"كيرا والجن": المقاومة المصرية ضد الإنكليز في شريط نموذجي

شريط متكامل العناصر السينمائية بعنوان: "كيرا والجن"، لواحد من أبرز المخرجين الشباب: مروان حامد يواصل تعاونه الناجح مع الكاتب أحمد مراد، وينقل روايته: 1919، بالصورة المؤثرة في ساعتين و55 دقيقة.

  • كيرا والجن: ملصق الفيلم
    كيرا والجن: ملصق الفيلم

نعم نحن أمام فيلم جميل معبّر عميق وصادق. "كيرا والجن"، مادة سينمائية للحفظ والإهتمام والدراسة، ففي ظروف عامة تُنتج أعمالاً هامشية يُطل هذا الفيلم بثقة، مفخرة للسينما ولتأريخ أحداث مصيرية في تاريخ مصر.

اجتمعت عوامل عديدة لتأمين الأرضية لفيلم ضخم منها الإنتاج السخي من سينبرجي فيلم – تامر مرسي، ثانياً بدا الكاتب أحمد مراد في عز إبداعه الفكري فكان نص مميز شاركه في صياغته: إسلام أسامة، حافل بالألغام، صلب في طرح موضوع مقاومة المستعمر الإنكليزي، مع مصارحة بوجود عناصر ضعيفة الإرادة خانت الأمانة لكنهم كانوا قلة قليلة قياساً على من قادوا النشاط المقاوم وأسهموا فيه بفعالية.

  • جانب من حركة الشارع المناهض للإنكليز بقيادة المناضل كيرا - كريم عبد العزيز.
    جانب من حركة الشارع المناهض للإنكليز بقيادة المناضل كيرا - كريم عبد العزيز.

وثالث الأسباب وجود الموهبة الإخراجية الفذة لـ مروان حامد الذي أورد عبارة في مقدمة الفيلم بعنوان: إهداء، قال فيها "إلى من أتنفس كلماته، إلى أبي الكاتب الكبير وحيد حامد". كلام في موضعه، عن كاتب بحجم وطن، ومخرج ورث الإبداع من أب كان الأغزر والأفضل بين أقرانه.

يطرح الفيلم موضوع حقبة من عمر الإستعمار الإنكليزي لمصر، ونشوء حركة مقاومة قوية وجريئة وفاعلة، إستطاعت التعجيل في رحيل القوات الإنكليزية عام 1956.

الكاستنغ موفق جداً سواء مع لاعبي الدورين الرئيسيين: كريم عبد العزيز- ذكّرنا بـ رشدي أباظة – أو الدكتور أحمد كيرا، ومعه أحمد عز – الغائب منذ فترة دونما سبب – في شخصية الجن، كلاهما مقاومان ينفذان عمليات جريئة ضد الإنكليز ويخوضان مطاردات لمنعهم من إعتقالهم، أو باقي الممثلين المشاركين في مواقف تستنفر المشاهد ولقطات مأ أكثر تعبيرها لكن ليس بحجم إبداع هشام نزيه في صياغة موسيقى تصويرية تفاعلت بثقة وصدق مع كامل المواقف وهي لم تهدأ على مدار الوقت الطويل للفيلم.

  • مخرج الفيلم: مروان حامد
    مخرج الفيلم: مروان حامد

لم يكن هناك حيّز كاف للأدوار النسائية، لذا جاء دور دولت فهمي لـ هند صبري، نوعاً من التحدي لممثلة أولى في قوة حضورها منذ أطلت لأول مرة  في الشريط التونسي: صمت القصور، للراحلة مفيدة تلاتلي، لكنها ملأت المساحة الصغيرة المتاحة كأفضل ما يكون. كذلك كان تأثير رزان جمال في شخصية الإنكليزية إميلي رائعاً وهي وجه مطواع معبر وجاهز لأدوار أولى.

وفي الأسماء الأخرى: سام عزالدين، سيد رجب، أحمد مالك، علي قاسم، هدى المفتي، محمد عبد العظيم، لارا إسكندر، أحمد كمال، مع ضيفي الشرف: روبي، وإياد نصار.وكانت خصوصية في التصوير لـ أحمد المرسي.