الأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية استأنفت حفلاتها بعد توقف 5 سنوات

بادرت رئيسة المعهد العالي للموسيقى – الكونسرفاتوار الدكتورة هبة القواس وبرمجت حفلات جديدة للأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية في عملية تنشيط تُعيد إلى الحياة هذه الأوركسترا التي فرضت عليها الظروف توقفاً دام 5 سنوات.

  • الألأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية  وجانب من مقدمة الحضور في الكاتدرائية
    الألأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية وجانب من مقدمة الحضور في الكاتدرائية

عادت الأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية إلى سابق نشاطها وفق روزنامة وضعتها رئيسة الكونسرفاتوار الدكتورة هبة القواس، وقدمت حفلاً ناجحاً منذ أيام في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المدور وإلياس النبي للأرمن الكاثوليك بوسط البلد، بقيادة المايسترو هاروت فازليان على رأس 40 عازفاً كانوا كالنظام المرصوص في حالة شغف وتحفز وحضور.

باحة الكاتدرائية غصت بالرواد يتقدمهم وزراء ونواب وشخصيات مختلفة ورجال إعلام ومثقفون من درجات متنوعة شكلوا معاّ جمهوراً نموذجياً يعرف متى يصفق، ومتى يصمت لإفساح المجال أمام الموسيقى كي توسع رقعة إنتشارها من دون عوائق.

  • المايسترو هاروت فازليان وقسم من عازفي الأوركسترا
    المايسترو هاروت فازليان وقسم من عازفي الأوركسترا

جميع العازفين بدوا مستنفرين متحفزين يُبدون إهتماماً إضافياً لمثل هذه الحفلات التي أعطت قيمة مضافة للأوركسترا ولعازفيها المهرة فيما كانت الحفلات السابقة يفيض فيها عدد الرواد عن إستيعاب قاعات الحفلات، ومع ذلك فإن أحداً لم يترك مكان الحفل لأي سبب كان.

آلات النفخ استحق عازفوها المباركة أكثر من مرة خصوصاً في الجزء الأول من برنامج الحفل مع مقاطع لبيتهوفن كان فيها حتى المايسترو مبدعاً في إنسجامه وعصاه الصغيرة مع مناخ العزف، وهو ما بدا منسجماً في الجزء الثاني من البرنامج مع السيمفونية البسيطة لـ براتون التي تتسم بتناغم خاص وعميق مع صوت خفيض إلى درجة قياسية من دون أن تنقطع الأنغام.

ومع نتاج هايدن في السيمفونية 49 لاحظنا تنوعاً مع لحظات مجنونة في تعبير الموسيقى عن حالة الحب والهيام العذري وفي الوقت نفسه التعبير عن لواعج النفس بأكبر قدر من القسوة، لكن مع مد جسر في الفضاء لعبور الأنفاس المثقلة بالحنين والورع.

ساعة بالتمام والكمال استغرقها الحفل المنوع والراقي والمنضبط بشكل ذكرنا بحفلات العالم المتحضر الذي يحترم الموسيقى ويفعل كل شيء لخدمة وجودها كأرفع منبر للإبداع في حياة الشعوب.