اكتشاف مقبرة في باريس تعود إلى الحقبة الغالو-رومانية

أعمال حفر قرب محطة "بور رويال" للسكك الحديدية في باريس، تسفر عن اكتشاف عدداً من المدافن تضم حوالى 50 هيكلاً عظمياً تعود إلى القرن الثاني الميلادي.

  • تعود الهياكل العظمية إلى رجال ونساء وأطفال لوحظ أنّهم دُفِنوا ممددين على ظهورهم
    تعود الهياكل العظمية إلى رجال ونساء وأطفال لوحظ أنّهم دُفِنوا ممددين على ظهورهم

اكتُشفت مقبرة من العصور القديمة، تعود إلى الحقبة "الغالو-رومانية"، وتضم عدداً من المدافن والقرابين، وذلك خلال أعمال حفر في العاصمة الفرنسية باريس، مما سيوفر مزيداً من المعطيات عن حياة قبيلة "باريزي"، التي استوطنت ضفاف نهر السين في تلك الفترة.

وعُثر في المقبرة على حوالى 50 هيكلاً عظمياً تعود إلى القرن الثاني الميلادي، على الضفة اليسرى لنهر السين الذي يخترق العاصمة الفرنسية، على بعد أمتار قليلة من مدخل ؤ.

وبيّنت الحفريات أنّ جثامين الموتى كانت توضع في نعوش خشبية، تمكّن علماء الآثار من ترميمها بفضل المسامير التي لا تزال موجودة. وتعود الهياكل العظمية إلى رجال ونساء وأطفال لوحظ أنّهم دُفِنوا ممددين على ظهورهم، وهم ينتمون على الأرجح إلى قبيلة باريزي من شعب الغال، التي استقرت في "لوتيشيا" (الاسم القديمة لباريس) يوم كانت تحت السيطرة الرومانية، وفقاً لرئيس المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية، دومينيك غارسيا، خلال جولة للإعلاميين في الموقع.

وأوضح المعهد أن أواني خزفية أو زجاجية كانت موضوعة في توابيت أكثر من نصف الجثامين. وفي حالات نادرة، وضعت عملة معدنية في التابوت أو في فم المتوفى، وهو "تقليد كان شائعاً في العصور القديمة".

وقالت رئيسة قسم البحوث الأثرية والأنثروبولوجيا في المعهد، كاميّ كولونا، أنّ "آثار أحذية بقيت منها مسامير صغيرة تشكل النعل وضعت في عدد كبير من التوابيت كقرابين عند قدمي المتوفى أو إلى جانبه".

وستخضع القرائن التي عُثر عليها لفحوص مخبرية، تتيح تكوين فكرة عن "حياة أفراد قبيلة باريزي من خلال طقوسهم الجنائزية، وكذلك الحالة الصحية للأشخاص من خلال دراسة حمضهم النووي"، وفقاً لكولونا.

ورأى غارسيا أن هذه الحفريات "تفتح نافذة مهمة على العالم الجنائزي لباريس في العصور القديمة"، مشيراً إلى أن التاريخ القديم للعاصمة "غير معروف جيداً بشكل عام".

وسبق أن نُفِّذت في موقع الاكتشاف ذاته أشغال عامة عدة، من بينها بناء خط السكك الحديد في سبعينات القرن الفائت، إلا أنّها لم تتوصل إلى اكتشاف هذه المقبرة، الذي أتاحته حفريات جرت في شهر آذار/مارس الماضي.