أفلام خالدة.."il postino" ساعي البريد تروازي صوّر دوره ومات

من الأفلام التي تعلق في الذاكرة والقلب معاً شريط "il postino"، ساعي البريد، للمخرج مايكل رادفورد، عن وقائع حقيقية عاشها الشاعر التشيلي بابلو نيرودا منفياً في جزيرة إيطالية.

  • ساعي البريد، الذي شغل الوسط السينمائي عام 94
    ساعي البريد الذي شغل الوسط السينمائي عام 94

عاكس القدر أحد بطلي الشريط الجميل والمؤثر "il postino"، ماسيمو تروازي، الذي لعب شخصية البوسطجي ماريو ريوبولو، فما إن أنهى تصوير دوره بـ 12 ساعة حتى توفي متأثراً بنوبة قلبية عن (41 عاماً)، في عام عرض الشريط 1994، بينما الثاني الذي جسد شخصية الشاعر التشيلي المنفي إلى الجزيرة الإيطالية البعيدة بابلو نيرودا، الممثل الفرنسي فيليب نواريه فتوفي عن (76 عاماً) سنة 2006.

الفيلم "التحفة" إستند إلى رواية للكاتب أنطونيو سكارميتا، وتعاون على السيناريو 5  كتاب: آنا بافينيانو، مايكل رادفورد، فوريو سكاربيللي، جياكومو سكاربيللي، ماسيمو تروازي. عن قصة سينمائية للأخوين سكاربيللي.

  • ماسيمو تروازي - ماريو، وماريا كونشينوتا - بياتريس
    ماسيمو تروازي - ماريو، وماريا كونشينوتا - بياتريس

موسيقى لوي باكالوف رافقت الدقائق الـ 108 للفيلم، من المشهد الساحر للجزيرة، إلى اللقطات المقربة لزوايا مختلفة من الموقع كان يمر فيها ساعي البريد في كل مرة كان يحمل رسالة جديدة إلى الشاعر نيرودا. وقد نشأت علاقة وطيدة سماها الشاعر أرقى وأعظم صداقة عرفها في حياته مع البوسطجي الشاب ماريو، الذي إعتاد على قطع المسافة إلى منزل نيرودا بواسطة دراجة هوائية.

ومن مفاعيل هذا التقارب الإنساني بين الرجلين أنّ الشاعر عندما عرف بأمر حب ماريو لصبية من الجزيرة فعل المستحيل لكي يزوجهما، وبعد فترة غياب عرف نيرودا أنّ ماريو مات خلال تظاهرة في روما، مما إضطره لأن يتواصل مع أرملته ومساعدتها على مواجهة المصاعب العديدة التي خلفها هذا الحادث.

  • المخرج مايكل رادفورد أميركي من مواليد الهند
    المخرج مايكل رادفورد أميركي من مواليد الهند

يقول المخرج رافورد: "لم يخطر ببالي ممثل آخر للعب شخصية نيرودا غير فيليب نواريه، لقد كان مدهشاً في إختصار كل المشاعر والمواقف على أرفع مستوىً من الأداء المثالي". والواقع أنّ ما كتب عن نواريه بعد عرض الفيلم علق عليه الفرنسي الرائع: "إنه يساوي كل ما إشتغلت عليه في حياتي المهنية".

رواية "الصبر المحترف"، التي إعتمدها الفيلم نُقلت بروحية صادقة وحقيقية، إستحضرت طيف الشاعر ونتاجاً شعرياً في آن كما لم يتخيل أحد، وإن تكن الرواية ركزت على صداقة رجلين، فإنّ حضور الممثلة ماريا غرازيا كوشينوتا في دور بياتريس روسو، كان مؤثراً هو الآخر في دفع الميلودراما إلى تصعيد عامودي فاعل.