"الجنة الآن": التضحية بالروح من أجل الوطن

في 91 دقيقة يطرح المخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد قضية العمليات الإستشهادية التي ينفذها مقاومون فلسطينيون ضد الإسرائيليين في فيلم: الجنة الآن، الحائز عام 2005 على عدد من الجوائز العالمية بينها الغولدن غلوب لأفضل فيل أجنبي.

  • الجنة الآن: الملصق العالمي للفيلم
    الجنة الآن: الملصق العالمي للفيلم

كان فيلم: "الجنة الآن"، هو أول شريط عربي وصل إلى التصفية النهائية في الأوسكار، لكنه لم ينله وعاد مخرجه  هاني أبو أسعد ليصوّر في هوليوود فيلماً بعد 12 عاماً عرف إيرادات جيدة مع:كيت ونسليت وإدريس ألبا، بعنوان: the mountain between us، عام 2017 اعترافاً من عاصمة السينما بقيمة موهبته.

  • علي سليمان في مشهد من الفيلم
    علي سليمان في مشهد من الفيلم

لكن الشريط الذي صوّر ما بين نابلس والناصرة عام 2005 عرف الكثير من المفارقات، لأنه أنجز متواكباً مع أجواء الانتفاضة عام 2006، و كان مقرراً تصويره في نابلس المدينة التي ينتمي إليها بطلا الشريط: خالد – علي سليمان – وسعيد – نبيل الناشف – لكن انفجار صاروخ قريباً من فريق التصوير  وعددهم 70 شخصاً من فلسطينيين وأجانب، أجبر 6 تقنيين ألمان على المغادرة، بينما غادر الجميع إثر الحادث وأكملوا العمل في مواقع بمدينة الناصرة.

وكان المخرج أعلن أن قراره الأول كان التصوير في مدينة غزة، "لكن المدينة أشبه بسجن كبير" – كما قال – والإجراءات فيها صارمة من جيش الاحتلال فتم استبدالها بـ نابلس. في قصة تتناول صديقي عمر منذ الطفولة يقرران القيام بعملية إستشهادية في تل أبيب، ويتم تحضيرهما على يد خبير تفجير لكن أكثر من ظرف أخّر وعرقل إمكانية تنفيذ العملية بنجاح، مما اضطر أحدهما إلى التنفيذ رغم العوائق لكن كان هذا المشهد هو ختام الفيلم.

الكثير الكثير كتب عن الشريط، ومن ناصروه اعتبروا أن العدو الإسرائيلي  وبعد الكثير من التجارب أثبت أنه لا يفهم ولا يرتدع إلا بمنطق القوة، وقد تميز الشريط بدقة شديدة في التعاطي مع موضوع التفجير. فيما كان الكاستنغ رائعاً بإسناد الأدوار إلى الممثلين المناسبين ومنهم: سهى – لبنى أزابال – و ابو سليم – محمد بوستامي – والدة سعيد – هيام عباس -  وأخت سعيد – نور عبد الهادي، وجمال  - عامر حليحل، وأخت خالد – دنيا تيتي-.

العمل يُبقي الأعصاب مشدودة على الدوام لشدة واقعية النص الذي كتبه المخرج مع: بيرو بلير، وبيار هودغسون، وتواكبه موسيقى مؤثرة لـ جينا سومدي، وهو نال العديد من الجوائز والتقديرات العالمية، خصوصاً من مهرجان برلين السينمائي: جائزة آلفريد باور، وجائزة منظمة العفو الدولية، وجائزة الملاك الأزرق كأفضل فيلم أوروبي.