عن جذور الثقافة والقِيم الصينية
يتناول الكتاب التاريخ الفكري وتجربة الصين التي جعلت هذا البلد في طليعة دول العالم، ويتضمن بالتالي خلاصة الثقافة الصينية وجذور قيمها التي تشكل تراثاً معرفياً عريقاً وكنزاً للبشرية جمعاء.
كتاب: "جذور الثقافة والقِيم الصينية" لمؤلفه "وو قن يو" (ترجمة حسين إسماعيل، مراجعة دو تشونغ ) الصادر عن منشورات مؤسسة الفكر العربي، هو إطلالة فكرية مباشرة على ما يعتمل في العقل الجماعي الصيني العاقل من أبعاد روحية وفلسفية وعملية على مختلف المستويات الفكرية والسياسية والسلوكية والحياتية.
يُظهر الكتاب بوضوح ذلك الخيط الواصل بين الثقافتين العربية والصينية على الصعيد الفلسفي أولاً كما على مختلف الصُعُد الفكرية الأخرى. وهذه النقطة بالذات هي ما سبق للمفكر العربي (المصري) أنور عبد الملك أن انتبه لها ودعا بحماسة إلى تأكيدها بشكل عملي وتثميرها من خلال إعادة تثبيت العلاقات الثقافية بين العرب والصين، فكانت دعواته إلى "الاتجاه شرقاً" في أكثر من مؤّلف ومقالة له، من أبرزها كتابا "تغيير العالم" و"مفاتيح استراتيجية جديدة للتنمية". فهو انتقد أن يقصر العرب مصادرهم الفكرية الحديثة على الغرب (الأوروبي أولاً ثم الأميركي) ، ودعا إلى التنويع وإلى زيادة التقارب مع الصين وسواها من القوى العظمى الصاعدة.
والواقع أن قوافل التجار المسلمين كانت قد وصلت منذ أزمنة مبكرة إلى الصين حيث جرى منذ القديم تبادل البضائع مع الأفكار. وكان على الطرفين أن ينتظرا ثورة المواصلات والاتصالات في العصور الحديثة لتوسيع أطر التواصل وبالتالي عمليات التثاقف التي ما انفكت جارية. ومهما يكن من أمر، فإن ثقافة الإنسانية واحدة مهما تعددت مصادرها.
التكامل بين الإنسان والطبيعة
يقدّم كتاب "وو قن يو" صورة واضحة، بشموليتها وإيجازها، عن التاريخ الفكري للصين وخصوصياتها ومناهجها التي صاغها مفكروها وفلاسفتها وممارسات أباطرتها، ولا سيما على صُعُد الأخلاق والمسالك السياسية، مستذكراً العديد من الأعلام والمفكرين الصينيين ممن كان لهم الأثر البيِّن في تاريخ وفكر الصين والإنسانية عموماً، أمثال الحكيم "كونفوشيوس"، وهو الذي أسس الديانة الأوسع انتشاراً في أقاليم الشرق الأقصى، وكذلك الفيلسوف "لاوتسي" مؤسس مذهب الطاوية، والطبيب الحكيم "بو تشي" صاحب المقولة القائلة بأن "الغضب يُمرض القلب".
وفي إشارة لافتة إلى التداخل غير المنظور بين الإنسان والطبيعة وتأثر كل طرف بالآخر، يقول الكاتب إن الصينيين اعتبروا في سياق فلسفتهم للحياة إن "الكوارث الطبيعية هي تعبير عن قوة السماء الجبّارة، وهي عقاب من السماء للإنسان إذا تجاهلها". ومن هنا فهو شجّع الناس على أن يُنصتوا لنصيحة الطاوية الحكيمة بالحفاظ على "علاقة متوازنة بين الإنسان والطبيعة"، مُشيراً إلى أن "آخر قطرة من الماء على الأرض ستكون قطرة من دموع الإنسان".
نظرية طهي الحساء
كلنا نعلم أن الصين أمة ذات تاريخ طويل، لكنّ قلّة مُطّلعة تعلم يقيناً أن الصين تولي كبير الأهمية للتاريخ ولدروسه، وتعتمد نهج التنمية السلمية. الكاتب لم يهتم بذكر الحروب العديدة التي شهدها تاريخ الصين، تاركاً ذلك للأعمال التأريخية، فركز على التراث الثقافي للصينيين وعلى محبتهم للسلام وبحثهم المتواصل عن التناغم في كل شيء. ومن هنا المبدأ الذي يعتمدونه تحت عنوان "طهي الحساء" الذي يختصر بطريقة لمّاحة حكمة التناغم السياسية التي يعتمدونها. يختصر الكاتب ذلك بقوله إن تناغم خمس نكهات ينتج مئات الأطعمة الشهية. والمرء إن أراد الحصول على وضع متناغم وسط قوى سياسية مختلفة، عليه أن يتعلم الطريقة الأنسب من الطاهي وهو يطبخ الحساء. فالطاهي يستخدم العديد من العناصر والمقومات البسيطة والمعروفة وهي الماء والملح والنار والصلصة وينقع اللحم أو السمك. بعد النقع يأخذ في تسخين كل ذلك تدريجياً، فتتفاعل نكهات المكوّنات وتتداخل وتنفذ في بعضها البعض، بحيث يعوّض كل مكوّن منها الناقص من الطبق، فتكون النتيجة الحصول على الحساء الطيب. هكذا ينبغي ممارسة الحكم من قبل السياسي، وبهذه الطريقة مارس معظم الأباطرة الصينيين سلطانهم على اعتبار أن الغرض الأساس من الأنشطة السياسية هو تنسيق المطالب المختلفة لأفراد الشعب.
الاستقامة والحكم بالفضيلة
من جهة ثانية لا تقل جاذبية وإثارة، يُبرز الكاتب أحد أبرز المبادئ التي يقوم عليها الفكر العملي الصيني، وهو الاستقامة والحكم بالفضيلة. يقول إن الاختلاف الذي تحدده الاستقامة يؤدي إلى التناغم، وهذا يُفضي بدوره إلى التماسك وبناء الوحدة. ومع المزيد من التماسك والوحدة تتولد القوة والرخاء.
بالنسبة للحكم بالفضيلة، كان ائتلاف الدول هو الهدف السياسي الأول لكل امبراطور لدى معالجته العلاقات بين الممالك المتعددة في الصين القديمة. والوسيلة الأساس التي كان يعتمدها لتحقيق ذلك هي الحكم بالفضيلة. وهذا هو المبدأ السياسي الأبرز الذي التزم به كبار أباطرة الصين عبر التاريخ. وكان أحد الأهداف الأساس عندهم هو الحفاظ على التناغم السامي الذي تكون المصلحة في ظله فاضلة.
إلى جانب "الحكم بالفضيلة" (من المدرسة الطاوية) اعتنق الصينيون مبدأ "الحكم الرحيم" (من المدرسة الكونفوشية)، وكان لذلك أكبر التأثير على التفكير السياسي وممارسة الحكم في المجتمع الصيني القديم. وفي سبيل معالجة تعقّد العلاقات بين أبناء القوميات المختلفة ومنعها من بلوغ مرحلة الخلافات، كان يتم اللجوء إلى الدوافع الأخلاقية بدلاً من اعتماد أساليب التهديدات العسكرية.
وبتأثير من مبدأ "الحكم بالفضيلة" طوّر السياسيون الصينيون القدامى النظام الخاص المعروف باسم "جيمي" وذلك كطريقة اعتمدوها لغرس الإرادة الطيبة في نفوس أبناء المجموعات العرقية المختلفة عبر حدود المقاطعات، والحفاظ على التواصل السلمي في ما بينهم.
كان السياسيون الصينيون غالباً ما يستخدمون فكرة الحكم بالفضيلة في معالجة العلاقات مع القوميات الأخرى، وكان ائتلاف الدول هو الهدف السياسي لأي إمبراطور أثناء معالجته العلاقات بين الممالك، وكانت الوسيلة السياسية لتحقيق ذلك هي الحكم بالفضيلة على الدوام.
هذه كانت إحدى أبرز القيم التي شدّد عليها المؤلف، مستنداً إلى كتاب «جامع النصوص القديمة» الذي يتعرض لتسعة مجالات في حكم الدولة، ستة منها تشمل مجموعة فضائل في إدارة المجتمع، وهي تحديداً: الإخلاص، الصلابة والليونة، الهدوء، العمق، الاستقامة في الإخلاص، القوة والمنعة في الصلابة، والسلاسة ولطف المعاشرة في الليونة. كذلك كان ائتلاف الدول هو الهدف السياسي لأيّ إمبراطور عند معالجته للعلاقات بين الممالك، وكان الحكم بالفضيلة الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك. فهي المبدأ السياسي الذي التزم به الحكام العظماء ياو وشون ويوي لإمبراطورية أسرة شيا، أول أسرة إمبراطورية في الصين.
طريق الحرير
يقول الكاتب إن الغربيين كانوا قديماً يُطلقون على الصين لقب "بلد الحرير"، وكانوا أول شعب ربّى دود الحرير (دود القزّ) واستخدم شرانقها في صنع الحرير الذي ما لبثت أن اشتهرت الصين به على أوسع نطاق في العالم. وللصينيين الفضل في نشر تقنيات صنع الحرير الطبيعي في الغرب، وذلك من ضمن إسهاماتهم قي بناء الحضارة العالمية. وعندما ابتدأت الثورة الصناعية الغربية تجتاح اقتصاد العالم، كان مسار انتشار الثقافة عبر "طريق الحرير" رمزاً بارزاً في مسيرة التبادل الثقافي بين الصين وبلدان الغرب. فقد مثّل "طريق الحرير" هذا نوعاً من الدعم للتنمية السلمية، ووسيلة لنشر وتبادل الثقافات، إضافة إلى البضائع.
ومصطلح "طريق الحرير" بحد ذاته هو رمز لسلسلة من الدروب المتصلة بين ثقافات الصين وثقافات الدول الأخرى. وحيث أن هذا الطريق كانت تُصدّر عبره كميات كبيرة من منسوجات الحرير الصيني المرغوبة والتي كانت غير معروفة بعد في بقية أرجاء العالم، فقد سُمّي "طريق الحرير"، وأصبح دليلاً على التنمية السلمية لاقتصاد الأمة الصينية ولثقافاتها المتعددة والغنية.
يقول الكاتب إنه على المستوى التجاري الصرف كان هناك دائماً مفهوم أيديولوجي في الثقافة الصينية التقليدية هو "التمييز بين الاستقامة والربح". ولم يكن هذا المفهوم واحداً لدى جميع المفكرين الصينيين. فعند "كونفوشيوس" (551- 479 ق.م) مثلاً كانت الاستقامة نقيضاً للربح، تدعو إلى أولوية الاستقامة لدرجة إهمال الربح.
أما مدرسة المفكر "موه تسي"، فقد كانت تؤكد على الربح لكنها لا تستبعد الاستقامة، فتدعو إلى الدمج بينهما بهدف تحقيق المنفعة الاجتماعية. ثم كانت مدرسة "شون تسي" التي تدعو إلى الاهتمام بكل من الاستقامة والربح، سواء بسواء، معتبرة أن الربح المشروع هو استقامة.
هذا الاهتمام الأخلاقي الكبير الذي يُخضع العمل التجاري للأخلاق وليس لشهية السوق التي لا تشبع، شكّل ويشكّل سلوكاً راقياً وتناقضاً جوهرياً مع الفكرة السائدة والمعتمدة في الغرب عن التجارة والاستثمار.
الطب الصيني
لم يهمل "وو قن يو" في كتابه مسألة الطب الصيني الذي هو من أقدم أساليب الطب وأكثرها إثارة للفضول حتى اليوم.
يقوم مبدأ الطب الصيني القديم على التوافق مع الطبيعة وفق نظرية قائمة في الفلسفة الصينية التقليدية تقول بـ"وحدة السماء (الكون) والإنسان". تقوم هذه النظرية على تواصل وتفاعل على المستويات الأخلاقية والأيديولوجية والعضوية بين السماء والأرض. وهذه هي نظرية "البيئة العضوية" كما يسمّونها، وهي تأكيد على التناغم قي معالجة العلاقة بينهما. فقد اعتبر الصينيون أنفسهم أعضاء في مخلوقات الكون. من هنا اعتمدوا دائماً القوانين الطبيعية للحصول على احتياجاتهم الحياتية الضرورية.
وعلى اعتبار أن القاعدة الفلسفية للطب الصيني التقليدي القديم تقوم على نظرية "وحدة السماء والأرض"، يهتم هذا الطبّ بكلٍ من علاقة الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، وعلاقاته الخارجية مع البيئة. فالصينيون يرون أنه في دراسة المرض والصحة، ينبغي ملاحظة الظاهرة المعقدة لجسم الإنسان وتحليلها بطرق منطقية. ويمكن تحديد حالة صحة أو مرض جسم الإنسان بفحص حالة صعود أو هبوط "الطاقة" (تشي)، وحالة كفاية أو عدم كفاية "تشي" والدم، والصراع بين "تشي" (الطاقة) الحيوي وهو مقاومة الصحة، و"تشي" (الطاقة) الخبيث وهو العوامل المرضية. وبعد تشخيص المرض يمكن وضع خطة العلاج ووصف الأدوية المناسبة.
أقدم الحضارات
يتناول الكتاب بشكل مباشر المفهوم الأعمق لطريق التنمية السلمية الصينية، وابتعاد هذا البلد الحامل لأقدم الحضارات في العالم والتي يعود تاريخها إلى ما قبل 5000 عام تقريباً، عن الخيارات العنفية ونهب موارد الشعوب. ومن البارز عبر صفحاته ذلك السعي الدؤوب إلى تكريس تراث الصينيين الثقافي القائم على التناغم المفهومي ذي الخصائص الفلسفية الخاصة (الصينية)، لأجل إرساء فكرة التسامح بين الحضارات وتعزيز التقارب الثقافي وتحقيق التضامن والاستقرار.
يركّز الكتاب على قيم الأمّة الصينية وتعاليم قادتها الروحيين القائمة على بناء مجتمع مثالي تتّبعه الأمم الأخرى، وذلك بناء على الاعتقاد الكونفوشي بالحكم الرحيم واستخدام الفضيلة الموضوعية وتحقيق السلم العالمي كنموذج مثالي لشكل سياسي في عالم متناغم، أكثر من كونه وصفاً مفهومياً للوضع السياسي والاجتماعي الحقيقي.
يتابع الكتاب إبحاره في أقوال الفلاسفة الصينيين وأفكارهم، وفي مسالك عظماء التاريخ، مفنّداً كلّ قيمة من القيم. فحول التناغم ينقل عن كونفوشيوس شرحه النظري لهذه القيمة القائمة على مبدأ التناغم مع الاختلاف. ثمّ يعرّف الصين كدولة تولي أهمية كبيرة للتوزيع العادل للثروة وللاستقرار الاجتماعي، في تعاملها مع المجموعات العرقية والدول الأجنبية، فضلاً عن السبل السلمية عند التصدّي للتفاعلات المعقّدة بين الدول المختلفة. وقد قال كونفوشيوس: "من الضروري أن يكون قلقك على نقص العدالة والاضطراب أكثر من قلقك على الفقر".
التناغم هو العقيدة التي بنى عليها الصينيون الكثير من سياساتهم العملية، وفي تاريخ الصين سياسيون كثر أدركوا أهمية مسألة التناغم وقدروها من زوايا مختلفة لاعتقادهم أن التناغم والسلام يدومان طويلاً ويثمران الإنجازات. بحسب الرؤية الكونفوشية، فإن مبدأ الإنسان هو التناغم مع الاختلاف. وقد فرّق كونفوشيوس بين التناغم والتماثل، وهو دافع عن فكرة الجمع بين التكتيكات أو الحيل الناعمة والقاسية للوصول إلى التناغم السياسي، الذي يؤدي بدوره إلى التماسك والوحدة.
رأى المؤلف في الفلسفة الصينية التقليدية التي تقدّر التناغم بأنها قد تُنتج فكراً فلسفياً جديداً، ينبغي أن يشتمل على الجوانب التالية: تطوير الاقتصاد العالمي من خلال التبادلات الاقتصادية السلمية، إيجاد نمط أمثل للتنمية الاقتصادية يتميّز بالتناغم بين الفرد والطبيعة وإيلاء الأهمية للتناغم بين الفرد والمجتمع وتناغم الظروف الذهنية والبدنية للإنسان.
خاتمة
في كتاب "جذور الثقافة والقيم الصينية" لمؤلفه "وو قن يو" يمكن لكل فرد العثور على أمور تهمه بشكل شخصي. قراءة الكتاب ربما تكون بالنسبة للبعض تلبية لهواية ممتعة، لكنها بالنسبة لآخرين ستكون مجموعة إشارات ونصائح وإضاءات مُبهرة، وربما دليلاً على طريق حياة مختلفة عن كل ما كان يعرفه. سيجد البعض فيه قصة مثيرة للاهتمام، والبعض الآخر سيرى معنى خفياً ودليلاً للعمل والحياة. فإذا كنت معتاداً على عمل هذا الكاتب، يجب أن تتحول مرة أخرى إلى أعماله الأخرى، ومن ثم فإن عقد اجتماع جديد مع شخصياته سيجلب لك معرفة مستجدة ومتعة حقيقية.
كذلك يخترق الكتاب مجالاً آخر ليس واضحاً للعموم بما فيه الكفاية، وهو جانب القيم الثقافيّة في الصين، هذه القيم التي تلعب دوراً رئيساً في تشكيل الذهنية والسلوك الصينيين، وبالتالي ترسم صورة أكثر واقعية عن طريقة تفكيرهم والإضاءة على السُبل الأفضل للتعامل والتفاهم معهم. ويطرح الكتاب سؤالين رئيسين: هل الصين التي حقّقت كلّ هذا التقدّم ستلتزم نهج التنمية السلمية؟ وما هي مضامين هذا النهج الذي طرحته الحكومة الصينيّة؟
الإجابة عن هذين السؤالين اقتضت إبحار المؤلف في تاريخ الأمة الصينيّة وقيمها وتقاليدها الثقافية العميقة والتي لطالما اعتمدتها وسارت على هديها عبر تاريخها الطويل. وهو لا يتطرق إلى ذلك من قبيل التعريف بتلك القيم والتقاليد فحسب، بل لتبيان عمق الارتباط بينها وبين نهج "التنمية السلميّة" التي تعتمدها الصين ولا تزال، بمعنى مدى تأثير تقاليد الصين الثقافية وتجربتها التاريخية والسياسية على سلوكها السياسي الحالي والمستقبلي.
عرف هذا الكتاب شعبية واسعة بين أجيال عديدة من القراء وفي مختلف البلدان التي وصل إليها وجرت ترجمته إلى لغات أهلها، سواء في الشرق أم في الغرب، وفي مختلف الحضارات وضمن جميع الثقافات البشرية. وتأتي تأملات المؤلف لتساعد في فهم الأحداث التي تحدث والسلوكيات التي يجري اعتمادها لمواجهة المشاكل.
كتاب "جذور الثقافة والقيم الصينية" جذّاب وثمين، يتناول التاريخ الفكري وتجربة الصين التي جعلت هذا البلد في طليعة دول العالم، ويتضمن بالتالي خلاصة الثقافة الصينية وجذور قيمها التي تشكل تراثاً معرفياً عريقاً وكنزاً للبشرية جمعاء.