4 ليالي جدل بين عوديْ مرسيل خليفة وشربل روحانا

شهد معهد فيلوكاليا – عينطورة الذي تشرف عليه الأخت مارانا سعد، 4 ليالي جدل موسيقي بين عوديْ الفنانين العوّادين بامتياز: مرسيل خليفة، وشربل روحانا، فكانت سهرات نغمية ممتعة لا تُنسى.

  • 4 ليالي جدل بين عوديْ مرسيل خليفة وشربل روحانا (الصور: نبيل اسماعيل)
    4 ليالي جدل بين عوديْ مرسيل خليفة وشربل روحانا (الصور: نبيل اسماعيل)

كان المخطط 3 حفلات من: جدل، أيام: 22، 23، و24 حزيران/ يونيو الجاري مع العوّادين المخضرمين الفنانين: مرسيل خليفة وشربل روحانا في باحة معهد فيلوكاليا، في الهواء الطلق، لكن كثافة الحجوزات دفعت إلى زيادة حفلة رابعة ليل الأحد في 25 الجاري ختمت السهرات لكنها لم تُوقف الجدل حول قيمة ما قُدّم، وأهمية مثل هذه اللقاءات الموسيقية النوعية والنخبوية التي حققت إمتاعاً للسميعة، ودليلاً إضافياً على أن الثقافة والفنون الراقية بخير.

حول شجرة عتيقة باسقة تجمهر الحضور، وفوق مرتبة ترتفع قليلاً عن مستوى الأرض تواجه العوّادان بملابس خفيفة، وكل منهما احتضن عوده، ليباشرا رحلة سمعية تعدّت مساحة التذوق إلى رحاب الذوبان في فلك الصدى المحبب للموسيقى، فإذا بالرحلة مع العوديْن أشبه بتلك التي تُحكى عن بساط الريح وتحليقه فوق ربوع مختلفة من محاسن الطبيعة، قدّم لها الزميل زاهي وهبي بقراءة معبرة ووافية عن مساحة الجدل التي عرفها قبل 30 سنة وهي ما تزال مستمرة إلى الآن.

أستاذان هما. وهذا يعني فرصة ذهبية للرواد كي يستزيدوا من قيمة وتميز عزفهما وشغفهما بآلة العود. مرسيل يسبح في عالمه، ولفترات مغمض العينين فيما الريشة تضرب على الأوتار بحنان حيناً وبثورة جامحة حيناً آخر، وكم فيه من طاقة مضاعفة حين يستدعي العزف سرعة في ضربات الريشة، هنا يبدو أشبه ببطل أسطوري يمسك بالزمام ويمضي إلى حيث الضوء.

شربل القابض على عوده، يُحاكي ندّه الآخر بريشة معادلة للتي عند الطرف الآخر من الجدل، قليلة النظرات بين الرجلين لكن نسيج الإحساس بالنغمة واحد، وتربص لحظة الإنقضاض على حبكة اللحن المدوية أيضاً مماثلة وهو ما يجعل الثنائي كأنه حال واحدة بشطرين لأن كلاً منهما يكمل الآخر وإن كانا يتجادلان وهو جدل صحي مفيد منفتح يؤكد رحابة الموسيقى وتمدد صداها إلى أوسع مساحة من الآذان.

وإذ لعب الطرفان "صولو" كل على عوده وحازا تصفيقاً لم يتوقف إلاّ بعد حين، كان لا بد من أغنية فكانت: ريتا، يعني كلمات الشاعر الملهم محمود درويش، قدمها الرائع مرسيل بإحساس يصعب توصيفه بكلمات لكنه على أي حال، نداء الروح بكل مافيها من وله وشوق ورغبة في اللقاء.

الموسيقى بدأت منذ فترة تأخذ مكانها الحقيقي من الإهتمام بعيداً عن صخب الأغاني التي لم تعد تنتمي إلى أي مدرسة بفعل الفلتان الحاصل، وهذا يطمئننا إلى أن الغلبة ستكون للسميعة وما يليق بأذواقهم.