Oppenheimer: تلميع صورة "سيد القنبلة الذرية" بعد تشويهها في أميركا

نعم oppenheimer هو تحفة سينمائية مبهرة في شريط مدنه 3 ساعات دسمة بالمعلومات، مشغولة على أرفع مستوى في مجال الفن السابع، تلقفه العالم بإهتمام وإعتبره مكسباً نموذجياً لتأريخ واقعة إستراتيجية، عن رجل حاز ثقة آينشتاين.

  • Oppenheimer: الملصق
    Oppenheimer: الملصق

من زمان لم ينشغل الناس على سطح كوكبنا بفيلم مثلما هم اليوم أسرى جاذبية شريط المخرج الإنكليزي كريستوفر نولن عن صانع أول قنبلة ذرية روبرت أوبنهايمر أُلقي نموذجان منها على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين كانتا كافيتين لإنهاء الحرب الثانية، وهو اهتمام نقدي نخبوي وجماهيري في آن واحد.

ووسط كلام كبير عن قيمة المشروع الضخم وفعاليته المعلوماتية ظهر إعتراض من حفيد أوبنهايمر ويدعى ريتشارد ينفي فيه ما ورد في الشريط من أن العالم حاول اغتيال أستاذه بواسطة حقن تفاحة  بحامض السيونيد، وأشار إلى أن الكتاب – للمؤلفين: كاي بيرد، ومارتن شيروين - الذي استند إليه سيناريو نولن لم يحسم هذه المسألة يعني لم يستطع تأكيدها لكن الفيلم يؤكدها.

  • أحد لقاءات أوبنهايمر - سيليان ميرفي - بـ آينشتاين - توم كونتي.
    أحد لقاءات أوبنهايمر - سيليان ميرفي - بـ آينشتاين - توم كونتي.

سريعاً تتوضح معالم ونوايا الشريط الذي يدافع بشراسة عن الرجل الذي تلقى نسبة عالية من الإهانات، وقدراً فائضاً من الإذلال، خلال المحاكمة التي حاسبته على رأيه السلبي في الآثار البشعة وغير الإنسانية للقنبلة الذرية على البشرية جمعاء، وعندما سئل لماذا إذن قبل بالعمل على رأس 4 آلاف شخص خلال 3 سنوات لصناعتها بميزانية مليار دولار، فرد: كنت أنفذ تعليمات عليا، وكان هذا التحقيق فاتحة لأسئلة عن أفكاره الشيوعية، وتواصله مع شخصيات يسارية، وتبرعه للثوار اليساريين المعارضين لنظام الجنرال فرانكو في أسبانيا.

 كل الفرحة التي غمرت فريق العمل على مشروع القنبلة في لوس ألاموس، خفتت مع كلام الرئيس الأميركي هاري ترومان له حين استقبله في مكتبه "هل تعتقد أن أحداً في هيروشيما أو ناكازاكي يهتم بمن صنع القنبلة الذرية، إنهم يهتمون بمن أسقطها، وأنا أسقطتها".

ورد أوبنهايمر "إذا كان السلاح الذري سوف يضاف إلى ألوية الحرب في العالم فسوف يأتي يوم يلعن فيه الناس إسم لوس ألاموس". وربما كانت عبارة "أشعر أن يدي ملطخة بالدماء"، هي الأقوى تأثيراً في مواقف العالم الذي أصبح يومها الأشهر على إمتداد الكرة الأرضية.

  • مخرج الفيلم وكاتب نصه كزيستوفر نولن
    مخرج الفيلم وكاتب نصه كزيستوفر نولن

ويركز الشريط على حصول أكثر من لقاء مع العالم الكبير آينشتاين، الذي كان معجباً بموهبته وسعة علمه، لكن السيناريو لم يدّع معرفة ما دار بينهما سوى نصيحة آينشتاين له بأن يدير ظهره للجميع ويتابع طريقه دون الإلتفات إلى الخلف.

الفيلم يتابع عروضه العالمية بنجاح مطلق، رغم أن مدة عرضه 3 ساعات، وهو فتح نقاشات حادة حول الحرب الثانية والموقف الأميركي من حسمها عبر قنبلة ذرية مروعة مع مشاركات نموذجية من الممثلين بدءاً من مجسد أوبنهايمر: سيليان ميرفي، مروراً بـ: إميلي بلانت، مات دامون، روبرت داوني جونيور، جايسون كلارك، توني غولدوين، وتوم كونتي الذي جسد شخصية آينشتاين.