة مشرقة من العطاء الفني اللبناني، واكبت الإبداعات النغمية والمسرحية للأخوين الكبيرين عاصي ومنصور الرحباني، والجميل أن أحداً لم يُقارن بين النموذجين أو بين بطلتيهما: السيدة فيروز، والراحلة سلوى القطريب، بل كانت السعادة تغمر الجمهور لفوزه بمسرحين ناجحين مع اختلاف في أسلوبيهما.

عمل روميو بجد واجتهاد وتعاون لفترة مع الفنان وليد غلمية في تغذية العديد من المسرحيات بألحان مميزة جداً.

عدا عن سنّه المتقدمة فقد طالت قلب روميو قضية أفقدته توازنه، تتعلق بوفاة زوجته الثانية ألكسندرا القطريب – زوجته الأولى وأم إبنتيه كانت ليليان بولان - وهو أمضى سنواته الأخيرة في ميلودراما دائمة يبكيها بحرقة، ويتذكر تفاصيلها بدقة في صورة ملهمة من صور الوفاء النادرة في حياتنا المعاصرة، وقد ردد أمامنا أن لا أهمية ولا طعم لحياة يفقد فيها الإنسان غالياً على قلبه، فالأيام السعيدة لن تعود بل سنعاني من سلبيات لاحلّ لها، والأفضل أن نغادر مواقعنا في هذه الحياة فربما كانت فرصة ملائمة للإقتراب ممن فقدناهم فجأة، لقد كانت هذه فلسفته ولم يبدلها أبداً حتى غادر هذه الدنيا.

  • آخر ما قدمه كان إستعادة لمسرحيته: بنت الجبل، مع إبنة أخيه آلين لحود
    آخر ما قدّمه كان استعادة لمسرحيته "بنت الجبل"، مع إبنة أخيه آلين لحود

هذا الفنان زرع الفرح والبهجة أينما حلّ. مسرحياته ما بين مهرجانات: بعلبك وجبيل ومسرح الإيليزيه شكلت فعل تفاؤل وإبداع مشهدي نافست ونجحت وأكدت أن صاحبها لا يقل شأناً عن كبار تلك الحقبة، فعرفنا له: الشلال، أول مسرحية إحتضنتها مهرجانات بعلبك عام 62 أي قبل ستين عاماً من اليوم، وكرّت السبحة فقدم: "ليالي لبنان، القلعة، وفرسان". وعرض: "العواصف"، في مهرجانات الأرز عام 71.

وتوزعت الكثير من مسرحياته على خشبتي: الأليزيه، وكازينو لبنان أبرزها: (بنت الجبل – 77، إسمك بقلبي – 78، أوكسيجين – 79، ياسمين – 80، نمرود – 81، حكاية أمل – 82، الحلم الثالث – 83)، وصولاً إلى: (ليالي زمان – ريجنسي بالاس، وياسمين 2 – في مهرجانات بيبلوس – 99)، أما آخر ما عرضه فكان إستعادة: (بنت الجبل)، مع إبنة أخيه ناهي المغنية والممثلة آلين لحود.

الراحل الكبير يحمل العديد من الأوسمة الرفيعة حازها من بلده الأم لبنان، فرنسا، بلجيكا، أميركا، اليونان وسويسرا.