"الرقص مش إلنا" لعمر راجح

عمر راجح فنان وفي، فرغم وجوده منذ 3 سنوات في ليون وسط إحتضان فرنسي متميز، ها هو يخص بيروت بأول عروض عمله الجديد: "الرقص مش إلنا"، قبل 7 محطات عالمية: زغرب – كرواتيا، روما، ميونيخ، فرنسا، أسبانيا، أوستراليا، وكندا.

  • الرقص مش إلنا: عمر راجح وكتابات حلفه على الشاشة
    "الرقص مش إلنا": عمر راجح وكتابات حلفه على الشاشة

مساء الخميس في الثامن من حزيران/ يونيو الجاري قدّم الكوريغراف والراقص والمخرج اللبناني عمر راجح، أولى لياليه الثلاث على خشبة مسرح مونو وسط زحام لافت من كبار المدعوين فنانين ورسميين وإعلاميين، غصّت بهم الصالة في مشهد ذكّرنا سريعاً بأيام عز المسرح وجمهوره الشغوف المتلهف لجديد مختلف.

هذا المختلف صادف الفنان راجح، كونه أحد أبرز مقتحمي المناطق الجديدة في فن الرقص المعاصر على مدى 18 دورة من مهرجان بيببود، وعشرات العروض على خشبات إقليمية عربية وعالمية، وكان التتويج في ليلة بيروت المميزة جداً مع عرض قائم بذاته وإن ربطه مبدعه بـ : بيتنا، هنا كان مباشراً أشرك الجمهور في لعبته المسرحية بعدما أدهشه بلوحات فردية أكدت فرادة الفنان عمر في الابتكار والتجويد.

  • عمر وغرسات حبق أمامه على الطاولة قبل تقديمها للحضور
    عمر وغرسات حبق أمامه على الطاولة قبل تقديمها للحضور

هو كابوس الأوضاع المتفاقمة على جميع الأصعدة في لبنان، عاشه هو لسنوات طويلة وعانى من تداعياته وصولاً إلى قراره الانتقال إلى ليون لمتابعة مشاريعه من هناك في مناح آمن ولم يكن القرار أبداً هجرة عن البلد، معتبراً أن الوطن يسكنه أينما حل.

اعتمد العرض بيانات مكتوبة بالعربية والإنكليزية على شاشة خلفية، معلومات، آراء، وقائع، أحداث، من دون نشر أي صورة، ليبقى هو الصورة الوحيدة على الخشبة التي تجمعه بمكتب وكرسي ولاب توب، مع سيل من غرسات الحبق توزعت زوايا المسرح ومقدمته ثم تحولت إلى هدايا حملها عمر من الخشبة إلى أكبر عدد من الحضور الذين باركوا الخطوة لأنها تعني الأمل بأن غرسة الحب والتفاؤل لا بد وأن تُثمر بساتين تفاؤل بالغد، غد المدينة ومن فيها.

  • يؤدي الدبكة على طريقته مع صوت الفنان نصري شمس الدين
    راجح يؤدي الدبكة على طريقته مع صوت الفنان نصري شمس الدين

هام صاحب: صفرا، حرب عالبلكون، اغتيال عمر راجح، مئذنة، ويونيون – إتحاد، في رقصه، تلوينه، لوحاته، جنونه اللامتناهي، ولكم خفنا عليه من السقوط في أي لحظة من شدة انغماسه في معاني الاحباطات الدافعة لهذا النوع من لوحات الرقص، خصوصاً مع موسيقى موحية بقوة من الألماني جوس ثورونبول، واللبناني شربل الهبر، مضافاً إليها صوتي: أسمهان ونصري شمس الدين وكان له مع صوت نصري  - كيف حالهن، ومحطات فولكلورية أدّى فيها عمر لون الدبكة على طريقته.

ما أروع ما واكبناه، وما أعمق المعاني التي حملها عرض: "الرقص مش إلنا"، خصوصاً اللقطة الأخيرة التي بادرت خلالها الرائعة ميا حبيس، شريكة الإبداع والحياة لتحية عمر راجح على الخشبة.