"ع مفرق طريق": سياحة دينية في قنوبين لبنان

النشاط الفني في لبنان للشاشتين والخشبة ظاهرة مناقضة للواقع الإقتصادي المتأزم. الإنتاج متنوع وكثير، أحدثه فيلم: ع مفرق طريق، للمخرجة لارا سابا، الذي تنطلق عروضه في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

  • ع مفرق طريق: ملصق الفيلم اللبناني
    ع مفرق طريق: ملصق الفيلم اللبناني

رافقت الشريط الثاني – بعد: قصة ثواني عام 2013- للمخرجة لارا سابا: ع مفرق طريق – all roads lead to rome- حملة دعائية مركزة، مستندة إلى أول عرض له في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بحضور معظم فريقه أمام الكاميرا: جوليا قصار، شادي حداد، بيتي توتل، ميرنا مكرزل، سينثيا كرم، وربى زعرور، وكاتبة السيناريو الزميلة جوزفين حبشي في أول نص للسينما.

الصورة جميلة نعم، كذلك الصوت، والكاستنغ قريب من القلب، مع ملاحظة أن الوجه الطفولي للممثل شادي حداد يُظهره في سن صغيرة، في مقابل وجه زميلته ربى زعرور الذي يُعطيها سناً أكبر من عمرها، فبدت أكبر من شادي. بينما الحضور الشرفي للممثلين الستة الآخرين: رفعت طربيه، نقولا دانيال، هيام أبو شديد، جوزيان بولس، عماد فغالي، وشربل زيادة، كان أليفاً ومريحاً.

  • هادي نجم - شادي حداد، مع الأخت سيليستين - سينثيا كرم
    هادي نجم - شادي حداد، مع الأخت سيليستين - سينثيا كرم

الفيلم يُعرض في الصالات بدءاُ من يوم الخميس في 15 الجاري ويتواكب مع مظاهر التحضير للاحتفال بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، والعمل يتلاءم مع مناسبة الميلاد، لأن مناخه بالكامل ديني ويدخل ببساطة في إطار: السياحة الدينية لا أكثر، وهو في هذا الصدد يؤدي رسالته، ما بين التصوير في قنوبين ومعظم فريق العمل في الدير، يأكلون ويشربون وينامون وهم أيضاً يحتفلون بالطبل والزمر، وصولاً إلى علاقة الحب بين البطلين: هادي نجم – شادي، وسيلين – ربى، وتبادلهما القبلات في الدير نفسه.

نريد القول إن الفيلم لا يقول أكثر من ذلك هو محصور في إطاره الديني ويقدم لبنان في نعيم طبيعته، وحياة سكانه ولا ينقصه شيء.

المناخ المطروح يأخذ البلد إلى لبنان ما قبل الأزمات ولا شيء ينغص علينا الحياة، وياليت ما ظهر من راحة وهدوء بال وحياة لا مشاكل فيها كان واقعياً، وإلاّ فكيف سينسجم المشاهد المضغوط بالأزمات مع الطبيعة الساحرة ومشاعر الود بين الشخصيات بينما الناس في كوكب آخر همهم اللقمة والستر من الفاقة؟

  • مخرجة الفيلم لارا سابا
    مخرجة الفيلم لارا سابا

لم نجد في مادة الشريط موضوعاً طُرح للمعالجة، ولا قضية ناقشها وطرح لها حلاً، وحتى خبر لعب هادي نجم لدور قداسة البابا في شبابه،ذكرت في أول الشريط ثم في آخره من دون فاعلية أو متابعة، لتنحصر معظم المشاهد في الدير وبعض اللقطات في القرية، بالتالي تمت قوقعة الموضوع في هذا الشق الديني بعيداً عن تفاعل فكرة لعب ممثل لبناني شاب شخصية قداسة البابا في شبابه، في إنتاج لـ واكاندا فيلمز، و art، ودعم من المركز الوطني الفرنسي للسينما - cnc. وتتولي التوزيع شركة الصبّاح.

ونلفت هنا إلى شريط ظهر عام 2015 بالعنوان نفسه: all roads lead to rome للمخرجة السويدية إيلاّ ليمهاغن، تدير فيه: سارة جيسيكا باركر، و راؤول بوفا، لكن الموضوع مختلف.

وما يريحنا أن الفنانين اللبنانيين أمام وخلف الكاميرا مستنفرون على الدوام للعمل في أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات وأحياناً ببدلات لا تليق بهم، فقط يكون الهم أن يبقى الأمل بخلاص الوطن حاضراً من خلال هذه المشاريع أياً يكن مستواها.