"شو منلبس": ثاني تعاون مسرحي بين يحيى وأنجو

"شو منلبس"، هي المسرحية الثانية التي يتعاون فيها الكاتب والمخرج والمنتج يحيى جابر مع الممثلة أنجو ريحان بعد النجاح الذي حققته: "مجدرة حمرا"، قبل سنوات والذي استعادته في عروض متفرقة أواخر عام 2023 وأوائل العام الجاري 2024.

  • شو منلبس: ملصق المسرحية
    شو منلبس: ملصق المسرحية

يحيى جابر يقدّم. تحق له هذه العبارة التي تتصدر أعماله بالجملة على الخشبات: من كفرشيما للمدفون – مع نتالي نعوم، مورفين – سوسن شوربا قدوح، هيكالو – عباس جعفر، مجدرة حمرا – أنجو ريحان، التي فازت بمسرحية ثانية بعنوان: "شو منلبس"، أخذت وقتها كاملاً في الإعداد قبل إطلاقها يوم 27 آذار/ مارس الجاري في الموعد السنوي مع اليوم العالمي للمسرح، على خشبة مسرح المدينة.

أقوى ما في هذا التعاون أننا أمام قوتين: نص مضمون بات الجمهور يعرفه جيداً من تتالي عروض صاحبه الكاتب يحيى جابر الناجحة، وممثلة متمكنة قادرة على التلون بعفوية وإجادة: أنجو ريحان. ووجودهما ليس برداً وسلاماً على الخشبة، بل هو تصادم متواصل يؤمّن للمشاهد مادة مرئية تتفاعل فيها الأفكار كما الطاقات ودائماً تحت السيطرة الكاملة لعامل التوازن الخلاّق بين الحلم والواقع.

  • وفي مشهد تقليد
    أنجو في مشهد تقليد

حكايات يحيى متدفقة كالعادة، تتلقفها أنجو بأحضان دافئة وتطلقها حركياً بأقصى طاقة مبدعة إلى آفاق رحبة تتوزع بين الأهل والعائلة والأقارب لتشمل بعدها أوسع نطاق من التفاعلات الميدانية التي تتحول إلى عالم معيوش فائق الصدق والحب، ولا شك بأن الممثلة القديرة والأذكى في حراكها تجعل مادة النص تتألق وتتأنق لتصل نظيفة طاهرة إلى هدفها.

بلهجتها التي هي لهجته تصلنا المواقف طازجة ومحكومة بقالب منفتح على الآخر اللبناني لكن من باب العمق الروحي الذي يتحكم بصيرورة العلاقات والتفاهمات المختلفة وصولاً إلى الإقتناع بجدوى ما نقول ونطالب، لذا جاء لسان حال العمل تلك النوستالجيا التي تغلف أجواء: "شو منلبس"، على أساس أن أحداً أو مجموعة لا تناقش في تراتبية الأهم بين اللـ نحن، وكل الآخرين على مبدأ طرح القضايا الإنسانية والإجتماعية وحتى العسكرية كما هي ليكون الرد معبراً رائعاً عن كنهها.

  • تحية الختام من أنجو ويحيى
    تحية الختام من أنجو ويحيى

في: "شو منلبس"، أنت ملام مهما فعلت، على مزاج الآخرين أو وفق قناعاتك، الأمر سيّان، لأن القيل والقال، والحسد، وإنعدام شعلة الحب، كلها أمور تصب في خانة واحدة، ولربما الأمر الأصعب هو أن تبقى أنت حيث يتلون الباقون بأكثر من لون وهوية، هكذا يحافظ يحيى وأنجو على توازن نوعي طوال مدة العرض، في أداء آسر لـ أنجو التي تتلون وتصعد وتهبط، ودائماً عبر بوصلة محكومة بسر خاص يحكم النص كلما أطل على لسان المثلة التي تحكي قصصاً ماضية مرتبطة بأوضاع راهنة وشخصيات من صميم المحيطين بها، حتى تلتئم العناصر المتآلفة وتصنع لمعات موزعة عشوائياً على مدار وقت المسرحية، لإسم يحكم عدة خشبات على قلتها مع 4 عناصر يتبادلون الإطلالة تحت عنوان واحد: سولد آوت.