رحيل ماجدة صالح.. أول راقصة باليه مصرية

الموت يغيّب ماجدة صالح، أول راقصة باليه في مصر، التي فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وحب فن الباليه منذ ستينيات القرن الماضي.

بعدما فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وحبّ فنّ الباليه منذ ستينيات القرن الماضي، رحلت أمس أول راقصة باليه في مصر ماجدة صالح المعروفة بــ "فراشة الأوبرا".  

ونعت وزيرة الثقافة المصرية نيفين كيلاني، ماجدة صالح، بوصفها "رائدة فن الباليه" في مصر، قائلة الراحلة: "فتحت الطريق أمام أجيال من المصريين لاحتراف وحبّ فنّ الباليه، فقد كانت من أوائل الذين درسوا، وأتقنوا، ونافسوا غير المصريين في هذا الفن الراقي"، مضيفة أن صالح رفعت اسم بلادها عالياً، من خلال المشاركة في العديد من العروض العالمية في مصر وخارجها.

من جهتها، نعت الفنانة شريهان، ماجدة صالح، وقالت في تغريدة على "تويتر": "وثق فيها أخي (عمر خورشيد) وسلّمني لها كمُعلمة وأستاذة عظيمة لي، لها الكثير في شريهان الطفلة والطالبة والفنانة، ذهبت إليها هاوية حالمة فجعلتني أعشق الدراسة، علّمتني أخلاق فن الباليه قبل هوايته.. علّمتني الالتزام، والإتقان وبذل الجهد بضمير، وصبر، وحب".

أما الإعلامية المصرية هالة سرحان فطالبت في تغريدة عبر "تويتر"، وزيرة الثقافة المصرية بإطلاق اسم ماجدة صالح على صالة من صالات تدريب فرقة الباليه.. "ذلك البيت الذي قضت فيه ماجدة العمر كله".

وكانت ماجدة صالح من أوائل الفتيات المصريات، اللواتي درسن فن الباليه أكاديمياً في مصر، أواخر خمسينيات القرن الماضي، وقالت في مقابلة إعلامية سابقة: "شاءت الأقدار أن أكون أول باليرينا مصرية تخرج للعالم".

التحقت صالح بأولى دفعات المعهد العالي للباليه، الذي تأسس ضمن معاهد أكاديمية الفنون في مصر عام 1958، وحصلت مع 4 زميلات لها على منحة دراسة من أكاديمية البولشوي في موسكو عام 1963، وبعد عودتهن إلى مصر قدّمن عام 1966 بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول عرض باليه في تاريخ مصر، بعنوان "نافورة بختشي سراي" للروسي بوريس أسافييف، نالت بعده وسام الاستحقاق.

ورقصت صالح على خشبة مسرح البولشوي، وعلى خشبة مسرح قصر المؤتمرات في الكرملين وغيرها من مسارح الاتحاد السوفياتي في جولة فنية قامت بها في سبعينيات القرن الماضي.

وعادت الراحلة إلى القاهرة في الثمانينيات، وتولّت منصب عميد المعهد العالي للباليه، ثم إدارة مؤسسة "دار أوبرا القاهرة الجديدة"، التي أعيد افتتاحها عام 1988، وحينما اصطدمت بعقبات حالت دون استكمال مهمتها الإدارية، توجّهت مجدداً إلى الولايات المتحدة، حيث تفرّغت للتدريس في نيويورك، واعتزلت رقص الباليه رسمياً في العام 1993، وأدت رقصتها الأخيرة مع فرقة البولشوي، في عرض "جيزيل"، ووصفت حياة راقصات الباليه المهنية، بـ"حياة الفراشات"، في إشارة لقِصرها.