أزمة الطاقة تحاصر دور السينما الفرنسية

أزمة الطاقة التي تعاني منها القارة الأوروبية تصل إلى قطاع السينما في فرنسا، حيث طالب "الاتحاد الوطني للسينما" دور العرض بإلغاء مواعيد العروض التي يكون الحضور فيها قليلاً.

  • قد تدفع أزمة الطاقة دور السينما إلى تقليل عدد عروضها
    قد تدفع أزمة الطاقة دور السينما إلى تقليل عدد عروضها

 

نشر "الاتحاد الوطني للسينما" في فرنسا توصياتٍ للمسارح  ودور العرض السينمائية، لمساعدتها على التعامل مع أزمة الطاقة.

قد تدفع أزمة الطاقة دور السينما إلى تقليل عدد عروضها. في "ميثاق جميع دور السينما لخفض فوري في استهلاك الطاقة"، والذي تمَّ الإعلان عنه اليوم الأربعاء، دعا "الاتحاد الوطني لصالات السينما" الفرنسية (FNCF) أعضاءه على وجه الخصوص إلى "تنظيم ساعات العمل وفقاً لتدفّق الجمهور".

"من عام 2010 إلى عام 2019، ارتفع عدد العروض من 6 إلى 8.6 مليون عرضاً. في الوقت الحالي، مع انخفاض نسبة حضور السينما بنسبة 30% على المستوى فرنسا، تُقام بعض العروض، لا سيما في الساعة 11 صباحاً والساعة 1 ظهراً، بحضور عددٍ قليلٍ جداً من المشاهدين"، كما يشير المندوب العام لـ"الاتحاد الوطني لصالات السينما، مارك أوليفييه سيباغ، وبالتالي "يجب أن نجد التوازن الصحيح مع التكاليف".

نظراً إلى أنّه يؤثّر على العرض السينمائي، فإنَّ هذا التكيف مع السعة اليومية للبرمجة وفقاً لسلوك المتفرجين، هو المقياس الأكثر لفتاً للنظر في هذا الميثاق. "يجب على جميع القطاعات الثقافية أن تطرح على نفسها مسألة ساعات العمل هذه"، كما يفكر سيباغ، على أمل أن يكون تقليصها مؤقتاً. بالنسبة للباقي، يسرد الميثاق سلسلةً من الإجراءات "البسيطة والعملية" - التي تنطبق على العديد من القطاعات الاقتصادية - لتوفير الكهرباء والغاز بسرعةٍ، منها: تقليل الإضاءة، خفض التدفئة، تقليل تكييف الهواء، وإيقاف تشغيل الآلات غير المستخدمة.

"التعبئة والترشيد"

وهكذا يوصي الميثاق بـ"إطفاء لافتات السينما عندما لا تكون مفتوحةً، وإطفاء الأنوار في الصالات والدوائر عندما لا يكون الجمهور حاضراً، واستخدام العروض الديناميكية بطريقة منطقية، لاحترام هدف الحكومة بتدفئة تبلغ 19 درجة، لبرمجة التدفئة وفقاً للجداول الزمنية وشغل الغرف، وإيقاف التكييف إذا كانت درجة الحرارة أقل من 26 درجة في الخارج، وإيقاف تشغيل أجهزة العرض في الغرف التي لا يوجد بها متفرجين، ولتنظيم أفضل لتجديد الهواء".

"حان الوقت الآن للتعبئة والترشيد"، يصر سيباغ على أن التزام المواطن بالمساهمة في الجهد الوطني لرصانة الطاقة كضرورة اقتصادية في أوقات تراجع الحضور. ويضيف أنَّ "السبب الثالث هو بذل كل ما في وسعه لتجنب انقطاع التيار الكهربائي، وينتهي الأمر بإغلاق دور السينما في المساء".

"تجعل أجهزة العرض والإضاءة وتكييف الهواء والتدفئة دور السينما من كبار مستهلكي الطاقة. تمثل فاتورة الطاقة من 5 إلى 10% من معدل إنفاق الصالة، اعتماداً على حجمها وعمرها. في الوقت الحالي، يتعين على 20% من دور السينما تجديد عقودها لتجد نفسها مع فواتير مضاعفة في ثلاثة أو خمسة أو حتى عشرة"، كما يقول سيباغ. على المدى المتوسط، يمكن استبدال أجهزة عرض الغاز، التي تشكل الأغلبية، بأجهزة عرض ليزر، والتي تستهلك طاقة أقل، ولكن هذه الأخيرة تكون أكثر تكلفة.

وقبل أيام، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبد الملك، أنّ "متحفَي "اللوفر" و"فرساي" سيطفئان أنوارهما في وقتٍ مبكِّرٍ، كإجراءٍ رمزي للتذكير بأزمة الطاقة"، التي تضرب أوروبا.