"النهر": ثالث ثلاثية غسان سلهب لا يقول شيئاً

كان ممكناً تجاوز الكلام عن فيلم "النهر" للمخرج اللبناني غسان سلهب، لولا أننا إطلعنا على كتابات تفسر الفيلم وتعطيه أبعاداً ليست موجودة، فنحن خرجنا من المشاهدة بـ لا شيء، لفيلم مدته 101 دقيقة.

  • النهر: ملصق الفيلم
    النهر: ملصق الفيلم

"النهر" للمخرج اللبناني غسان سلهب، هو ثالث ثلاثية من الأفلام بدأت عام 2010 بـ: "الجبل"، وعام 2014 بـ: "الوادي"، وآخر السلسلة النموذج الفيلمي بين أيدينا: "النهر"، الذي استفزنا للكتابة عنه بعدما أمضينا 100 دقيقة ودقيقة في متابعته، من دون أن يصلنا شيء منه.

هكذا بصريح العبارة. شخصيتان على الشاشة طوال الوقت: اللبنانية يُمنى مروان، والفلسطيني علي سليمان، ولا أحد غيرهما يغادران مطعماً  في إحدى مناطق لبنان الجبلية، ويباشران تجوالاً عشوائياً في مساحة مليئة بالأشجار من دون أي حديث قد يؤخذ على الفيلم، مجرد مفردات متفرقة قليلة، ونادراً ما تكون هناك جملة مفيدة، وحين عبرت الأجواء طائرة حربية إسرائيلية تنبها للحظات ثم تابعا التحرك البطيء والممل ومن دون معنى.

  • يمنى مروان تصوب على لا شيء
    يمنى مروان تصوب على لا شيء

غريب الكلام عن أسلوب سينمائي مختلف، فكيف تستوي السينما مع مطوّلات مشهدية قاتلة في رتابتها لأن ليس فيها ما يُفصح عما يريده الفيلم، لا شخصية، لا قضية، لا مشهد يوحي، لا ممثل يؤدي والممثلان الوحيدان الحاضران ليسا قادرين على فعل شيء، لأن المخرج يعتبر ندرة الحوارات، وصمت الطبيعة إلا من بعض المؤثرات، وكثرة النظرات الباردة بين يمنى وعلي والتي ربما قصد منها شيئاً أيضاً لم يصلنا منها ما يشرح الذي يريده المخرج.

  • مخرج الفيلم غسان سلهب
    مخرج الفيلم غسان سلهب

في الفيلم فلتان كامل. ما من ربط للمشاهد الساذجة بأي فكرة، ومهما كان توصيف الأسلوب وإسباغ ألقاب عليه، فهو لا يستقيم ولا يفيد ولا يمكن بالتالي تجاهل التعليق عليه سلباً منعاً من تمادي القلة المبخّرة التي راحت تستنتج من المشاهد الأقرب إلى اللقطات الفوتوغرافية السياحية من دون أي روح تدل على شيء معيّن فيها.

والذي استوقفنا كثرة المساهمين في دعم العمل إنتاجياً، وهو ما تصورنا في بداية المشاهدة أنه دليل قيمة ونخبوية الشريط، لكن الحقيقة أن شيئاً من التميّز والقيمة لم يظهر في العمل، إلى حد التساؤل في الختام: لماذا صنع فيلم كهذا؟ لماذا المزاجية الشخصية تتغلب على القيم الفنية التي تعطي خصوصية للعمل السينمائي؟ فالجديد كلنا نبحث عنه وندعمه شرط أن تتوفر فيه مقومات الإختلاف والإبداع.