Kinds of kindness: فوضى العلاقات في مهب المصالح

المخرج اليوناني يورغوس لانتيموس شكل ثنائياً ناجحاً مع النجمة إيما ستون بدءاً بالشريط المتميز: kinds of kindness الذي لمع في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي كاشفاً عن موهبة كبيرة ترجمها في أحداث متداخلة بعمق على مدى ساعتين و44 دقيقة من الوقت.

  • Kinds of kindness: الملصق
    Kinds of kindness: الملصق

كيف تطغى المصالح الشخصية على ما عداها حتى في المجال العاطفي؟ فمن خلال عددٍ وافر من الشخصيات صاغها المخرج اليوناني يورغوس لانتيموس بمشاركة إفتيموس فيليبو، متعاوناً مع باقة نوعية من الممثلين وهو إذ ركز على الممثل الأميركي جيسي بليمونز – 36 عاماً – في الدور الأساسي وفي عدة شخصيات فهو جلب له جائزة أفضل ممثل من آخر دورات مهرجان كان السينمائي الدولي، بينما دخلت النجمة الرائعة إيما ستون في نادي اللاعبات المميزات للأدوار المركبة والصعبة في سياق الفيلم.

  • إحتفال بنيل جيسي بليمونز سعفة أقضل ممثل من مهرجان كان.
    إحتفال بنيل جيسي بليمونز سعفة أقضل ممثل من مهرجان كان.

شريط حياتي كامل، يركز على رجل أنيق يدعى روبرت – بليمونز – يعمل لدى ريموند – ويلام دافو – الذي اختار له زوجته سارة – هونغ شو – وفرض عليهما عدم الإنجاب، وجعلهما تحت إشرافه المباشر يدير تحركهما ويدقق في طعامهما ومشاريعهما من ضمن شروط ارتضياها بينما لا رأي لهما مستقلاً على الإطلاق في تفاصيل عيشهما.

وعندما قال روبرت لا أستطيع كانت الكارثة على رأسه فقد طلب منه ريموند إعادة التصادم بسيارته مع سيارة يقودها سائق من الموظفين في الشركة لكن روبرت تخوف من مصرع السائق وإعتذر عن المهمة.

  • المخرج يورغوس لانتيموس يدير إيما يتون في الفيلم
    المخرج يورغوس لانتيموس يدير إيما يتون في الفيلم

مع هذا القرار تحول روبرت إلى نكرة بقي في بيته لكن بعد تفريغه من عناصر رئيسية، وبقيت معه سيارته، وتم سحب زوجته سارة التي رافقت ريموند في أسفاره وما عاد يرد عليه أو يعيره اهتماماً إلى أن حدث تصادم ثانٍ، لكن مع سائق آخر وجرح السائق الآخر ليعالج في المستشفى التي زارها روبرت وسحب الرجل من سريره ومدده على أرض موقف السيارات وراح يمر فوقه بسيارته مرات عديدة حتى يتأكد من موته وفق رغبة ريموند الذي فرح لتصحيح روبرت موقفه وسامجه.

وتبدأ مرحلة جيدة من العلاقة مع ظهور ريتا – ستون – على أنها إبنة ريموند وزوجة لروبرت الذي بات رجل أمن وجرى إقناعه أن ريتا هي ليز زوجته بملامح أخرى وعندما فاتحها بشكوكه طلبت منه إختبارها بطلب أي شيء منها فبادر وطلب أحد أصابع يدها لكي يتناوله مع غدائه، ففعلت لكنه قدم الإصبع لقطة المنزل، وكان طلبه الثاني منها كليتها فنفذت طلبه واستأصلت الكلية وسط بحر من الدماء يحيط بها وهي مغمى عليها، وتتواتر الأحداث لتظهر في لوك جديد من الفانتازيا بصحبة دانيال – روبرت أصلاً – وهما في حال من الرضى والسلام وكأن شيئاً لم يحصل.

هذا التداخل في الأحداث أثبت كذب العواطف وطغيان المصالح حيث يسود صمت مطبق عندما تتعرض الكرامات للإساءة والكل ينحنون لقانون المصلحة مخافة أي إنهيار في بنية هذا الصرح أو ذاك، في فيلم قاس لاذع  وموجع يبتغي إظهار كل السلبيات الإنسانية عندما تدخل المصلحة على الخط. الفيلم صُور في نيو أورليانز – لويزيانا بميزانية صغيرة لم تتعد الـ 15 مليون دولار، وبوشر العرض التجاري بدءاً من 28 حزيران/ يونيو الجاري، وشارك في الأدوار البارزة: مارغاريت كالاي، يورغوس ستيفاناكوس، فاديكي آديلا، تيسا بورجوا، وكانسيل ميجياشيفال.