• 

أمضينا ليلة ساحرة من 3 ليال (إحداها avant premiere) شهدتها صالة السفراء في كازينو لبنان، في إفتتاح مهرجانات جونية الدولية، مع أوركسترا قادها المايسترو هاروت فازليان، وأشرف على فكرتها وتنفيذها متعاوناً مع موهبتين غنائيتين أمطرهما الحاضرون بوابل من صيحات الإعجاب والتصفيق ترافقهما لقطات للمحتفى به على شاشة خلفية من أكثر من مناسبة أغنت المادة المقدمة وأبقت أزنافور في صدارة الإهتمام طالما أنه نجم الحفل أولاً وأخيراً.

المفاجأة الحقيقية لنا كانت الفنانة سينثيا كرم، إحدى نجمات مسرح الفنان المتعدد المواهب جورج خباز، وإن كنا إستمعنا إلى بعض الغناء بصوتها من وقت لآخر في مضمون المسرحيات، لكنها مع ليلة أزنافور كانت المطربة النجمة، تُغني براحة وعفوية وتدفق شعوري ملهم، مع إستعراض محترف لحركتها على الخشبة إنطلاقاً من خبرتها في الأدوار العديدة التي جسدتها بخصوصية وكانت في غالبيتها من نوع الكاراكتر الذي يحتاج إلى طاقة تمثيل حقيقية.

• 

المغني الأرميني هايك بتروسيان عرفناه سابقاً وقلنا عنه إنه صورة مصغرة عن المحتفى به، سواء بالملامح والطول وصولاً إلى الصوت، نعم إن هايك يذكرنا سريعاً بكل صفات أزنافور، وربما لهذا السبب ولأنه شاب يغني لمطرب أُعطي مساحة الثلثين من عدد الأغاني التي إستمعنا إليها وهي 14 أغنية بدأها أزنافور بـ: 

Hier encore وأنهاها بـ : la boheme والباقية غناها نجما الحفل : سينثيا التي حلقت في غناء: il faut savoir ، mes emmerdes، comme ils dissent.

ولم يكن هايك مغنياً سهلاً أبداً، فهو أعطى نكهة لمعاني الكلمات، وتحرك مع كل موسيقى كما ينبغي أو فلنقل تحركنا كمشاهدين وإياه بالحركات نفسها إنسجاماً مع إيقاع الأنغام التي كانت الأوكسترا شديدة الإلتزام بكل التفاصيل وهو ما يُحسب للمايسترو فازليان خصوصاً وأن الحضور على معرفة وثيقة بتفاصيل كل أغاني أزنافور الذي قال في إحدى إطلالاته اللبنانية من على خشبة مهرجانات بيت الدين: "أكثر ما يسعدني أنكم في لبنان تحفظون أغنياتي عن ظهر قلب، أنا أحبكم وأحترم ثقافتكم".

• 

الصالة التي تمايل روادها مع أغنيات: mourir d aimer، les deux gitares،

She، for me formidable، و que c est triste venise، إنبهرت بالأغنية الأجمل في ريبرتواره وبصوته: la boheme. ويُحسب للعازفين هنا نسبة إنضباط عالية وإهتمام وتركيز لا نجده إلاّ في الحفلات الكلاسيكية التي تتطلب صلابة في إظهار مهارة المايسترو لقيادة كم كبير من العازفين.

بداية قوية لهذه الدورة من مهرجانات جونية التي تعود بعد 3 سنوات من التوقف بفعل كورونا وتطورات دراماتيكية على الساحة اللبنانية.