"هردبشت": كوميديا سوداء تُحاكي شريط "يوسف"

في 13 نيسان / أبريل الجاري تعرض الصالات اللبنانية الفيلم المحلّي الجديد: "هردبشت"، نص وإخراج محمد دايخ، يدير فريقه التلفزيوني يتقدمهم الممثل المتميز حسين قاووق فاكهة الشريط وشرارته في آن.

  • هردبشت: ملصق الفيلم
    هردبشت: ملصق الفيلم

فيلم آخر يقدم واقعاً سوداوياً أجبر شباباً عديدين على سلوك أساليب سلبية للعيش بعدما سُدّت أمامهم أبواب الرزق وتحصيل اللقمة الحلال، عنوانه: "هردبشت"، إنتاج شركة فينيسيا نص وإخراج محمد دايخ.

الصورة المرتسمة عندنا عن المشاركين في المشروع تتأرجح بين الإعجاب بقدرات وحضور الممثل الدسم حسين قاووق، والتوجه الذي يعتمده هذا الفريق للغمز في أكثر من مسرحية والعديد من الإسكتشات التلفزيونية، ما لفت الأنظار إليهم وقصدهم جمهور يريد أن يسمع انتقادات من هذا النوع يُطلقها فنانون من الصف نفسه.

  • الممثلة رندة كعدي أعطت قيمة مضافة لدور الأم
    الممثلة رندة كعدي أعطت قيمة مضافة لدور الأم

مناخ النقد ورصد الواقع الذي تعيشه هذه الشريحة الرحبة سبق لفيلم لبناني آخر أن قدمه بموضوعية أشاد بها كل من شاهد: "يوسف"، للمخرج كاظم فياض الذي تعرض لعنصرية بغيضة حالت دون سفره لتمثيل لبنان في الأوسكار، لكنه عوّض ما حصل بنيله جائزة لجنة التحكيم من مهرجان العالم الآسيوي في لوس أنجلوس.

المحاكاة الواحدة قاسم مشترك بين الشريطين، قلنا محاكاة بما يعني الإضاءة على قضية واحدة متشعبة تعيشها هذه البيئة ويتناولها الفيلمان بقسوة، والصورة أيضاً من رحم واحد مع أجواء مسرحيات الكاتب والمخرج يحيى جابر الذي جسد جانباً بقاعياً من هذه البيئة الجنوبية في عمله الرائع: هيكالو.

هي الحال العامة التي تضغط على عيش وطموحات الشباب اللبناني وسط إنسداد الأفق أمامه لبلوع مستقبل آمن اجتماعياً واقتصادياً، بما اعتبرته المنابر الفنية سينمائياً أو مسرحياً، مبرراً بالكامل.

  • مخرج وكاتب هردبشت: محمد دايخ
    مخرج وكاتب هردبشت: محمد دايخ

"هردبشت"، نعم أضحكنا فيه المتفجر الموهبة حسين قاووق، لكنه أسدل ستاراً أسود اللون على عيوننا من تكرار جرائم القتل، وتمرير مشاهد لا لزوم لها من غراميات قاووق، بينما النص خاض طريقة الـ: خبط عشواء، فأصاب الأمن والمجتمع والطوائف، الصغار والكبار على صورة "كلن يعني كلن"، وطال أيضاً من أطلقوا هذا الشعار.

الفيلم بدءاً من 13 نيسان على الشاشات بما يعني أنه من أفلام عيد الفطر المبارك، وفيه مكسب كوميدرامي جسدته ببراعة الفنانة رندة كعدي، ولفتنا أداء حسين دايخ المقنع جداً،مع حضور: محمد عبدو، جوزيف زيتوني، مهدي دايخ، وحسين حجازي.

ولا نبالغ إذا اعتبرنا حضور الممثليْن من آل يمين: فؤاد وغبريال، من النوع الوازن فهما حافظا على خصوصيتهما المميزة كما هي حال الفنانة كعدي.

ولا شيء نقوله عن حضور الممثلتين: ماريا ناكوزي، وألكسندرا قهوجي.