بعد 30 سنة.. إعادة افتتاح "المسرح الوطني اللبناني" في طرابلس

"جمعية تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي" يعيدان فتح "سينما أمبير" في مدينة طرابلس اللبنانية. والافتتاح يتخلله إقامة الدورة الأولى من "مهرجان طرابلس المسرحي الدولي".

  • تجري عروض المهرجان المسرحي في الفترة الممتدة من 27 ولغاية 30 آب/أغسطس
    تجري عروض المهرجان المسرحي في الفترة الممتدة من 27 ولغاية 30 آب/أغسطس

أعلنت "جمعية تيرو للفنون" و"مسرح اسطنبولي" موعد افتتاح سينما "أمبير"، في مدينة طرابلس شمالي لبنان، بعد نحو 3 عقود من التوقّف، لتتحوّل إلى "المسرح الوطني اللبناني".

وسيتخلّل الافتتاح إقامة الدورة الأولى من "مهرجان طرابلس المسرحي الدولي"، ويأمل القيّمون على المبادرة أن تتحوّل المناسبة إلى "منصّة ثقافية حرة مستقلة للناس، تُنظَّم فيها ورشات تدريبيّة ومهرجانات، وعروض فنيّة، وتصبح كذلك مكتبة عامة". 

وقال مؤسس المسرح الوطني اللبناني، الممثل قاسم اسطنبولي، في حديثٍ لـ"الميادين الثقافية": "نحن في المرحلة التحضيرية للمهرجان، ويقوم فريق من الشباب والصبايا كجزءٍ من فريقنا في طرابلس بالعمل والتنظيم والتدريب، وهذا الحدث في طرابلس هو بمثابة تظاهرة مسرحيّة".

وأضاف أنَّ "الافتتاح سيكون احتفاليّة كرنفاليّة، بمشاركة فرق كشفيّة موسيقيّة، مع عروض مسرحيّة من لبنان والجزائر والمكسيك وتونس وموريتانيا وإسبانيا، على أمل أن يؤسّس الافتتاح للمسرح الوطني اللبناني المجاني في طرابلس".

وأكّد اسطنبولي أنَّ "هذا الحدث هو حلم للشباب، وستلتقي الناس مع بعضها، إذ سيحضر جمهور من الجنوب إلى مدينة طرابلس خصيصاً للتواصل والتقارب وإزالة الحواجز بين الناس، بكل حبّ"، لافتاً إلى أنَّ "الطاقة متوافرة عندنا، وطابعها تطوعيّ، وهي أهم من أيّة إمكانيةٍ أخرى، فنحن مؤمنون بما نقوم به، والعاملون شغوفون بما يقومون به أيضاً".

وتابع اسطنبولي حديثه لـ"الميادين الثقافية"، مشيراً إلى الظروف الصعبة التي يجري العمل فيها، وذكر أنّ "هذا ما يدركه الجميع، فالعمل المسرحي بحدّ ذاته عملٌ صعبٌ، فكيف إذا كان في ظروف كالتي نعيش؟".

وبيّن أنَّ من بين الصعوبات صعوبة التنقّل، وقال: "نأتي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. نعرف كل الصعوبات المرافقة للعمل في هذه الظروف، وقد مرّت 5 سنوات ونحن نسعى لإقامته، لكن أهم ما في العمل هو اللقاء بين عناصره، والعاملين فيه، ساعين أن نبقي على طابع السينما-الموقع، وتاريخ المبنى، وألوان السينما كيف كانت منذ عقود طويلة، والأرضية، والموكيت، والمسرح وسوى ذلك من عناصر تراثية". 

ويتضمّن برنامج المهرجان المسرحيات التالية: "عرض الزمكان" من الجزائر، "حكايات درويش" للحكواتي هشام درويش من تونس، فرقة "لبن" (مسرح إعادة تمثيل) من لبنان، "احترق كالعنقاء" من العراق، و"فوبيا" لمصطفى الهلالي من العراق أيضاً، عرض لفرقة "صدى" (مسرح إعادة تمثيل) من لبنان، عرض "PaoloAvata'neo" من إيطاليا، عرض "كيف تصنع بيضة مسلوقة؟" من سلطنة عُمان، "عرض شارع حكواتي" لبراق صبيح من لبنان، عرض "شارع" لفرقة "تيرو" للفنون، عرض مسرحية "أنتجونا" من المكسيك، عرض "صرخة ولاء" لفرقة الفنون الشعبيةمن لبنان، بالإضافة إلى مسرحيات أخرى. 

وذكرت جمعية "تيرو" في بيان أنّه "بفضل جهود الشباب المتطوّعين، نحقّق ما بعد المركزيّة الثقافية ونكسر الجدار الوهمي بين المناطق، ونحن سعداء أننا نعيش الحلم في طرابلس التي تُعتبر أكثر مدينةٍ تحوي صالات سينما في تاريخ لبنان، أي حوالى 35 صالة، وتأسّس فيها أول معهد فنون للتمثيل، ومنها انطلقت العديد من الفرق الفنية". 

وتهدف الجمعية التي يقودها الشباب والمتطوعون إلى إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان، من خلال إعادة تأهيل سينما الحمرا، وسينما "ستارز" في النبطية، وسينما "ريفولي" في مدينة صور، والتي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني وإلى سينما مجانية. كما تهدف الجمعية إلى إقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية، وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية. وتقوم الجمعية كذلك على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية، وفتح فرص للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم، وتعريف الجمهور بتاريخ السينما، والعروض المحلية والعالمية.

تجري عروض المهرجان المسرحي في الفترة الممتدة من 27 ولغاية 30 آب/أغسطس الجاري.