كيف غيّر ستانيسلافسكي مسارات المسرح العالمي؟

من ألقابه "فرويد المسرح". خرّج مارلين مونرو وميريل ستريب ونجوماً أميركيين آخرين.. إليكم قصة قسطنطين ستانيسلافسكي.

في 7 آب/أغسطس الماضي، حلّت ذكرى وفاة قسطنطين ستانيسلافسكي (1863-1938)، الذي يُلقّب بِـ "أبي المسرح الروسي الحديث"، وهو الذي أمضى حياته في التنظير والعمل الميداني لتركيز أسسٍ مسرحيةٍ تنهض بالأداء الفني للممثل.

لُقِّب ستانيسلافسكي كذلك بـ"فرويد"، ذلك أنّه عرّاب النفس البشرية على المسرح، وقد حاول أن يبلور تفاعلاتها الوجدانية، ويُخضع المخيلة للتجربة التراكمية، متخطّياً حاجز اللغة ومعتمداً على تقنيات مسرحية مساعِدة، فطوَّر الإضاءة والديكورات، وعالج نقائص الأداء، واستخدم "اليوغا" وتقنية التنفس والاستذكار، وعمل على تجديد أفكاره دائماً بما يتلاءم مع التطور الذي شهدته بدايات القرن الـ20، وواكب تغيرات المجتمع الروسي التي أحدثتها الثورة البلشفية، ودافع عن منهجه في الأداء الوظيفي، بما يخدم الممثل ونجاحه في تبليغ رسالته الفنية. 

انتُخِب ستانيسلافسكي منذ سنة 1886 عضواً في إدارة فرع موسكو للجمعية الموسيقية الروسية، ثم أميناً لصندوق الفرع. كما انتخب عضواً في المعهد الموسيقي الملحق بها، وقام بتطوير هذا المشروع واستثمار أمواله فيه.

الولع بالمسرح ورحلة البدايات 

  • قسطنطين ستانيسلافسكي (1863-1938)
    قسطنطين ستانيسلافسكي (1863-1938)

ولد هذا المسرحي في موسكو بتاريخ 14 كانون الثاني/يناير من العام 1863، في عائلة بورجوازية. يقول في كتابه "حياتي في الفن": "وُلِدتُ في موسكو في مطلع حقبتين. ما زلتُ أتذكّر بقايا القنانة، وشاهدتُ ظهور السكك الحديدية، وقطارات البريد السريع، والبواخر، والكشافات الكهربائية، والسيارات، والغواصات، وأصوات الأسلاك النحاسية واللاسلكية والتلغراف...". 

كان بيت أسرته ملتقى للفنون، تُقام فيه الحفلات الموسيقية والعروض التمثيلية، من دون أن  يتعدّى الأمر مجال الترفيه. وانغمس إخوته الـ9 في تعلّم الرقص والموسيقى واللغات الأجنبية والمبارزة، وكان ضيوف العائلة عادةً من نخبة المجتمع، ومن الأقارب والأصدقاء. وكان لهذا الجو المفعم بالفنون تأثيرٌ كبيرٌ على مسار ستانيسلافسكي واثنين من إخوته، إذ كتب شقيقه الأكبر فلاديمير السيناريو، وشغل منصب مدير مسرح، بينما كانت شقيقته زينايدا ممثلة.

في سن الـ 14، انضمَّ هذا الفنان إلى مجموعة درامية تحت اسم "حلقة السكييف"، وكان ذلك في العام 1877. لم يُبدِ ستانيسلافسكي شغفاً كبيراً بالدراسة، مما مكّنه من أن ينشئ فرقة مسرحية بتمويل عائلي، إذ لم يكن التمثيل مهنة جادة في ذلك العهد، خاصَّةً أنّه ينحدر من أسرة صناعية، اكتسبت شهرةً في مجال إنتاج الخيوط الذهبية والفضية والمخمل منذ عصر "كاثرين العظيمة"، وكانت الطبقات المخملية تُقبل بكثرة على اقتناء هذه المادة، بالإضافة إلى أنّها تدخل في تطريز ملابس الكهنة في الكنائس. 

عمل ستانيسلافسكي على أن يكون وفياً لوظيفته، التي تتجاوز تقديم فن ترفيهي إلى توخّي الدقة، وهذا الأمر كان واضحاً أثناء عمله على بعض نصوص شكسبير.

وقد أدار ستانيسلافسكي مصنع عائلته باقتدارٍ لفترة من الزمن، وسافر إلى إنكلترا لاكتساب خبرة مهنية، لكنه ظلَّ خلال ذلك منشغلاً بالمسرح، شغفه الأول، وأسَّس بعد ذلك "جمعية الفن والأدب"، وهي شركة تتكوّن من هواة، لكنّها  ضمّت أيضاً ممثلاً محترفاً، ومدرّس غناء، والرسّام كورفين، وكانت مختبراً إبداعياً امتدّ نشاطه 10 سنوات، وظهرت لدى أعضائه رغبة في التجديد والبحث عن أساليب غير تقليدية، تساهم في الدفع نحو إبداع مسرحي يقوم على أداءٍ صحيحٍ وخالٍ من التقاليد المثقِلة لوظيفة المسرح، باعتباره فضاءً واقعياً تتحرّك فيه شخصيات واقعية، بعد أن تخلّصت من قيود الإلقاء المباشر أمام الجمهور، وجعلت المواقف الدرامية أكثر معقوليةً أثناء الفُرجة، وقد مهّدت لذلك موجة مسرحية قادمة من ألمانيا وفرنسا، ممّا أثار اهتمام دائرة ستانيسلافسكي من ممثلين وأدباء، وانعكس على رأي النقّاد الذين اعتبروا هذا الفنان من فئة المميزيَّن إبداعياً، بما اكتسبه من حضور خاص على المسرح، أو في الإخراج، وبما يمتلكه من وظائف اعتُبِرت نموذجية في القيام بمهمة تطوير المسرح جمالياً وأخلاقياً، بالمعنى الأطيقي للكلمة.

كان ستانيسلافسكي من الذين مسّتهم الثورة بشكل مباشر، إذ أُمِّمَت ثروات عائلته، وفقد جزءاً من أمواله، ممّا دفعه إلى تحويل شقته إلى مسرح يضمّ نشاط فرقته وتدريباتها، حيث كان الممثلون يقومون بتدريبات وبروفات وهم يرتدون معاطفهم الثقيلة، بسبب قسوة الظروف الاقتصادية.

عمل هذا الفنان على أن يكون وفياً لوظيفته، التي تتجاوز تقديم فن ترفيهي إلى توخّي الدقة، وهذا الأمر كان واضحاً أثناء عمله على بعض نصوص شكسبير. فقد ذكر ستلانيسلافسكي أنّه ذهب مع فرقته إلى روما لإحضار وتصحيح إكسوارارات وملابس مسرحية "يوليوس قيصر"، ووصل التدقيق إلى درجة العمل على نسج الأقمشة بما يتلاءم مع روح العصر الذي جرت فيه أحداث المسرحية، ممّا جعله مناسباً لمواصفات تلك الحقبة التاريخية بصفة معقولة، على الرغم من أنَّ ستانيسلافسكي علّق على ذلك بقوله: "كنّا أقلّ شأناً من ديكوراتنا"، ممّا يبرهن سعيه نحو تحقيق الحد الأسمى من الكمال للعمل المسرحي. 

كانت اللحظة التاريخية في حياة هذا الفنان والمُنظِّر  المسرحي هي إنشاء "مسرح موسكو"، الذي أعلن عن نفسه بأنّه سيكون في متناول جميع الطبقات، وهو يدلُّ على الرغبة في أن يكون مفتوحاً أمام كافة فئات الشعب، على الرغم من أنّه كان مموَّلاً من طرف رجل الصناعة مونوروف.

التعبير عن الروح الروسية 

  • كتاب ستانيسلافسكي
    كتاب ستانيسلافسكي "تكوين الممثل" بالفرنسية

ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" أنَّ مدينة سان بطرسبورغ شهدت، في شهر كانون الثاني/يناير من العام 2021، أول عرض من الفيلم الوثائقي "ستانيسلافسكي.. إرادة الحياة"، الذي أخرجته يولينا بوكوفا، وتمَّ تصوير هذا الشريط في مسارح غوغول وتشيخوف وفاختانغوف الفنية في موسكو، والمسرح الأخير أسَّسه المخرج الراحل، بمعيّة المسرحي نيميوفيتش دانتيشنكو، الذي اشتهر في مطلع القرن الماضي بعرضه لمسرحية "النورس" لتشيخوف، كما أنّه دخل تاريخ المسرح الروسي والعالمي كإصلاحي بارز للفن المسرحي، وقد أسَّس  المدرسة المسرحية المسماة "مدرسة ستانيسلافسكي".

ومن الأوسمة التي حصل عليها ستانيسلافسكي وسام "الراية الحمراء للعمل"، ووسام "النسر الأحمر"، و"فنان الشعب لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية"، وكذلك وسام "فنان الشعب لروسيا الاتحادية الاشتراكية".

ولا شكَّ أنَّ أعمال قسطنطين ستانيسلافسكي المسرحية جعلت اسم تشيخوف مرتبطاً بها، إلى درجة أنّه كان يتدخّل أحياناً في بعض الخطوط العريضة التي تحدِّد الشخصيات، كما حدث في مسرحية "بستان الكرز"، ومسرحية "الخال فانيا"، حيث تمَّ استخدام مصطلح "الإطار الفني للعمل الإبداعي" بما يحافظ على خصوصياته الموجودة في النص السردي الأصلي، وحيث تبقى التفاصيل الصغيرة خفية إلى درجة تسمح بعدم إلغاء أسلوب تشيخوف، إذ نجد امتناعاً عن الغوص في التفاصيل الكثيرة والمتشعّبة، وهو ما يُزيل عن المؤلّف حرج البناء الدقيق والمتحذلق لنصوصه، نحو مناخ سردي قريب من الواقع الذي يغفل عن التفصيل الصارم بفعل المخيلة، وهو ما خرج بالعمل المسرحي من حيّز الترفيه الصرف إلى حيّز مقتضيات الضرورة المسرحية، التي  تنبني على العلاقة بين العمل المقترح والجمهور. 

أعمال ستانيسلافسكي المسرحية جعلت اسم تشيخوف مرتبطاً بها، إلى درجة أنّه كان يتدخّل أحياناً في بعض الخطوط العريضة التي تحدِّد الشخصيات، كما حدث في مسرحيتي "بستان الكرز" و"الخال فانيا".

وقدّم ستانيسلافسكي 4 أعمال خالدة لتشيخوف، ذلك أنَّه "كان يؤمن بأنَّ الروس يملكون شغفاً بالعروض المسرحية التي تلامس القلب، فهم يستمتعون بالدراما، حيث يمكن للمرء أن يبكي ويتفلسف على الحياة وينصت إلى بعض كلمات الحكمة، أكثر من عروض الفودفيل المرحة التي تُفرغ الروح". كما أخرج ستانيسلافسكي بعض أعمال ألكسي وليو تولستوي وآخرين.

كيف تعامل مع الثورة البلشفية؟

  • طابع بريدي لتكريم المسرحي قسطنطين ستانيسلافسكي
    طابع بريدي لتكريم المسرحي قسطنطين ستانيسلافسكي

استحوذت الثورة الروسية في بداية القرن الماضي على اهتمام مختلف الفنانين، وشحذت خطاباتٍ وتوجّهاتٍ جديدةً لديهم، وُصِفت بأنّها نقلة تقطع مع العالم القديم الذي كان سائداً قبلها، واتّسمت بالواقعية المباشرة، والخطاب التعبوي التحريضي، الذي لم يخلُ من اتّهام الذوق السائد، والدعوة إلى ضرورة تخليصه من صنميّة الماضي.

وكان ستانيسلافسكي من الذين مسّتهم الثورة بشكل مباشر، إذ أُمِّمَت ثروات عائلته، وفقد جزءاً من أمواله، ممّا دفعه إلى تحويل شقته إلى مسرح يضمّ نشاط فرقته وتدريباتها، حيث كان الممثلون يقومون بتدريبات وبروفات وهم يرتدون معاطفهم الثقيلة، بسبب قسوة الظروف الاقتصادية.

وصِف  ستانيسلافسكي بـ"الواقعي البورجوازي" أمام موجة الفن التلقيني، وظلَّ يعمل عكس المنهج البنائي للمسرحييَّن لاميليفيتش مايرهولد، وألكسندر تايروف. إذ كان يؤمن بأنَّ جوهر عمله المسرحي يندرج في صُلب تغيير العقليات على المدى البعيد.

وعلى الرغم من أنَّ حلم هذا المخرج بخلق مسرح شعبي ظلَّ يتجدّد، إلا أنّه قوبل بغربة فنية عمّقتها التجريدات التي أغرق الفنانون الثوريون الساحة الثقافية بها.

وقد وُصِف  ستانيسلافسكي بـ"الواقعي البورجوازي" أمام موجة الفن التلقيني، وظلَّ يعمل عكس المنهج البنائي للمسرحييَّن لاميليفيتش مايرهولد، وألكسندر تايروف. إذ كان يؤمن بأنَّ جوهر عمله المسرحي يندرج في صُلب تغيير العقليات على المدى البعيد، وبالتالي تغيير الإنسان من الداخل، ليتسنّى له أن يفهم الجوانب غير المدرَكة من الطبيعة البشرية.

هذا التناغم الدؤوب والعميق لم يشجّعه على التعاطف مع نهج العنف الثوري السائد في ذلك الوقت، لكنّه لم يعلن القطيعة مع النظام الجديد. وقد حماه مجده الفني الكبير من الصدام مع النظام الستاليني، وكانت أعماله واجهة جيدة لإظهار متانة الثقافة الروسية أمام عالم غربي يبحث عن جذور متأصّلة في تاريخ عتيد، مشابه لما كانت تزخر به روسيا.

كيف أثر ستانيسلافسكي في هوليوود؟ 

  • ميريل ستريب
    ميريل ستريب

على الرغم من أنَّ السينما ليست رديفاً للمسرح، إلا أنَّ أداء الممثل يبقى رهين التعلّم، والمناهج المثلى في الإخراج والتلقين.

وقد قام "مسرح موسكو" بجولةٍ فنيةٍ  في الولايات المتحدة في عامَي 1922 و1923، وسطع اسم قسطنطين ستانيسلافسكي كمُنظِّر لا يمكن دحض أفكاره المسرحية، وألقى بسلسلة محاضرات.

من أبرز المتخرّجين من مدرسة لي ستزابورغ جاك نيكلسون، وروبرت دينيرو، وديستن هوفمان، ومارلون براندو، فيما تلقّت مارلين مونرو تدريباتٍ في هذه المدرسة، بهدف مساعدتها على الأداء السليم.

وكان الاهتمام بمنهجه كبيراً إلى حدِّ أنَّه افتتح "مسرح المختبر الأميركي"، رفقة ماريا أوبنسكايا، وكان من طلّابه لي سترازبورغ وستيلا أدلر، وقد طوّر هذا الأخير "نظام ستانيسلافسكي" الجمالي التوجيهي والتعليمي ليتلاءم مع المعايير الأميركية، وأنشأ مدرسة  "استوديو الممثل"، وتمَّ تثمين خانة "الذاكرة العاطفية" التي شدَّد عليها ستانيسلافسكي، باعتبارها دعامةً لازمةً لنجاح الممثل ومتانة العمل المسرحي. 

ومن أبرز المتخرّجين من مدرسة لي ستزابورغ جاك نيكلسون، وروبرت دينيرو، وديستن هوفمان، ومارلون براندو، فيما تلقّت مارلين مونرو تدريباتٍ في هذه المدرسة، بهدف مساعدتها على الأداء السليم.

ولم يخفِ الممثل نيكولاس كيدج أنّه تأثّر بـ"نظام ستانيسلافسكي" خلال مسيرته المهنية، وكذلك الممثلة ميريل ستريب، من دون أن يُغفلوا نظريته، حيث كان يقول: "يجب أن يكون لكلِّ عملٍ في المسرح تبريرٌ داخلي، وأن يكون منطقياً ومتماسكاً".

كان يعيش الدور عوضاً عن أدائه 

  • كتاب
    كتاب "حياتي في الفن" السيرة الذاتية لستانيسلافسكي باالغة الفرنسية

هذا ما يُقال عن قسطنطين ألكسييف، وهو لقبه العائلي الذي تخلّى عنه لمصلحة لقبه الثاني الفني "ستانيسلافسكي"، وقد عاش معتنقاً حبَّه للمسرح من دون أن يتوقّف عن تطوير أفكاره، بعد أن أصيب بنوبة قلبية، وانصرف إلى التنظير بصورةٍ أكثر كثافة. 

ومن المؤكّد أنَّ فن التمثيل قبله كان يعتمد على تقنيات أقل تأثيراً في المتفرج، حيث كان الممثل يعمد عادةً إلى أداء مصطنع، وحركات شبه ميكانيكية، ومهارات متكلِّفة.

ستانيسلافسكي: لا تفقد ذاتك على المسرح. تصرّف دائماً كفنان. تشير اللحظة التي تضيّع فيها نفسك على الخشبة إلى عدم عيش الجزء الخاص بك حقاً، وهو بداية التمثيل الزائف المبالَغ فيه. 

وعلى الرغم من إيمان ستانيسلافسكي بأنَّ المسرح يتطلّب إمكانيات نفسية وتحضيرات قاسية، إلا أنّه كان يرفض الأصوات غير الطبيعية، وكان يقول: "لا تفقد ذاتك على المسرح. تصرّف دائماً كفنان. تشير اللحظة التي تضيّع فيها نفسك على الخشبة إلى عدم عيش الجزء الخاص بك حقاً، وهو بداية التمثيل الزائف المبالَغ فيه". 

وإذا كان هناك لَبِنة أساسية يرتكز عليها كل أداء مقنع، فهي ما يسمّيه ستانيسلافسكي بـ"الهدف الفائق"، وهو الدافع الذي يبرر وجود أي شخصية في المسرحية، ويعطي دورها منطقية حضوره مهما كان حجم الدور.

وفي هذا الصدد يقول: "يجب أن يحمل كل هدفٍ في ذاته بذرة الفعل". بينما يلخّص مترجم كتاب "تكوين الممثل"، جون فيلار، منهج ستانيسلافسكي بقوله: "لا يوجد ممثل أصيل لم يقترض يوماً، عن قصد أو من دون علم، بعض ممارسات هذا التحليل التي وصفها قسطنطين ستانيسلافسكي في كتابه. ومن الصعب التعبير عن حقيقة فنه، لكنّه يعمل بشكل أعمق يوماً بعد يوم، حتى يسيطر على كيان الفنان وجمهوره. وسينمو الدور المبني على الحقيقة، بينما الدور المبني على الصور المزيفة فسيتلاشى".