ببغاء فلسطيني يكرر شتم الجنود الإسرائيليين

منذ 8 سنوات ظهر شريط قصير للأردنيين:دارين سلام، وأمجد الرشيد بعنوان: الببغاء، وهو هنا طير فلسطيني بقي في منزل بـ حيفا عام 48 بعد طرد سكانه، فلم يُغير مكانه ولا لسانه العربي الذي ظل يردد العبارات التي كان يسمعها قبل الاحتلال.

  • الببغاء: ملصق الفيلم
    الببغاء: ملصق الفيلم

على مدى 18 دقيقة يتمحور فيلم: الببغاء – the parrot – حول هذا الطير الذي عاش سنوات طويلة في بيت عائلة فلسطينية مسيحية، إلى أن كانت حرب العصابات الصهيونية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل وطردهم من أملاكهم والتنكيل بهم، وهو بقي لوحده كأنه الحارس الأمين للنوستالجيا واستطاع بتكرار عباراته العربية: يا جماعة وينكم، نعيم نعيم، بسرعة بسرعة، يا تيتا إعطيني بوسة. مع سيل من الشتائم للمستوطنين الذين احتلوا المنزل، وللجنود الإسرائيليين في دورياتهم تحت نظره، إزعاج الطرفين وتذكيرهما أنهم في أرض ليست لهم.

  • المنزل الفلسطيني في حيفا ومعالم جدرانه لم تتغير
    المنزل الفلسطيني في حيفا ومعالم جدرانه لم تتغير

الرسالة من مضمون الفيلم وصلت عبر أكثر من منبر سينمائي، وتم تتويج الشريط بعدد من الجوائز، وأمكن إنجاح العروض الخاصة به من خلال جماهيرية بطلته هند صبري – في دور راشيل – ومعها الفنان الفلسطيني أشرف برهوم – في دور موسى -.

راشيل وموسى ومعهما الطفلة عزيزة، عائلة يهودية مقيمة في تونس قررت بواسطة صديق تقاضى بدلاً كمية من المصاغ لتأمين مكان إقامة رحب في حيفا، وهذا ماحصل لتواجه العائلة إلحاح الطير في المنزل وهو لا يكف عن التحدث بالعربية وباللهجة الفلسطينية، مضمناً كلامه عبارات شتائم لا تتوقف على الإطلاق، وهو جريء جداً في شتائمه للتي يطلقها في وجه الجنود الصهاينة الذين يتكررمرورهم من أمام المنزل.

  • دارين سلام : ÷حد مخرجي الفيلم
    دارين سلام : ÷حد مخرجي الفيلم

وتواجه العائلة اليهودية مشكلة في المنزل من الداخل خصوصاً الجدران وقد علقت عليها صور لأفراد العائلة الفلسطينية، وتخوض مشروعاً لوضع صورها مكان صور الفلسطينيين، فكانت الكادرات الجديدة أصغر من الأصلية الموجودة وأرهقت راشيل في محاولة لمحو آثار الصور الفلسطينية عن الجدران، كرمز للقول إن المكان للمواطنين الفلسطينيين، وليس لسالبيه ومغتصبيه من أصحابه أباً عن جد.

  • المخرج أمجد الرشيد
    المخرج أمجد الرشيد

والفيلم الذي بدأ مع وصول العائلة اليهودية إلى المنزل في حيفا يُختتم على عبارات الببغاء ومقطع من أغنية ليلى مراد تقول فيه: بتبصلي كده ليه، والمكر جوه عينيك.

الفيلم حاصل على جائزة روبيرت بوش عن الفيلم الروائي القصير. وكان واضحاً أن الرمزية مع خليط من المباشرة بصوت الببغاء أعطيا نتيجة بالغة الإيجابية في توصيل رسالة الحق الفلسطيني في أرضه ودحض إدعاءات وإفتراءات إسرائيل الساعية بكل الوسائل إلى تهويد كل شيء من دون نتيجة.