"أوتار بعلبك" عزفت أنغاماً لبنانية فلسطينية متجانسة

أحيت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية حفلاً على خشبة مسرح كركلا – إيفوار شرق بيروت، يعكس واقع الأوضاع في المنطقة بعنوان: "أوتار بعلبك"، شارك فيه سداسي الفنان اللبناني شربل روحانا، والثلاثي الفلسطيني الإخوة جبران.

  • تحية الختام على إيقاع أغنية: بالقلب بعلبك
    تحية الختام على إيقاع أغنية: بالقلب بعلبك

ساعتان من الموسيقى والغناء تقاسمهما الفنان شربل روحانا مع 5 عازفين،  والإخوة الثلاثة جبران الذين وفد أحدهم إلى بيروت من الضفة الغربية المحتلة وقالها مع أول تحية لمهرجانات بعلبك والحضور: فلسطين كانت ستكون يتيمة لولا لبنان، لتدوي صالة مسرح كركلا بتصفيق حاد وطويل. 

  • الفنان عبد الحليم كركلا صعد إلى المسرح وقال للفنان شربل روحانا: ما أروعك
     عبد الحليم كركلا  لروحانا: "ما أروعك"

وكانت السيدة نايلة دوفريج رئيسة المهرجانات افتتحت الحفل بكلمة أكدت فيها على أن بعلبك بكل ما تعنيه هي الأصل، لكن الظروف الأمنية السائدة حتمت أن يقام حفل: أوتار بعلبك، في بيروت، على أمل اللقاء في الصيف المقبل عند أدراج قلعة بعلبك، ولم تتوقف الأمور هنا لأن الفنان روحانا كتب ولحن أغنية أداها فريقا الحفلة في الختام يقول مطلعها "كنا منتمنى نطلع ع بعلبك، نعزف سوا، نغني سوا ع أدراج بعلبك، لكن صار اللي صار، رجعنا نزلنا ع بيروت، وبالقلب بعلبك". وكان صدى الأغنية يتردد في عموم الصالة لأن إيقاعها وكلماتها أقرب ما تكون إلى القلب.

  • الفريق الفلسطيني الإحوة جبران مع مساعديهم
    الفريق الفلسطيني الإخوة جبران مع مساعديهم

انطلق روحانا وفرقته  في الجزء الأول مع معزوفة: مياس، ثم كانت أغنية: عالروزانا، فالرومانسية الجميلة: تركني الليل،  ثم: سلام قبل الحكي، فتشكيلة موسيقية إختلط فيها الشرقي بالغربي، وأجمل لحظاته عندما دخل التانغو على الخط فباتت التوليفة أكثر جاذبية وعمقاً.

مع إشارة إلى إنسجام مطلق بين فريق العازفين إلى حد اللمسات السحرية. عود روحانا مميز، الريشة مختلفة والصوت الخارج من بطن الخشب يشع طرباً وفرحاً، بينما الصوت الصادح من حنجرة الفنان الجنتلمتن يفرض عليه ضريبة فورية لا عودة عنها وهي أن يغني ما إستطاع لأنه أهل لمدات الصوت مع النغم الساحر.

وبادر الفنان المخضرم عبد الحليم كركلا بالصعود إلى المسرح مهنئاً الفنان روحانا وقال عبر الميكروفون: ما أروعك.

  • الفنان روحانا الوحيد الذي عزف وغنى في الحفل
    الفنان روحانا الوحيد الذي عزف وغنى في الحفل

في الجزء الثاني حضر الإخوة الثلاثة جبران، واستُقبلوا بحفاوة شديدة رفعوا معها فوراً علامة النصر، لتكون تحية من فلسطين إلى لبنان، وأن غزة صامدة، وأن النصر عنوان، لكن المادة التي قدمها الثلاثي بمشاركة عازف تشيللو فرنسي وفد من باريس، كانت موسيقية كلها مع العوادين في تجانس لافت وضرب قوي على الآلات حتى خلناها غيتارات، وإذا بمحطات عزف منفرد لكل من الثلاثة تؤمن توازناً شرقياً لآلة العود على الخشبة، أكدوا معها صلابة الموهبة وتميز الأداء الحي. 

ليلة متنوعة رمزية قالت معها لجنة مهرجانات بعلبك أن هذا أفضل الممكن في الظروف الحاضرة، وكان شكر لمسرح كركلا الذي فتح أبوابه على مصراعيها وإحتضن الحفل، الذي عرف كيف يكون متوازناً في مراعاته لدقة المرحلة وحساسية المواقف السياسية في البلاد، وخرج بأفضل نتيجة من خلال توازن أظهر الحضور محترماً في زمن الشدة.