Mono pause: الأمومة تُعيد إمرأة إلى عائلتها

يستمر تدفق العروض المسرحية على الخشبات اللبنانية، أحدثها ما إفتُتح ليل أمس الخميس على خشبة دوار الشمس، بعنوان: mono pause، نص إخراج وبطولة بيتي توتل، في شخصية إمرأة لم تحتمل ضغوطات الحياة في منزلها فغادرت إلى فضاء الحرية.

  • الفنانة بيتي توتل كتبت وأخرجت ومثلت وأنتجت: mono pause
    الفنانة بيتي توتل كتبت وأخرجت ومثلت وأنتجت: mono pause

مسرحية جديدة افتتحت ليل الخميس في 14 آذار/ مارس الجاري على خشبة دوار الشمس، بعنوان: mono pause، للفنانة بيتي توتل، كاتبة ومخرجة وممثلة، يشاركها في الدور الرئيسي الدكتور جاك مخباط في كاستنغ موفق 100% تأمنت له كل الظروف الملائمة ليتطابق مع شخصية: أبو خليل، في العمل.

بيتي ذكية مباشرة في النص كما في حالات الشخصيتين المتقلبتين الوحيدتين على الخشبة، لكن المناخ المحيط بهما من مؤثرات غنائية بأصوات: أم كلثوم، فريد الأطرش، وحسين الديك أو المقاطع الأجنبية، مع تسجيلات المخابرات الهاتفية المتعددة المصادر للسؤال عنها عندما اختفت بإرادتها مبتعدة عن كل ما يذكرها بالمنزل والزوج والأبناء وحتى الصديقات، كل هذا شكّل عناصر مساعدة على بلورة فكرة المسرحية.

  • بيتي توتل والدكتور جاك مخباط في دور: أبو خالد
    بيتي توتل والدكتور جاك مخباط في دور: أبو خالد

هي امرأة أرهقتها المسؤوليات الملقاة على عاتقها بحيث ضاعت منها بوصلة الوقت والسعادة والطمأنينة  وباتت مجيّرة بالكامل لخدمة من حولها، لقد ابتعدت لالتقاط الأنفاس وأخذ إجازة من كل شيء غير معنية بأي حسابات محاولة التعويض بوحدتها مع نفسها لكنها ضاعفت حالتها القلقة، مع وجود عدة أسباب تصدرها أمامنا أبو خليل – الدكتور مخباط – صاحب المطعم الذي تولى عملية توصيل طلبية بدت كأنها لزوم دعوة عشاء كبيرة وإذا بها لإمرأة واحدة، الأمر الذي جعله فضولياً للكشف عن السبب رغم كونه غير معني بالموضوع أصلاً.

وعلى مدى وقت العرض نعيش ردة فعل المرأة التي تقدم نفسها بإسم مستعار: مهى، على فضول أبي خليل، الذي لم يتقاض ثمن الطلبية فحاولت اللحاق به لتجده مسمراً خلف الباب بانتظار أن تفتحه مخافة صراخها مجدداً غضباً عليه، وتحصل الحالة إياها عندما تكتشف أنه نسي هاتفه المحمول فوجدت الرجل عند الباب، وهذه الحركة تكررت وبشكل كوميدي ذكي في مشهد الختام عندما قررت حمل حقيبتها والعودة إلى عائلتها بعدما اعترفت بأنهم في خاطرها طوال الوقت، فوجدته أيضاً خلف الباب.

  • تحول أبوخالد من الدليفيري إلى متدخل في شؤون مهى: بيتي
    تحول أبوخالد من الدليفيري إلى متدخل في شؤون مهى: بيتي

في: mono pause كوميديا راقية، عميقة، هي نتاج الموقف العفوي، من دون أي اصطناع أو مواربة، تبدو خلاله بيتي في حالة فضفضة حقيقية عن ذاك العبء الرازح فوق دماغها من تعدد المهام المطلوبة منها على مدار الوقت، بحيث لا تعثر على متنفس لنفسها وحياتها، وقد عبرت عن كل هذه الهواجس بأسلوب واضح يبرر لها إقدامها على عملية الهروب والتخفي لتكتشف لاحقاً أنها لا تستطيع أن تبتعد أو تهرب طويلاً فـ "نوستالجيا" العائلة أقوى وهي الحقيقة التي بلغتها إثر هذه التجربة.

الدكتور مخباط كان في مكانه 100% ، حيث جسّد الفضول بأفضل صورة، ومن إيجابيات الدور أن لاعبه أقنعنا بسهولة أنه ثقيل الظل، وتصرّف على هذا الأساس المطلوب طوال فترة ظهوره على الخشبة، في عمل يستحق المشاهدة  كواحد من نتاج الفنانة بيتي توتل الأكثر لمعاناً.