رائدة طه زرعت شتلة تين في غير بيئتها ..فأثمرت

أدهشتنا ردة الفعل الإيجابية من جمهور مسرح مونو – الأشرفية، على حضور الممثلة الفلسطينية رائدة طه مستذكرة حكايات عاشتها في مدينة القدس، وهو ما نعتبره إختراقاً هزم فيه الفن الراقي المواقف السياسية المعروفة.

  • رائدة طه كما ظهرت في: شجرة التين
    رائدة طه كما ظهرت في: شجرة التين

ذاكرة الفنانة رائدة طه خصبة. تذكرت لقاءنا المصور معها منذ سنوات وتحدثنا في إستراحة مسرح مونو قبل عرض "شجرة التين"، لنعرف أنها ملتزمة ببروفات على مدى عدة أيام لمسرحيتها الجديدة المقرر أن تفتتحها الشهر المقبل.

بداية كان ما يُثلج القلب أن الصالة ممتلئة عن آخرها، بينما الديكور المحيط بـ رائدة كناية عن 6 غرسات تتوسطها كرسي خشبية، فيما دارت سلة من التين على جموع الوافدين لمشاهدة العمل بغية وضعهم في مناخ المسرحية التي تنحصر في نوستالجيا خاصة بأيام المدينة المقدسة ما قبل العام 1948 وفي محطات أخرى قبل العام 1967.

  • رائدة في ذروة الفرح
    رائدة في ذروة الفرح

موضوع التين إستهلت به الفنانة رائدة غملها المسرحي، وهي تتذكر كيف كان والدها يقطف لها ولشقيقتها التين الطازج ليأكلانه فوراً.

وتدخل منها على سيرة الوالدة والعمة والخال وأبرز خصالهم واحداً واحداً، مع التطرق إلى شخصيات مميزة من الأقارب والجيران الذين ينخرطون في قضايا البيت والعائلة ليكون من الصعب فصلهم عن تاريخ العائلة، وصولاً إلى سيرة الحمار الأبيض الجميل والمرقط لونه بالأسود.

  • ملصق المسرحية
    ملصق المسرحية

رائدة، راوية، ممثلة بإمتياز، فهي تستعمل جسمها كما لسانها كأدوات مرنة في الأداء وهي تنجز مادة عفوية متكاملة العناصر. تبكي وتضحك، تصرخ ثم تهمس وفي الحالين، تبقى وفية لنهجها الفني الذي دأبت على إعتماده في أعمالها التي عرفناها قبلاً: ألاقي فين زيك يا علي، بترا روكس، 36 شارع عباس حيفا.

ولا تكون بعدها بحاجة إلى جهد إضافي حين تريد تلوين وجهها بالفخر والغضب أو الفرح أو الدهشة، لأن التعابير تأتيها بعفوية مذهلة.

رائدة هي لم تتبدل، في صورتها أو صوتها أو شغفها بقضية تسكنها في كل مسامها، والباقي تتكفله موهبتها المطلقة في حسن الحديث الجاذب والعميق والمؤثر عن وطنها فلسطين.