الذكرى 45 لوفاة العندليب: انجازات مشغولة بقلوب وعقول

45 عاماً ما بين 30 آذار/ 1977 يوم وفاة العندليب عبد الحليم حافظ، و30 آذار/ مارس 2022 التاريخ الذي نتذكره فيه فناناً كبيراً خلّد الجمهور معظم أغنياته وحفظها عن ظهر قلب، وشاهد أفلامه الـ 16 وأحبها، بعدما صنع لنفسه عصراً لم ينافسه فيه أحد.

  •  العندليب الراحل الحاضر عبد الحليم حافظ في أكثر من مرحلة عمرية
    العندليب الراحل الحاضر عبد الحليم حافظ في أكثر من مرحلة عمرية

حكاية الفنان عبد الحليم حافظ تصلح كثيراً لأن تكون مادة ميلودرامية من لحظة ولادته وخسارة والدته ثم والده بعد أقل من عام، إلى حين وفاته عن 47 عاماً في أحد مستشفيات لندن من مضاعفات البلهارسيا.

الآلام التي لا تُحصى صنعت خصوصية في مشاعر الفنان، فمن اليتم، إلى الفقر والعوز، إلى المرض الصعب باكراً، إلى الكفاح الذي لا يفتر للغناء من خلال الإذاعة، إلى صدفة العام 1952 حين إلتقى حليم بالملحن محمد الموجي وغنّى له: صافيني مرة، أتبعها بـ على قد الشوق، وصولاً حتى: حبيبتي من تكون.

  • الراحل عبد الحليم حافظ
    الراحل عبد الحليم حافظ

وبين البداية والنهاية 61 عملية جراحية حوّلت الجسد النحيل الهزيل إلى خريطة تكثر فيها الخطوط والتقاطعات، مع حالات طوارئ عديدة نُقل خلالها على عجل إلى أقرب مستشفى بسبب النزيف المفاجئ الذي كان يدهمه غالبية الأوقات ما بين القاهرة والعواصم التي كان يقصدها لإحياء حفلات فيها.

مع ذلك عاش سنوات من التحدي صوّر خلالها 16 فيلماً بجلد ودأب ومتابرة، محاولاً قهر المرض وتداعياته، فنجح مرات وأخفق في أخرى، ومع ذلك لم يستسلم، إلى حد أن تساؤلاً طُرح عن حقيقة مرضه من عدمه، ولطالما كان طبيبه الخاص مستنفرا لإنقاذه في أي وقت.

اعتقد دائما ًأن حضوره بالصوت وحده لا يكفي، خصوصاً مع تزايد شعبية السينما وتمدد النجوم على شاشات عملاقة في الصالات المظلمة، يعتبر عنصراً جاذباً لأي فنان، لأنه سيحظى بخلود أبدي صوتاً وصورة.

حليم أدرك كل هذا وأكثر، وهو الذي صنع معادلة الغناء والتمثيل في حياته الفنية فاهتم بوجود 5 أغنيات جديدة في كل فيلم، مما أكسبنا عدداً كبيراً مصوراً من أغنياته لزوم البث الفضائي التلفزيوني، أما التمثيل فاشتغل على مناخه من خلال القصة المؤثرة أكثر من البحث عن كاراكتير مميز يريد تجسيده.

اليوم ومع مرور 45 عاماً على رحيله تحضر حالة حيّرت النقاد والباحثين: هذا الحضور القوي الفاعل والطاغي لمعظم نتاجه الغنائي والسينمائي ما سببه، ولماذا تتناسب مناخاته مع مزاج وحضارة هذه الأيام. ببساطة الكل يخلص إلى القول: إنها الأعمال المشغولة بقلوب وعقول وأحاسيس وجدية.