هناء - هاني - هنية

مشتقة من أصل واحد.. ما معنى أسماء هناء وهنية وهاني ومهنا وتهاني؟

  • هناء - هاني - هنية - تهاني - مهنا

هَنيئاً لكمْ هذا الهَناءُ المُجَدَّدُ
ودامَ لكمْ هذا السُرورُ المُؤيَّدُ
ونِلْتُمْ بهِ في كلِّ يَومٍ مَسَرّةً
يَجيءُ بِها في مِثلِ يَومِكُمُ غَدُ
سُرورٌ وأفراحٌ وأُنْسٌ ولَذّةٌ
وأعيادُ أعمارٍ بكمْ تَتَجَدَّدُ

هذه الأبيات قيلت في التهنئة بمناسبة سعيدة، وقائلها هو الشاعر العراقي عبد الغفّار الأخرس (1804 - 1873) الملقّب بذلك لِحُبسةٍ كانت في لِسانه. والهناء المجدّد الذي يتمنّاه لهم هو دوام السرور والأفراح وسهولة العيش وطيبه. وهو ما  يقصده شاعر عراقي آخر هو أحمد الصافي النجفي (1897 - 1977) في تَرجمته لإحدى رباعيات الشاعر الفارسي عُمر الخيّام (1048 - 1124م) حيث يقول:

سَأطْوِيَنْ،صاحِ،أعلامَ النِفاقِ غَداً
وأقصُدَنَّ بِشَيبي الراحَ والحانا
بَلَغتُ سَبعينَ حَولاً كامِلاً فَمتَى
ألقَى الهَناءَ إذا لمّ ألْقَهُ الآنا

وتفاؤلاً للمولود الأنثى خاصة بحياة طيّبة تنعم فيها بالسرور وراحة البال والتمتّع بسهولة العيش ولينه، يطلق عليها اسم هناء، وغالباً ما يُخفف إلى «هَنا» بحذف الهمزة. واشتقاق الهناء من أصل لُغَويّ هو الهاء والنون والهمزة يدلّ على إصابة خَيرٍ من غير مَشقّة. وهذا ما يبعث على السرور والفرح والتمتع بلذيذ العيش. يقال: هَنِئَ بالشيءِ، يَهْنَأُ، هَناءً، إذا فرح به فهو هانِئ، وهَنَأَ له الطعامُ، أي ساغ له واستطابه وصار هنيئاً أي تَيسّر من غير مَشقّة ولا عناء.

ولذلك يقال للآكل والشارب: هَنيئاً مَريئاً. ومن ذلك التهنئة وهي تقديم عبارات تُسِرُّ وتغبط بنجاح أو مولود أو زواج أو غير ذلك من الأحداث السعيدة. من ذلك قول عبد الغفّار الأخرس مهنئاً بمناسبة زواج:

لِيَهنِكمُ زواجٌ في هَناءٍ

بهِ انشرحَتْ لِأقوامٍ قلوبُ
تَرَونَ الخَيرَ مَجلوباً إليهِ
 وفي أطرافِهِ الخيرُ الكثيرُ

وتُجمع التهنئة على تَهاني وبه تسُمَى البنت تهاني. كما تُسمى هَنِيّة والأصل هَنيئة بالهمز. والتهنئة مصدر الفعل هنّأه بكذا، تهنئةً، إذا دعا له بما يسرّه، فهو مُهَنِّئٌ، والآخر مُهَنّأٌ أي مَن يتلقّى التهنئة. ويُخفّف بحذف الهمزة فيُلفظ مُهنّا. والمُهنّأ أيضاً هو كل ما سرّك وأتاك بلا مشقّة. وعليه قول عُمر بن أبي ربيعة (644 - 711م):

مَنْ لِقلبٍ أمسَى حَزيناً مُعنّى
مُستَكيناً قد شَفّهُ ما أجَنّا
لَيتَ حَظّي كَطَرفةِ العَينِ مِنها
وكثيرٌ مِنها القليلُ المُهَنّا
أو حَديثٍ على خَلاءٍ يُسَلّي
ما أجَنَّ الضَميرُ مِنها ومِنّا

والمُهنّأ أيضاً هو مَن تَهنّأَ بالعيش ونَعِمَ به وسُرّ. وعليه قول الشاعر العراقي حيدر بن سليمان الحِلّي (1831 - 1886):

عِشْ مُهنّا فَكلُّ يَومٍ يَسُرُّ
لكَ عيدٌ ولِلحواسِدِ نَحرُ
في سُرورٍ جَميعُهُ لكَ لكنْ
هو شَطرٌ لنا ولِلدينِ شَطرُ

والهانئُ هو المسرور المرتاح البال والذي ينعم بطيب العيش بلا عناء ولامشقّة، ومنه اشتُق اسم العلم المذكّر هانْئ وغالباً ما يُخفف بحذف الهمزة فيُلفظ ويُكتَب «هاني».

وهو اسم الفاعل من: هَنَأَ بالشيء، يَهْنَأُ، هَنْئاً، بمعنى فرح به وسُرّ، وبمعنى استطاب الشيءَ وساغ له كالطعام مثلاً.
 والهانئ هو العاطي، اسم الفاعل من هَنَأ الشخصَ، إذا أعطاه، أو إذا أعطاه طعاماً ونحوه. وإلى هذا المعنى تذهب تسمية الرجل بهانئ.

فقد جاء في كتاب الاشتقاق لابن دُرَيد (837 - 933م) قولهم في أصل التسمية: إنما سُمّيتَ هانِئاً لِتَهنَأَ،أي لتُعطي. وهانئ اسم والد الشاعر العباسي المعروف بأبي نواس (765 - 814م) واسمه الحَسن بن هانئ. واسم والد الشاعر الحسن بن هانئ الأندلسي (937 - 973م). وكان مقرّباً من الخليفة المُعتزّ الفاطمي الذي طلب منه أن يرافقه إلى مصر فاستأذنه بالذهاب ليأتي بعائلته لكنه قًتل أو مات في الطريق. وكان يلقّب بمتنبي الأندلُس. ومما قيل فيه:

إنْ تَكُنْ فارِساً فَكُنْ كَعَلِيٍّ
أو تَكُنْ شاعراً فَكنْ كابْنِ هاني
كلُّ مَنْ يَدّعي بما ليسَ فيهِ
كَذّبتهُ شواهِدُ الامتِحانِ