three thowsand years of longing: عالمة السرديات ومارد القمقم

المخرج المتميز جورج ميلر اختار الفانتازيا وأعمل الخيال للفوز بشريط: three thowsand years of longing يتقلب بين الحقب التاريخية لتبرير علاقة عاطفية بين عالمة سرديات ومارد تحرر من قمقمه.

  • three thowsand years of longing: الملصق
    three thowsand years of longing: الملصق

يمزج جديد المخرج جورج ميلر بين الواقع المعاش والخيال الذي يتدفق أفكاراً وأشكالاً – عن نص له تعاون عليه مع أوغوستا غور، وإي أس بيات، عن قصة قصيرة لـ بيات -، ليخرج بنموذج مشهدي جاذب جميل، لا يذهب بعيداً في التصورات ولا ينكفىء في الزوايا باتنتظار تطور ما. نحن إزاء فيلم يراعي المنطق ولا يذهب بعيداً في شطحات اعتدناها مع أشرطة مماثلة.

أليثيا – تيلدا سوينتون – تقسم أن قصتها حقيقية لكنها مدركة أن أحداً لن يصدقها إلا إذا قالت إنها تتحدث عن أمور خيالية لا رابط بينها وبين الحقيقة أبداً وهذا الكلام سليم 100%، فكيف لنا تصديق خروج جنّي مارد من أنبوب صغير لم يتسع له سوّيت بأحد فنادق الدرجة الأولى في مدينة إسطنبول حيث كانت أليثيا مدعوة لكي تحاضر في أحد مراكزها الأكاديمية.

  • الممثل اللبناني نيكولا معوض مع فريق الفيلم في قصر كان
    الممثل اللبناني نيكولا معوض مع فريق الفيلم في قصر كان

ضجيج وجلبة غير طبيعية في المكان لأن جنيّاً من أصول أفريقية – إدريس إلبا – ملأ المكان، ولم تُفاجأ عالمة السرديات وراحت تتحدث إليه كأنه رجل عادي لا إستثناء فيه، وسألته أي لغة يجيد ورد: يونانية هوميروس. ولأنه لم يكن في نيته البقاء إقترح عليها الإستفادة من وجوده في طلب 3 أمنيات لكنها رفضت، وفاجأها عندما رأى آينشتاين على شاشة التلفزيون فمد يده وتلقفه ثم أعاده إلى البرنامج الذي كان فيه.

ويكشف الجنيّ الذي جعل حجمه عادياً لزوم التفاهم مع أليثيا، سر سجنه في ذلك الأنبوب الزجاجي طوال 2500 سنة من قبل ملكة سبأ – آميتو لاغوم – وما إن يورد إسمها حتى نرى الممثل اللبناني نيكولا معوض في دور الملك سولومون يعزف على آلة قديمة جداً، أقرب إلى التشيللو، بطريقة احترافية ثم يختليان مع بعضهما، ويلفتنا هنا كم هو وجه نيكولا مناسب لأدوار تاريخية أو دينية فهو صوّر في هوليوود فيلمين: واحد جسد فيه دور النبي إبراهيم ، والآخر السيد المسيح.

  • المخرج جورج ميلر بين بطليه: إدريس إلبا، وتيلدا سوينتون
    المخرج جورج ميلر بين بطليه: إدريس إلبا، وتيلدا سوينتون

قرار المارد ألا ّ يعود إلى السجن مرة أخرى كونه ما عاد يطيق هذا العبء، وإذا بـ إليثيا، تعترف بأنها أحبته وتريده معها على الدوام لذا دخل قنينة صغيرة وحملته من إسطنبول حتى لندن ودهشت لأن العملية نجحت وهو خرج من أسره المؤقت وها هو بأحسن حال.

تتفقده مرة في غرف المنزل ولا تجده، وإذا به في قبو المنزل يعاني من إحباط، ليكون لقاء مصارحة تامة بين الطرفين ورغبة حاسمة في العيش معاً وهو ما ينتهي به الشريط بلقاء الحبيبين في آخر مشهد.