"I فيل good": المخرج سليم الترك ممثلاً

لا ندري السبب الذي جعل المخرج سليم الترك يأخذ إجازة من خلف الكاميرا ويتفرغ 17 يوماً للمسرح ممثلاً وحيداً على الخشبة في: "I فيل good" من بطولته وإخراجه عن نص له حتى العاشر من آذار/ مارس المقبل في مسرح المدينة.

  •  المخرج سليم الترك ممثلاً لأول مرة
    المخرج سليم الترك ممثلاً لأول مرة

كنا حذرين من خطوة المخرج سليم الترك كممثل لوحده على المسرح، خصوصاً بعد تكرار إخفاقات العديد من الفنانين في استعراض مواهبهم منفردة طمعاً في نجومية من منطلق الشعور بـ: خفة الظل، سرعة البديهة، والكاريسما.

صودف أن الترك يملك نسباً متفاوتة من هذه الصفات، لكنها معاً شكلت خصوصية ظهرت بوضوح في العرض الافتتاحي للمسرحية المستوحاة من حيثيات عمله مخرجاً للأغاني المصورة وما يصادفه من مفارقات ربما كان أبرزها على سبيل "الفانتازيا" ظهور لقطة لفيل عملاق ملأ الشاشة على مساحة الحائط الخلفي للمسرح كان صادقاً في ظهور فيل على الخشبة.

بدا الترك  مالكاً لعبته، متماسكاً وهادئاً بما بكفي لرواية باقة من القصص التي رصدها من حقب متفرقة من مسيرته في عالم الكليبات، خبرية من هنا وأخرى من هناك، يقوم بروايتها من دون تأثربإستثناء بعض التعجب من غرابة ما يروي، وكأنه حيناً أرسين لوبين وأخرى دون كيشوت وما بينهما هو، هو نفسه، بأعصابه الباردة وإبتسامته الرقيقة، والأحداث الشيقة التي صادفته.

  • I  فيل good: ملصق المسرحية
    I فيل good: ملصق المسرحية

كان واضحاً أن ما أورده كان غيضاً من فيض ما في جعبته، ويلفت في حضوره حرفة الحركة على المسرح فقد ظهر بعيداً عن هيبة الخشبة، ولم يكن يحسب حساباً لأي أمر طارئ كونه يعرف جيداً تفاصيل الأعمال الفنية وإن اختلفت مسمياتها، ونعتقد أن بوش أوراي – فم أذن – ستتحكم بمسألة الإقبال على حضور المسرحية من خلال من شاهدوها وإرتاحوا لمناخها فنصحوا غيرهم بمشاهدتها.

أليف أسلوبه في مقاربة الأحداث وتفاصيلها، وأهم ما يميزه بعده عن التصنع، وإعتماده المحكية البسيطة الهادئة وبصوت متوسط الارتفاع، مع تفاصيل ليست مملة بل نضرة لقصرها وسرعة وتيرتها وتميزها، خصوصاً وأنها أخبار حقيقية موثوقة وإن بدت أقرب إلى: "تطيير الفيلة" لكنها ظلت تحلق على ارتفاع منخفض من دون إزعاج.

إكسسواراته محدودة، الأساس في الروايات وفي القبعة على شكل الطنجرة تعلوها نظارتان، لكنها ببساطة توحي بـ الحلة الفارغة، التي تدل على خواء صاحبها في عموم الحالات التي يرد ذكرها في سياق الروايات لمن يدّعون ما لا يملكون.

مسرحية خفيفة الظل، بطلها سليم الترك عبر الخط الفاصل بين المقبول والجيد فكان جيداً، وله أن يطمئن فالضربة الأولى موفقة وله أن يتابع هذا المسار لتأكيد الصورة الإيجابية التي رسمها من إطلالته الأولى ممثلاً.