رائدة طه أهدت شجرة التين لأرواح شهداء نابلس

من بيروت طيّرت الكاتبة والممثلة الفلسطينية رائدة طه ليل الأربعاء مسرحيتها: شجرة التين، التي تحمل "نوستالجيا" من موطن قلبها القدس، هدية إلى شهداء نابلس الذين استبسلوا في دحر فلول الجيش الإسرائيلي عنها.

  • شجرة التين: ملصق المسرحية
    شجرة التين: ملصق المسرحية

كانت وحدها على خشبة مسرح المدينة – بيروت، خلفها 8 غرسات معظمها، من شجر الزيتون، وأمامها بساط ملون من الحضور ملأ الصالة بالكامل، لمتابعة: شجرة التين، التي تقدمها الفنانة الفلسطينية رائدة طه في حفلة واحدة فقط، تستعرض فيها ما تختزنه ذاكرة الفؤاد من صور وأصوات وأسماء من مدينة القدس مسقط رأسها وموطن أحاسيسها.

كاريزما رائدة غير خاضعة للنقاش. من اللحظة التي أطلت فيها وحتى رفعهاعلامة النصر رداً على التصفيق الحار والمتواصل من الجمهور، لم تنقطع سيطرتها المطلقة على الصالة، المتفاعلة ببعض التعليقات من نوع: "منحبك"، لترد عليهم في الختام "بحبكن، بحب بيروت واسمحولي أهدي العمل لأرواح الشهدا لكتار اللي إستشهدوا دفاعاً عن نابلس".

تفاصيل كثيرة أوردتها رائدة، عن بيتها أهلها أقاربها جيرانها في القدس، عن الشوارع وبعض المحال، وأسماء الرجال الفاعلين فيها، من دون أن تنسى المرور على عادتها على مظاهر وكلمات بعض القياديين، كيف لا وهي عرفت معظمهم لأنها إبنة الشهيد علي طه، وعملت في مكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كمستشارة إعلامية بعد نيلها الماجستير بالإعلام في بيروت، وبالتالي كان طبيعياً أن تلتقي الكثيرين منهم.

  • رائدة طه  على الخشبة مع غرسات متنوعة خلفها
    رائدة طه على الخشبة مع غرسات متنوعة خلفها

الغرسات خلفها على المسرح هي للدلالة على أشجار فلسطين في القدس حيث استرجعت رائدة صورة يديْ والدها الحنون، حين كان يدأب في كل صباح على قطف أكواز التين وتقشيرها قبل تقديمها لـ رائدة التي كانت تشعر بسعادة غامرة لهذا المناخ من الحضن العائلي.

واضح كم أن خزانة ذاكرتها مكتنزة بالصور والأسماء والتفاصيل أفرغت كمية كبيرة منها في إطلالاتها السابقة: 80 درجة، بإدارة علية الخالدي، عائد إلى حيفا، مع لينا أبيض، وألاقي فين زيك ياعلي، مع المخرجة أبيض، من دون أن تنسى التذكير بأن هذه الأجواء يألفها ويعرفها الفلسطيني جيداً فهي جزء حميم من ذاكرته الجمعية الخصبة، ولم تتوان عن تجسيد حركات بعض أقاربها أو من تعرفهم في المنطقة التي عاشت فيها، أو تعودت المرور فيها.

أكلنا تيناً معها، وشممنا عطر الورود من الحدائق التي تحدثت عنها، وكم انتظرنا أن نظفر بلقطات للأماكن التي تناولتها في حكاياتها الشيقة، بينما كانت رشيقة في حركتها، وتعبيراتها بالقول كما بالحركة.