Dust: لوحات تعبيرية راقصة تختصر الحب والغيرة والخلاص

مصممة الرقص الحديث ندى كانو تثبت عملاً إثر آخر أنها فنانة الابتكار المتميزة، وفي جديدها: dust على خشبة المدينة حتى العاشر من شباط/ فبراير الجاري، تراهن بثقة على الراقصين الرائعين: دانيال موسى، ومايا زغيب.

  • Dust: مصممة الرقص والمخرجة ندى كانو
    Dust: مصممة الرقص والمخرجة ندى كانو

هناك كيمياء متقدمة بين الراقصيْن نجميْ عرض dust: دانيال موسى، ومايا زغيب، للكوريغراف والمخرجة ندى كانو، يجعلهما يتماهيان في الحركات بتناغم إحترافي رائع يذكرنا بالثنائيات التي نتابعها في بعض العروض العالمية، وبالتالي تنجلي المشهدية عما هو أبعد من مهارة الراقصين، ومن يرافقهما في بعض اللوحات: مايا كيدلر، آكسيل رزق، وريا حسيني، والكل أسرى الموسيقى التصويرية التي صاغها: آنو، على قدر رفيع من الجذب تدغدغ الحنايا بإيقاع لم نألف شبيهاً له من قبل.

نعم هناك تكامل نموذجي بين تصميم الرقصات، والموسيقى المؤلّفة خصيصاً لها، وصولاً إلى السينوغرافيا – دنيز خليفة سلامة - التي شكلت الإطار الحاضن لزبدة المعنى من كل مشهد يعبر أمامنا، مروراً بدور الإضاءة -–هاغوب ديرغوغاسيان - في توصيل المعنى الدرامي المراد، كما الملابس – ربى المر - كان هناك سحر من نوع خاص يميز سياق الرقص وبلوغه أسمى درجات الإنسجام مع المؤثرات المحيطة من مناخ العرض والأنغام الناظمة لتطور المعاني المرافقة لكل مشهد.

لم نلاحظ أبداً أي خلل تنسيقي بين دانيال ومايا، خصوصاً وأنهما قدما معاً أكثر من عمل بإدارة المصممة كانو، وكانا على الدوام مادة طيعة، متجانسة، ومتصاعدة التعبير في عملية إبداعية بطلها الجسد الذي يحضر بقوة وتناغم وكأنما الإثنان إنصهرا وباتا واحداً على الخشبة.

في dust ألفة تتشكل مع نهج الحب الذي يطل من أعماق بطليْ العرض، وعندما يختلفان نكون مع غضب مستحكم في حركة الأطراف، بهدف بلوغ الغاية وتسعير الحرارة في العملية التصاعدية وهو ما تحقق بكثير من البساطة لكن بعمق في التعبير.

خليط من متناقضات على الخشبة تحضر حالة وتغيب أخرى لكن أبداً خيط رفيع يصل الأطراف كلها ببعضها البعض، حتى تتكامل الأجزاء في أداء الثنائي الساحر: دانيال ومايا.