L’etreinte: راقصا باليه في عرض أقرب إلى السحر

"الكوريغراف" اللبنانية ندى كانو تُبدع مجدداً مع فرسيْ الرهان لديها راقصا الباليه الرائعان: دانيال موسى ومايا زغيب، في عرض مذهل في تكامله ومعانيه بعنوان L’etreinte – الحضن.

  • L’etreinte: راقصا باليه في عرض أقرب إلى السحر
    مشهد من L’etreinte

حفلتان على خشبة مسرح "مونو" لعرض الباليه الساحر: "الحضن". مع كل ما تعنيه المفردة من معان وأبعاد، والأهم كيفية التعبير باللوحات الفنية والحركة الموحية عن أي علاقة عاطفية تربط شاباً بفتاة.

وعندما كنا نهنئ مصممة الخطوات ومبدعة العمل ندى كانو بسر التكامل في العرض، فقد شعرنا بالكيمياء القوية تسري بين الراقصين: دانيال موسى، ومايا زغيب، وتصورنا أنها البروفات المهلكة لكليهما فأبلغتنا أن الثنائي يرقصان معاً منذ سن السبع سنوات، بما يعني أنهما خبرا بعضهما بكامل التفاصيل المتعلقة بفهم الآخر للتواصل معه من النقطة المناسبة والقادرة على إثبات الحالة.

هما تحاورا أمامنا بجسديهما، وفهمنا منهما أنهما على علاقة صافية طاهرة وواضحة لكن ظروفاً محيطة بهما أيقظت بعض الظنون فكان التحدّي والمواجهة واللوحات الرائعة حين الإنسجام، كما في لحظات الغضب واللا وفاق، والأشد تأثيراً كم هما منسجمان وتتداخل بتؤدة مشاعرهما لنجد أنفسنا شهوداً على أمتع حوار بالأطراف، بإنحناءة الرأس وبالقفز في الفراغ لبلوغ المشاعر الأرقى والأعمق.

وحيدان على الخشبة مع كرسيين وطاولة صغيرة كـ  إكسسوارات إستعانا بها واستخدماها في الكرّ والفرّ وحتى في لحظات التماهي وتقارب القلوب، ومع ذلك بقيا السر الكبير للعمل. كان العرض طويلاً ومتعباً لهما لكنه ممتع حتى الكمال لكل الجمهور الذي أصيب بحالة إنتقال إلى كوكب الحبيبين من دون الإنتباه إلى خصوصية تفاعلهما ببساطة وعفوية وصدق.

  • أداء سولو، وفي الخلفية حركة صورة
    أداء سولو وفي الخلفية حركة صورة

ليست المرة الأولى التي يُعرض فيها: الحضن، وهناك عرضان قُدّما ما بين باريس ودبي، وكان الأول ناجحاً جداً، خصوصاً وأن الصفة التقنية للفنانة كانو لها ملامح العالمية فيما بطلاها دانيال ومايا أثبتا أن الاجتهاد والمثابرة عمادا النجاح والتميز والإبهار.

الحضن، كان حميماً ومحترماً، ونسجّل هنا أننا على مدى وقت المسرحية لم نلحظ تكاسلاً أو تعباً، بل كان كل ما خطر أمامنا في صورة كاملة.