محمد جاد يكشف أسرار الطبقة الأرستقراطية في "سفرجي الملوك"

المصري محمد جاد يصدر روايته "سفرجي الملوك" التي يفصّل من خلالها خفايا عالم القصور وأسرار الطبقة الأرستقراطية.

  • محمد جاد يكشف أسرار الطبقة الأرستقراطية في

صدرت مؤخراً عن "دار تشكيل" في القاهرة، رواية "سفرجي الملوك" للمصري محمد جاد، الذي يستهل عمله باقتباس من الكاتب الروسي أنطون تشيخوف يقول فيه: "حين لا تحب المكان استبدله، حين يؤذيك الأشخاص غادرهم، حين تصاب بالإحباط اقرأ بشغف، المهم في الحياة ألا تقف متفرّجاً".

ويقتحم جاد في روايته عالماً غير تقليدي على صعيد السرد في مصر، وهو مهنة "السفرجي" الذي يقدّم الطعام والشراب في الفنادق والمطاعم وسرادقات الأفراح والعزاء.

ويفصّل النص في وصف خفايا عالم القصور، وأسرار الطبقة الأرستقراطية، من خلال عين شاب مكافح وشريف قادم من بيئة متواضعة، مما يسهم في نمو الصراع درامياً بشكل تلقائي بسيط ويجعل التشويق في تصاعد مستمر.

يذكر أن محمد جاد شاعر وروائي وممثل أصدر عدداً من الروايات والمجموعات القصصية والدواوين من بينها "الورشة" و"الواحة"و"لضم الإبر".

ومن أجواء الرواية: 

فور أن ظهرت السيارة المرسيدس الحمراء؛ انتفضنا من جلستنا، وتسمّرنا في أماكننا أمام المكتب، وبالتحديد تحت اليافطة الكبيرة المكتوب عليها بالحروف النحاسية اللامعة "فراشة أبو رواش" اصطففنا، وكأننا في قسم من أقسام البوليس فى عرض أمام ضابط المباحث. وكعادة المعلم عادل أبو رواش، ينزل من سيارته تاركاً بابها مفتوحاً، وقبل أن يستفتح يومه بحجري المعسل والشاي البربري، يقترب منا كالخليجي الذي يزور مصر لأول مرة، بقميصه الحرير وبنطاله الجينز وحذائه القماش ذي اللونين، وتلف عنقه سلسلته الذهبية، وتعد يده اليمنى حبات مسبحته الفضية.

ولحظة وصوله إلينا، يبدأ بشم رائحتنا واحداً تلو الآخر، فإن رضي عنها؛ استكمل فحصنا بعينيه النافذتين كأعين الصقر، ونقف نحن السفرجية أمامه مستسلمين لما يجري، يدور حولنا المعلم عادل ناظراً في البداية إلى مستوى نظافة أحذيتنا السوداء، ثم يتفحص السفرجي منا من أسفل إلى أعلى، إلى أن يصل بنظراته إلى ذقوننا اللامعة بالطبع، ونستشعر مستوى نظافتنا ورضائه عنا.. من ابتسامته الهادئة.

بعدها نفتح له حقائبنا الصغيرة، ويخرج كل منا من حقيبته قميصه الأبيض، والصديري الأسود والبابيون، يلقي المعلم نظرة عليها، وفي معظم الأحيان يرضى عنها، بعدها نعيدها إلى الحقائب، لأننا نرتديها بعد أن ننتهي من فرش سرادق عزاء، أو بعد الانتهاء من تجهيز حفل عشاء أو حفل زفاف، وأحياناً موائد رحمن في شهر رمضان.

وبعد أن نتأكّد من أن المعلم أبو رواش قد تأكد أننا نصلح للعمل معه اليوم. يصطحبنا سلامة الطيب إلى المخزن الخاص بالفراشة لنبدأ تحميل كل ما سيحتاجه سرادق العزاء من عروق خشب وأتراك القماش والبلمة، والكراسي العادية والفوتيهات والسجاد والطقاطيق، وكنبة المقرئ.

مهمة السفرجي تبدأ بتحميل الكراسي والسجاد فقط، وباقي المعدات يقوم بتحميلها الفرّاشون. يقودنا جميعاً سلامة الطيب أقدم الفرّاشين بفراشة أبو رواش، سلامة يجيد القيام بمهام كثيرة، يعمل أحياناً سفرجياً، وأحياناً أخرى كهربائياً، هذا إضافة إلى عمله كفرّاش، ينقصه فقط تعلّم تلاوة القرآن الكريم، حتى يقرأ بدلاً من المقرئ في العزاء.