• 

إنتاج ضخم وتنفيذ متقن، مع مؤثرات مشهدية غاية في الروعة بعيداً عن الاستعراض. إن جديد: fantastic beasts: the secrets of dumbledore، للمخرج ديفيد ياتس، يكمن في كل النواحي، حتى أن الشخصيات الرئيسية بالمقارنة مع الجزءين السابقين باتت أكثر طواعية وانسجاماً مع سياق المناخ الحضاري للأحداث وسحبها من الظلمات إلى قدرات السحر في عصور ليست قديمة.

وحوش مذهلة: أسرار دوميلدور، وهو ثالث أجزاء السلسلة تعرضه صالات العالم منذ 17 نيسان/ أبريل الماضي، وقد جنى رقماً جيداً بلغ حتى الآن من صالات العالم: 332 مليون دولار، حيث تعاونت المؤلفة رولينغ مع السيناريست ستيف كلوفيس وأنجزا نصاً رشيقاً متقدماً ويخدم روح العصر من سرعة ، إلى اختصار فمشهدية مدروسة فيها من رشاقة الحركة وتبدل الصورة من إلى، ما ينسجم مع طابع الفيلم المعتمد على السحر أولاً وأخيراً.

• 

والذي استوقفنا المساحة المعطاة للممثل الدانماركي مادس ميكلسن في دور الشرير الذكي الذي يؤدي شخصيته التدميرية بثقة وهدوء والقليل جداً من الانفعالات الرخيصة في دور غريندلوالت، القادر على التأثير في الأجهزة القضائية لإعلان براءته من تهم كبيرة وكثيرة فقط لكي يتمكن من الترشح لرئاسة الإتحاد العالمي للسحرة، في وقت يواجهه ممثلان إنكليزيان محترفان: جود لاو الرائع في دور دامبلدور، وإيدي ريدماين في شخصية: سكاماندر.

الشخصيات الثلاث تمسك بزمام الأحداث، لكننا نرتبها وفق تأثيرها وقوة كل منها: تساوي النقاط بين: لاو، وميكلسن، والثالث هو ريدماين الذي بدت حركته رتيبة فيما اجتهد الآخران أكثر فتميزا عنه وتجاوزاه.

• 

الجهد الإخراجي يوازي النص المكتوب،  خصوصاً وأن الكاتبة رولينغ في قلب اللعبة، فهي صاحبة القصة، والمشاركة مناصفة في كتابة السيناريو، مضافاً إلى ذلك فهي والمخرج مساهمان في الإنتاج ما يُعطي طمأنينة للمستوى الذي يحصل عليه الرواد في نهاية المطاف.

أمامنا شريط جاذب مدته 142 دقيقة، كل مافيه يؤشر على إجادة بما لا يؤثر في قيمة أداء باقي الفريق:  دان فوغلر، وإيزرا ميلر، والألماني أوليفر ماسوتشي، والإنكليزي ريتشارد كويل. وهو ما ينطبق على الوجوه النسائية: الأميركية جيسيكا ويليامز، الفرنسية بوبي كوردي نويك، والبرازيلية ماريا فيرناندا كانديدو.