• 

مادة سينمائية قيمة تحمل رسالة إنسانية وسياسية بإمتياز من خلال رصد الحياة الإجتماعية الخاصة لعالم الفيزياء والخبير النووي الإيراني داريوش رضائي نجاد الذي إغتيل قرب منزله في طهران في 23 تموز/ يوليو 2011، عن 35 عاماً وأصيبت زوجته شهرة بجروح بليغة، ونجت إبنته الصغيرة آرميتا.

"Henas" كلمة كردية معناها: نفَس، وهي كلمة السر التي إعتمدها العالم الشهيد عبر جهاز الكومبيوتر الخاص به لتخزين المعلومات وكل ما يتعلق بالمشاريع والخطط النووية التي يعمل عليها ضمن برمجة الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، وهو واحد من كوكبة شهداء خسرتهم الهيئة في السنوات القليلة المنصرمة ومنهم: مجيد شهرياري، مسعود علي محمدي، محسن فخري زادة، مصطفى أحمدي روشن، فريدون عباسي أواني، وأردشير حسن بور.

• 

إيقاع درامي مذهل في دقته وتأثيره وحضوره يؤكد حرفية المخرج الذي نقل السيناريو الذي صاغته مهدية عبد الله، مع إحسان سقفي، وتعاونت معهما السيدة شهرة بيراني – ميريلا زاراي، أرملة العالم الشهيد نجاد – بهروز شعيبي، في كل نواحي المعلومات التي طلبها المخرج إستناداً إلى النص الذي عمل عليه يساعده في الإخراج فرزانة صلاح شور، في إنتاج موّله محمد رضا شافاه، وجاءت النتيجة متكاملة ما بين السينما والمادة الخاصة بالعالم الشهيد إلتزاماً بكامل تفاصيلها مع إستثناء المعلومات المتعلقة بسرية الأبحاث.

يكشف الفيلم جوانب كثيرة من الحياة اليومية للعالم داريوش وأسلوب تعاطيه مع زوجته وإبنته، وكيف كانت أسرار عمله له وحده مفصحاً لـ شهرة عن مدى حبه لها شاكراً لها تحملها وزر المخاطر المحدقة بحياته مع العائلة وهو مراقب من أعداء إيران الذين يتحينون الفرصة لعرقلة أي خطوة تدفع بالملف النووي الإيراني إلى الأمام في خدمة الشعب الإيراني.

"إنّ هذا الفيلم عمل قيم وفاخر للغاية حول شهداء بلادنا النوويين وهو سرد صادق وصريح وجسور لحياة الشهيد داريوش رضائي نجاد ويتطرق إلى جميع الشهداء النوويين" هذا ما كان أعلنه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بعد مشاهدته نسخة من الفيلم في عرض خاص حضرته السيدة شهرة وإبنتها آرميتا. أضاف" لقد كانوا أبطالاً كبارا في مجال العلم والتكنولوجيا في بلادنا وطريقهم مستمرة".

• 

أسماء عديدة شاركت في الفيلم الذي كان التركيز فيه على الحب الكبير الذي جمع الراحل الكبير بزوجته على مدى عشر سنوات، وكانت آخر عبارة قالها قبل مصرعه مخاطبة آرميتا قائلاً: أغمضي عينيك، بعدما رأى بوضوح قاتله يتقدم من سيارته وبيده مسدس الإغتيال، وإذا بدمه يتوزع على كامل مقاعد السيارة، ليمر قاتل ثان مضيفاً رصاصات موت مؤكد للشهيد.

الموسيقى كما المونتاج كما التصوير في منتهى الإبداع التعبيري، ليكتسب الفيلم دعامتي نجاح، فهو بالمقياس السينمائي نخبوي، وفي موضوعه مادة ميلودرامية كاملة الأوصاف.

ونظراً لحجم التفاعل الإيجابي مع مناخ الفيلم قرر وزير الثقافة تقديمه في عروض خاصة على أكثر من شاشة في المناطق اللبنانية بينها ثلاثة عروض في صالة: رسالات، أيام الجمعة والسبت والأحد في 23، و24، و25 الجاري.