أفلام خالدة : "عيون لا تنام" ترجمة لنصٍّ عالمي

من أفلام الكاتب والمخرج رأفت الميهي المؤثرة والمميزة جداً: "عيون لا تنام"، الذي ظهر عام 1981 مترجماً مضمون نص : "رغبة تحت شجرة الدردار"، للكاتب العالمي يوجين أونيل.

  • عيون لا تنام:الملصق ،وصورة الكاتب يوجين أونيل
    عيون لا تنام:الملصق ،وصورة الكاتب يوجين أونيل

نعم نجح رأفت الميهي في جعل سيناريو فيلم: "عيون لا تنام"، ينطق بكامل مضمون نص مسرحية الكاتب الأميركي يوجين أونيل: رغبة تحت شجرة الدردار، وزاد عليه إبداعاً من ناحيتين: أولى قدرة خاصة على لختيار كاستنغ رائع جمع فيه الفنانة مديحة كامل، مع الرائع أحمد زكي، والمخضرم فريد شوقي، والثلاثة في الدار الباقية، تماماً كما حال المخرج.

ركز الميهي وهو أحد الكبار بين الكتاب، على موضوع فارق السن بين الرجل والمرأة، واشتغل على الرغبة التي تلمع ثم تشتعل بين طرفين من سن متقارب،  وقدّم مطالعة عاطفية متميزة بالحكمة والوعي بما يتناسب مع واقع الأمور المعاشة في مجتمعنا العربي والتقاليد والأعراف السائدة، وفحوى النص المعروف للكاتب أونيل.

  • مديحة كامل (محاسن) وأحمد زكي (إسماعيل) في: عيون لا تنام
    مديحة كامل (محاسن) وأحمد زكي (إسماعيل) في: عيون لا تنام

العنوان مناسب للفيلم: "عيون لا تنام"، فنحن إزاء حال إمرأة متكاملة الأنوثة: محاسن (الفنانة مديحة كامل) متزوجة من رجل متقدم في السن: إبراهيم (فريد شوقي) لم يكن ممكناً أن ينجح في الإنجاب، فكانت الظروف تخدم شقيقه الأصغر: إسماعيل( أحمد زكي) ليتقارب.

الشريط الدقيق في لقطاته عرف كيف يكون راقياً في تقديم العلاقات العاطفية في الشريط، شارك فيه ممثلون فاعلون أسهموا كلٌّ في مكانه بترسيخ الصورة والفكرة : علي الشريف، سعاد عبد الله، نزار السامرائي،  نعيمة الصغير، أحمد أبو عبية، وفيق فهمي، أحمد حجازي، نادية شمس الدين، وعبد السلام الدهشان. 

  • كاتب السيناريو والمخرج رأفت الميهي
    كاتب السيناريو والمخرج رأفت الميهي

وكان الفنان أحمد زكي عقّب على نجاح الفيلم حين عرضه لأول مرة عام 1981 "ده من الأفلام القليلة التي كان مطلوباً منا الإيغال في التعبير من الداخل، من القلب من الحنايا، لأن هناك أكثر من فكرة احتاجت للتعبير عنها بالحركة بدل الحوار" مثل هذا الموقف لاقاه الملك فريد شوقي عندما قال: أنا بصراحة كنت قلت لـ رأفت: بلاش أنا في الدور ده، لكنه أقنعني أولاً وأخيراً لأنني أثق به، صورت الدور وأنا سعيد بردة الفعل الإيجابية عليه وعلى الفيلم عموماً .

المخرج الميهي شهد أحد عروض الفيلم في بيروت والتقيناه بعدما واكب حفلة مع الجمهور ليعلن " أروع حاجة إن المشاهد المحترم أحب الفيلم وبيجيب معاه العيلة". 

طبعاً هناك مئات الاقتباسات للشاشتين والخشبة في جميع أنحاء العالم لنص: "رغبة تحت شجرة الدردار"، وكل واحد منها أخذ المغزى صوب واقعه ومجتمعه ومفاهيمه ليتحوّل إلى نص عالمي ينطق بكل اللغات ويحضر في كل المجتمعات.